يتحدث عن نفسه قائلاً :
السلام عليكم . أنا محمد الرطيان . أعمل في شركة الاتصالات السعودية ( لن أتردد لحظة واحدة في مهاجمتها لو شعرت أنها رفعت فواتيري أو فواتيركم !) أعيش في مدينة رفحاء العظيمة في شمال البلاد ، وولدت فيها في عام النكسة (كل الأعوام العربية منذ عام 48م هي أعوام نكسات ونكبات .. فاختاروا من التواريخ ما تشاءون ! ) متزوج ورزقني الله بستة أطفال رائعين ولهم أحلام رائعة : « سيف» ويحلم أن يسافر من رفحاء إلى جيزان عبر القطار ! « سلطان» ويحلم أن يذهب إلى أحد مراكز الاقتراع ليدلي بصوته عن أي شيء ! « أحمد» ولديه أحلام خطيرة لا تصلح للنشر ! « فاطمة» تحلم أن يكف اليمين واليسار عن التحدث بالنيابة عنها ، وتسلّم عليهم ، وتقول لهم : إذا فيكم خير تجاوزوا الحديث عن « قيادة المرأة للسيارة» للحديث عما هو أهمّ وأخطر ! « مريم» لا تحلم .. ولكنها تخاف عليّ من المبالغة بالأحلام الكبرى ! « الحميدي» يحلم بتغيير اسمه ! .. وطبعًا سأقول له وبكل ديمقراطية : « معصي» !!

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

لسنا هُنا في مكان وزمان , للحديث عن الرطيان الشخص , بل هو الكاتب لاغير ,
محمد الرطيان الذي اقتحم عالم الرواية لأول مرة في 2009 برواية أثارت الجدل , كانت هذه الرواية ولم تزل مثار الشكوك والنقاشات , الصراعات , لأنه أول كاتب يتحدث بصراحة عما يُسمى " الجهاز " ويقصد به رجال الأمن في الدولة , وتحدث عن " الجماعة " ورمز بها للمتشددين ,
الرطيان الذي تم إيقافه طويلاً عن الكتابة الصحفية , بعدما أحدث ضجة واسعة على خلفية مقاله الساخر في جريدة الوطن الذي حمل " زيتونة والرخمة أوباما " , الرطيان الكاتب الساخر والناقد , لايُحسب على تيار مُعين , ولكن الممتبع له قد يجد ميوله للفكر التنويري جلياً في كتاباته !

هُنا تَجد مقال الرطيان , " زيتونة والرخمة أوباما "
http://www.alwatan.com.sa/news/write...17732&Rname=80


قرأتُ روايته الرائعة " ماتبقى من أوراق محمد الوطبان " وهي من إصدارات دار طوى للنشر , كانت من ضمن الكتب التي اقتنيناها من معرض الرياض الأخير للكتاب ,
الرواية _ من زاويتي _ تتحدث بطريقة جديدة على الأدب الروائي السعودي , فالكاتب الرطيان لايُظهر شخصيته في الرواية , بل أنه تحدث كـ مُخرج فقط , وجعل أبطال الرواية " الوطبان أوأبومعاذ الطائي أو فارس سعيد وجميهم أقنعة لشخصية واحدة , والبطلة الأخرى هي السيدة " تاء " " جعل الرطيان أبطال الرواية يتحدثون ويحلمون ويخافون بعيداً عنه , الرواية قصيرة جداً , ولكن مُتخمة بالأفكار , الأحداث , القضايا , الأمكنة !
أراد الرطيان أن يجعل القارئ في حيرة من أمره منذ الإهداء ونفيه أن تكون للرواية ارتباط بالواقع , بل أن الرطيان يجعل القارئ يُشارك البطل انفصام الشخصية المتجلّي في الرواية ,
الرواية كانت على شكل أوراق , وأحياناً تتحدث السيدة " تاء " , وبعض الأوراق مفقودة من العمل , وربما ألمح لذلك الكاتب بقوله في بداية الكتاب , " هنالك أشياء إذا نقصت .. اكتملت ! "


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حقيقة الكتاب يَستحق القراءة , فهو تجربة فريدة في كتابة رواية !

حمل الرواية من هُنـا
http://www.4shared.com/file/19171522...3be/_____.html

أوقات ممتعة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي