رفقا بالقوارير
تقول د .نادية رجب السيد أستاذة الإرشاد الأسرى بمركز معوقات الطفولة بجامعة الأزهر :هذا الحديث النبوى أو التوجيه النبوى الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم رفقا بالقوارير يقصد به أن تكون معاملة الرجال للنساء عامة متسمة بالرفق والرقة والرحمة .... ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا فمثلا يجب على الأبناء أن يعاملوا الأم بالرفق والرحمة والإحسان ،مصداقا لقوله تعالى وكذلك يجب أن يعامل الأب بناته معاملة طيبة ،فلا يكون بالنسبة لهن مصدر خوف وقهر وجبروت ،مما يؤدى بهن إلى اللجوء لغيره ..
ولا يجبرهن على الزواج من رجال لا يرغبن فى الزواج منهم ،بل يترك لهن حرية اختيار شريك الحياة ..ثم يأتى بعد ذلك دور الزوج وهو يختلف عن دور الابن مع أمه والأب مع بناته ..فالزوج يجب عليه مشاركة زوجته فى قرارات الأسرة ، ويكون هناك نوع من الشورى فى التعامل ،وأن يكون على صلة طيبة بأهلها ،بحيث يكون هو العون والسند وقت الشدائد ،وعلى الزوج أن يتجنب الشك وسوء الظن بالزوجة ..وأضافت قائلة : أما من الناحية المادية فيجب على الزوج أن يراعى الإلتزام بالنفقة على زوجته وأولاده ،فلا يأخذ شيئا من مالها إلا بإذنها ورضاها ..ولا يطمع فى مال أو ميراث زوجته ،ولابد أن يكون هناك مرونة فى التعامل بحيث تكون المعاشرة بالحسنى مراعاة لآدميتها وكرامتها .
مراعاة شعور المرأة
وتؤكد د .هناء أبو شهبة أستاذة علم النفس بجامعة الأزهر :معنى الرفق بالمرأة هو مراعاة شعورها وإحساسها والتلطف معها فى الحديث ،ومنحها حقوقها كاملة .. وللأسف نرى أن بعض الأسر وخاصة فى صعيد مصر تحرم البنت من الميراث ،وهناك كثير من الأسر تقوم بذلك أو على الأقل تعطيها أقل من نصيبها ،وهذا يعد انتهاكا لحقوق المرأة التى أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ..وكذلك لابد أن تراعى الأسرة طبيعة البنت فلا تجبرها على القيام بأعمال شاقة تتعارض مع رقة وقدرة المرأة مثل أعمال البناء والتشييد والأعمال التى تتعارض مع هيكلها الجسمانى .وعلى الرجل أن يتفهم أن المقصود بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم هو القيام نحو المرأة بما يتماشى مع جنسها اجتماعيا ونفسيا وأن يصون كرامتها حتى تدوم المودة والألفة بين الزوجين .