ماليــّاش عــِلم و ما أظــُن أنّ فيها خــَدش حياء .. كما قال محمد القرآن اعتمـَد على أسلوبين وما اظــنّه انحَصـَر على هذين الأسلوبين , و أمــَرنا بالتدبر : ( أفلا يتدبّرون القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالها ) .. ومن هــُنا مالأحدٍ حق في تكفير من يحاول الفهم أو تفسيقه .
ثمّ إن العــَرَب الأوائــِل هم أهلُ اللغة أساساً , وماحصــَل أن اعتـَرضَ أحدهم على هذه العبارة أو غيرها مما في القرآن حتى غير المسلمين منهم , وهذا يدُل على نقاوة ألفاظــِه .
ومن حــِرصِ العـَرب مابدَر من الحجاج الثقفي الذي قيل أنهُ كان أفصح العرب في زمانــِه مع أبي عمرٍ ابن العلاء أحد النحويين و من الذين اختارهم الحجاج لتنقيط القرآن و ضبطه , وكان يقرأ على الحجاج فقرأ قوله تعالى :
ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غـــُرفة بيده } بضمّ الغين .. وكان الحجاج و بقية القراء يقرؤون بـ فــَعلـة بفتح الغـَين : غــَرفــَة .
فأنكر عليه الحجاج و توعده بالقتل إن لم يأتِ بشاهـِد من العـَرَبِ على أن فـــُعلة تأتي بمعنى المرة و أمهله شهراً .
فخرج للبادية علــّه يجــِد من العـَرَبِ من يقولُ بـ : فـــُعلـة .
وحينما لم يبق إلا يومٌ واحد و تنقضي المهلة سمـِع أعرابياً يقول :
ربما تكره النفوس من الامر *** له فــُرجة كحلِّ العقال .
فسأل الرجُل عن أمرِه فقال : ماتَ الحجاج .
فقال ابن عمرو , ما أدري أأفرح بالأولى أو الثانية . يقصد الشاهـِد على صحة لفظةِ فــُعلـة , أو موت الحجاج
إذا نستشهــِد أن العــَرَب الأوائــِل كانوا حريصين جــِداً , ولو كان في ( كواعــِبَ ) خدش لحياء التالية للقرآن لحصـَل في أوّل الزمان من يتحدّث بهذا .
أمــّا الإرهابيين فلهم وسائـِلهم الإغرائية التي لن يعـرِفها أحــَد إلا من هو معهم .