النص ( 35 ) صــ 71 ــ
من اغتال فرحنا ؟
عجباً كيف انتهى الفرح من حياتنا ، وكيف فقدنا عادة الابتسام إذا ما التقت عيوننا ، وكيف أضعنا الرعشة التي عرفناها من قبل كلما التقت أيدينا ؟
عجباً كيف يقتل الفرح بتفاصيل صغيره ، بضغوط تافهة ، بمشاكل لا أسباب لها ،
وكيف أخترعنا الصمت علاجاً للحدّ من عدائية الكلمات كلما تبادلنا الحديث والآراء؟
لا أدري كيف مات حماسنا للأشياء المشتركة ،
وكيف لم نعد نسعد بقدوم الربيع ، أو دفء الشتاء .
كيف أصبح للحياة لون واحد لا يتغير ، لون الملل الرمادي الذي يغلفنا كل ساعات اليوم ، ونستسلم له كأنه قدرنا المكتوب .
كنت أظن أن الحزن مدخل للفرح ، لكن حكايتنا أثبتت العكس ، كان الفرح طريقاً إلى لا شيء ، فالحزن ردة فعل لها أسبابها ، ونحن فقدنا الفرح من دون أن نصاب بردة فعل تدخلنا أبواب الحزن وتوقظ مشاعرنا .
عجبا لعمر يستسلم لأيامه بلا مبالاة ، لمجرد الاستمرار واستكمال الأيام الباقية منه .
عجبا لصمت قتل فينا حتى فضول السؤال والتساؤل وغضب الرفض أوالنقاش .
لم يعد للأيام معنى، وأصبح العمر طويلاً بطول المسافة التي تفصل بيننا، وفراغ الكلمات يختصر كل الحكايات التي كنا نرويها .
ما الذي حدث لحبنا ؟
كيف يموت الفرح بلا سبب، ولايترك لدينا حتى الإحساس بالحزن، أوالرغبة في استعادة اللحظات الماضية؟
مالذي حدث لحكايتنا،
نحن الذين اخترعنا السعادة، وظننا أننا حللنا كل عقدالحياة التي تقف في طريق فرحنا؟
كنا شركاء منذالبداية ، ولازلنا شركاء في تحويل الضحكة إلى جريمة ، والابتسامة إلى كآبة ، والحب إلى عادة .
عجيب كيف يموت الفرح على بابنا ، نغتاله بتفاصيل تافهة، وأسباب لا أهمية لها ، ثم ندّعي الحب.
العالم إمرأة ورجل (الحب بكل اللغات)
زينات نصار