فتاة مراهقة
دائمة التذمر من معيشتها الناس كذا وكذا ونحن ونحن أريد تغيير أثاث غرفتي أريد تغيير الديكور وجميع الألوان مللتها
الصيف أبها – جدة ارحمونا غيروا
تشتكي وتشتكي
تجد لها أمها خواطر كتابية كلها تدور حول انزعاجها وعدم رضاها بحياتها التي تراها عذاب في عذاب ونقص في نقص
أدخلت الحيرة إلى قلب تلك الأم والخوف عليها وعلى مستقبلها
ماذا تفعل لهذه البنت ؟
كيف تقنعها بأنها في نعم عظيمة تفتقدها الكثيرات من بنات جيلها
فيلا- خادمة - مستوى معيشي ممتاز
وتقرر الأم
هناك خلل في التربية
الكلام والنصح ماعاد يجدي لابد من فعل
وفي الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك
تقرر الأم استبدال القول بالفعل والسماع بالرؤية
وجاء القرار الحاسم
فلانة هيا أريد اصطحابك الليلة لتوزيع بعض الصدقة على بعض البيوت المحتاجة المجاورة
البنت هيا (أصلا الجلسة في البيت طفش )
ظنت أنها زيارات عادية
ولكن تعمدت الأم أشد البيوت فقراً والتي فيها زميلات لبنتها في نفس الفصل
البيت الأول
دخلتا........... ترحب صاحبة البيت وتحاول الضيافة بأفضل ماتملك في مطبخها
والبيت يُرثى له متهالك والأسرة كبيرة تحوي أم وأب أبناء وبنات وفتاة معاقة ذهنياً والجدة (غرفة واحدة ) بأرضية متشققة بأثاث أقدم من كلمة قديم إضاءة خافتة ليست للرومانسية ولكنها لأسرة منسية تلك الغرفة للمعيشة وللاستقبال وللمذاكرة وللنوم ولكل شيء لم تطل الزيارة أكثر من عشر دقائق كانت الأم تتحدث إلى السيدة وتختلس النظر لابنتها التي ارتسمت على وجهها عشرات التعبيرات .
والسيارة تنتظر بالخارج لم تترك الأم لابنتها فرصة للتعليق أو التعقيب وأخذتها فوراً
للبيت الثاني
الذي لايبعد إلا أمتاراً قليلة عن البيت الأول تدخلان غرفة واحدة أشد تهالكاً من سابقتها جهل وفقر ومرض والنظافة منعدمة لاحظت الأم عيني ابنتها وهي تبحث عما يسمى أحسن السيئ من الأمكنة لتجلس به
في أحد زوايا الغرفة طفلة نائمة تغطي جسمها وتحوم حولها مئات من الذباب ولاحول ولا قوة إلا بالله
وتعودان للبيت
بفضل الله تحكي الأم تغيراً جذرياً في حياة ابنتها
وحب للصدقة وإصرار على أن تكون من مصروفها الشخصي ومن ثم من مكافأة الكلية
وليس من رأى كمن سمع