لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 40

الموضوع: قهـوةُ القُرّاء , نادي صامطة للقرآءة !

مشاهدة المواضيع

  1. #29
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية محمدالقاضي
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2007
    الدولة
    ياما حكيتك للمواني !
    المشاركات
    6,053

    رد: قهـوةُ القُرّاء , نادي صامطة للقرآءة !

    أشكر الذين أناروا هذه الصفحة , وبعثوها من جديد ,
    الحبيب لوركا , بساتين من الودّ لشخصك الكريم ,
    الأميرة بنت المدخليّ , ممتنٌ والله لهذا التّجلّي هنا ,,



    الزهايمر ,



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    إنها " ألزهايمر " الأقصوصة التي كتبها أ.د. غازي عبد الرحمن القصيبي رحمه الله وهو على فراش المرض ..

    الملاحظ بأنه صنّفها بالأقصوصة ، فهي ليست رواية ولكنها قصة طويلة بعض الشيء ..

    يالهذا الكاتب الساخر الذي يكتب عن المرض وهو على فراشه ويُصارعه ، ماهذه الشجاعة الساخرة التي تحلّى بها هذا الرجل !!

    الكتاب يقع في 127 صفحة ، من دار بيسان ..
    الإهداء : إلى أصحاب القلوب الذهبية
    الأخوة والأخوات ، أصدقاء مرضى " الزهايمر "

    بهكذا افتتح أقصوصته عليه رحمة الله ، والتي كانت تحكي عن " يعقوب العريان " أو كما يناديه الأمريكيون بـ " جاكوب " ، والذي بدأت تضيعُ من ذاكرته التفاصيل الدقيقة كنوع عطر زوجته الحبيبة ؛ ولأن تشخيص الطبيب أخبره بإصابته بالمرض ، فانتقل لمصح في أمريكا ، ومنه بدأ بكتابة مجموعة من الرسائل لزوجته احتوت على وقفات بمحطات حياتية متفرقة لاتخلو من التهكم الساخر لجميع مراحل الحياة مستشهدا ببعض الرؤساء والمشاهير الذين وقعوا في مصيدة هذا المرض ..
    مابين الوقفات الساخرة كان لابد من جرعة الألم بين الفينة والأخرى ..

    وكما هي عادة القصيبي فقد استشهد ببيت للمتنبي قال فيه : " كفى بك داءً أن ترى الموت شافيًا / وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا ."
    وقال : "عندما يُصاب الإنسان بمرض لا يشفيه سوى الموت فمن الطبيعي أن تدور خواطر الموت في ذهنه بين الحين والحين ."

    يقول القصيبي على لسان يعقوب :
    " هذه ليست سيرة ذاتية ، هذه رسائل من زوج إلى زوجته . وحتى لو كانت سيرة ذاتية هناك أشياء لا يجوز أن يطّلع عليها أحد. والسيرة الذاتية ليست مبررًا كافيًا ، أو ناقصًا ، للتعرّي وإيذاء الناس . "

    وفي إحدى رسائله لنرمين زوجته التي تصغره بربع قرن قال :
    " سبحان الله! هل للذكريات حياة؟ هل لها روح؟ هل لها عقل، هل تشعر أنها بعد حين، لن تجد مأوى في الذاكرة فتضطر إلى الهيام، شريدة طريدة، بلا ملجأ؟. هل هذه الذكريات كالأرواح المنكودة التي غادرت أجسادها ولم تستطع التحرر من سجن الأرض فأصبحت أرواحًا ضائعة لا يؤويها أحد؟ هل هناك تراتبية في الذكريات؟ هل هناك طبقية؟ هل هناك تفرقة صارمة كالتي تميز بين بشر من الدرجة الأولى وبشرِ من الدرجة الثانية وبشر تحت خط التصنيف (وهذا مثل خط الفقر يضم الغالبية العظمى من البشر) ؟ لم تكن هذه الأسئلة مهمة في الماضي، ولكنها الآن، تتطلب أجوبة، لم يعد الوقت يتسع لكل الذكريات، ولا أعرف أنا كيف أنظمها، وليس لي سوى أن أترك الأمر للذكريات نفسها ، تُرتب أولوياتها في ما بينها بطريقتها الخاصة ، وأفتح خلايا المخ وأنتظر "
    وهنا بدأت الذكريات تهطل عليه فجاءت ذكرى البلوغ ثم المراهقة التي ينعتها قائلا : " سنوات المراهقة في حياة كل إنسان و إنسانة هي سنوات ضائعة لا معنى لها مسروقةٌ من الطفولة والرجولة معًا ،فجأة، يبدأ نساء الحي يتحجبن منك لأنك اصبحت رجلا، ولكن ماذا عن الرجال؟ أنت ما زلت في نظرهم ذلك الصبي الذي لا يُسمح له بممارسة أي مسؤولية من مسؤوليات الرجال. أرأيتِ، يا عزيزتي أسخف من هذا المنطق؟" .
    ثم توالت ذكريات المراهقة حتى غزته ذكريات " المرة الأولى " وظل معتقلا في سجن المرة الأولى باحثًا عن الأجوبة حتى جرى حوارًا بينه وبين " اليزابيث " وهي رفيقة له في المصح أخبرته بأن مشكلتها ليست في المرة الأولى ولكنها في " متى آخر مرة ؟ " وأنهت الحوار المؤلم والمليء بالأسئلة التي لا جواب لها بـ : " دعنا نغير الموضوع ، أول مرة ! و آخر مرة ! ، عن قريب سوف ننسى كل شيء، ألا ترى أن من العبث أن تهدر جهد الخلايا الباقية في تذكر هذا وذاك ؟ " فقال لها :" كلامك صحيح نظريا ، ولكن من الناحية الواقعية هل يمكن أن نبحث شيئًا ، أي شيء ، من دون أن يكون للذكريات ، على نحو أو آخر ، نصيب كثير أو قليل منه ؟ "

