التربية بين زرع الثقة والمتابعة

سيدي الشفق
لا بد من المتابعة والمراقبة وإعطاء الثقة على جرعات من خلال خبرة الاب ولكن بحذر
حتى لايشعر الابن بأنه مقيد الحرية من قبل الاب يجب علينا ان نوجه مع التوضيح له
بأنك تحرص على مصلحته مستقبلا ولا بد من خلال نقاشات سابقة مع إبنك بأن هناك هدفا يسعى لتحقيقه
ولكن هذا الهدف لا يتقق إلا بشروط .مع الاخذ بعين الاعتبار بأنك تتعامل مع إنسان له طموحات وتوجهات
واهداف ولكنها تركض في ذهنه بشكل عشوائي مدفوعة بعنفوان الشباب كالحصان الجامح فكيف تروضه
بحنكة وسياسة وايضا بأسلوب لطيف وشيق وبدون تشنج وعصبية تشرح له الطريق السليم لتحقيق الهدف
المنشود الذي رسمتماه سويا طبقا للشروط المتبعة وهي تكون على حسب الوعي والدراية التي يتمتع بها
الاب وبالفعل إبنك إذا كبر خاويه ولكن كيف ؟ ليس المعنى أن تتركه يصارع لوحده في اخطر مرحلة من العمر
بل يجب التقرب إليه ومجالسته وتجعله يشعر بالمسؤولية بطريقة ذكية وتمدحه وتحفزه إلى المثابرة
وبأن يأخذ حذره من رفاق السوء لانهم يهدمون في ساعة ما بنيته في سنين وتضرب الامثلة بأناس ناجحين
وكيف كان نهجهم حتى حققوا النجاح وتلبي طلباته في حدود المعقول وتحسسه بأنك لا تبخل عليه بشيئ
واختم واقول المتابعة لازمة ومفيدة للابناء ولكن بالاسلوب المحبب الذي لا يكون سببا في تنفيرهم منك
ولك تقديري واحترامي

ما أروع ردك وما ارقى نقاشك اخي الغالي ( البحار الكبير )
طرحت فأبدعت وافدت وأجدت .
بكل المصداقية يبقى الأمر صعبا ومحفوف بالخطر ولعل ذلك يظهر
حتى من خلال ردك الراقي فحتى تلك الحلول والرؤى مقترنة بشروط
وتصادفها الصعوبات وتبقى امامها العديد من العقبات .
كأني فهمت من ردك إنك ترى أهمية الجمع بين زرع الثقة والمتابعة المستمرة
فكل منهما مكمل للآخر وطرف مهم في إكمال العملية الحسابية في هذه المعادلة الصعبة
ولكن عندها سنجد انفسنا امام اسئلة عديدة لعل من أهمها ( وحتى متى تستمر المتابعة
ويبقى النصح والتوجيه وهل يجدي ذلك حتى لو وصل ذلك الشاب لعمر متقدم يرى صواب
نفسه وخطأ كل من حوله ) ؟

تحياتي وتقديري سيدي الفاضل