    ينتقل لمخاطبة زوجته ويطرح لها تساؤلاته أثناء نبش الذاكرة فيقول :
    " لماذا يلعب الماضي هذا الدور الكبير في حياتنا ؟ ، قارني عدد الكتب التي تتحدث عن الماضي وأظن أنك ستُصابين بصدمة ."
    ثم يكمل تساؤله المتشعب :
    " اقرأي ما يُنتجه مفكرو الأمة العربية و أدباؤها وعلماؤها ، وستجدين النسبة نفسها 99% عن الماضي، و 1% عن المستقبل . آه! كيف تستطيع أمةٌ أن تصنع مستقبلها وهي في قبضة ماضيها يعصرها عصراً حتى يستنفد كل ذرة من طاقتها ؟ كيف نستطيع أن نقضي على التخلّف إذا كنا نعتقد أن التخلف مفخرة لأننا اخترعنا الصفر ذات يوم ( هذا إذا كنا حقاً اخترعناه ! ). استعرضي الكتب العربية الجديدة وعندما تجدين في سنة من السنين ، أن عدد الكتب التي تتحدث عن المستقبل ، من المحيط إلى الخليج ، تجاوز خمسين كتابًا تفائلي بالخير ، واعلمي أننا بدأنا نتحرر من شبكة الماضي العنكبوتية ، حقيقة لا مجازًا . ومع ذلك فأنا أعلن أن انتظارك سيطول ... ويطول !! ".

    وهنا ومضة مليئة بالوجع :
    " إذا كنت لا تصدق إن الزهايمر يعادل الموت فجرب أن تعيش معه سنة ونصف السنة، إنه أسوأ من الموت. ففي الفترة الطويلة التي تسبق الموت يختفي المريض ويحل محله شخص آخر يدعي أنه هو. "

    تتوالى الرسائل التي تخبيء في طيّاتها معاني عظيمة لو تأملها الإنسان ، لا تخلو من الألم المتفرق والذي يتخلله كم من السخرية التي اعتدناها من غازي رحمه الله ..
    يختمها قائلاً :
    " إذا ذهب العقل ذهبت معه الكرامة"
    " صدقيني إذا قلت أني أعتقد أن الموت أفضل ألف مرة من عيش الخضروات البشرية "

    ثم يموت بنهاية غامضة قد تكون انتحاراً لما آل عليه وضعه النفسي ، وقد تكون رحمة ، فيُرسل الطبيب جيمس جميع الرسائل لزوجة يعقوب مبلغاً إياها بوفاته إثر نوبة قلبية ..

    أقصوصة لا تتجاوز صفحاتها المكتوبة عن ال80 تقريباً ، إذا تغاضينا عن الصفحات المرسومة والبيضاء ، إلا أنها كانت مفجعة مؤلمة ، ولحظة كتابتها زاد من حدّة الأسى ..
    قرأتها مرتين وأتأملها في الثالثة ..

    رحم الله غازي عبد الرحمن القصيبي وأدخله فسيح جنّاته .

    بقلم ريم الزهراني _ جدّة .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي سأعود أريد أن أتنفّس فقط ,
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدالقاضي ; 28 -09- 2010 الساعة 10:52 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •