أي ألم يغلف قلبي ..وأنا بين أحضانك ... أي موت يجتاحني هو صمتك
قلب معذب بين يديك وروحك تهيم بعيدا بعيدا...يمتد الجليد إلى أركان روحي
يسكنني الشتاء الطويل .. ويئن القمر من صوت العويل
يغطش ضياءه حزني بسواد مقيم مقيت.. تتهاوى النجمات من عيني على قميصك
يتحاشى قلبي أن يناديك ....يقتلني أكثر علمي بأنك في بوتقة صمتك
تعيش معها ..ولها .. تراها..تداعبها .. تلمسها ..تضمها..تحدثها .. تشعر بنبضها
انت مسكون بها...أنت ميت فيها حي من أجل ماضيها
تحتضن أنفاسها بين حناياك .. تخبئ صورتها بين أهدابك
انها تنقلك حيث شائت ... تتحكم بكل نبضاتك انها تقف بيني وبينك
انها خنجر يقتلني بيديك ... موت تسقينيه بلا توقف .. ألست
أحدثك فلا يصلك سوى صدى ميت من آهاتي ..؟ نعم ..
لأن همساتها تحيا في مسامع وجدانك
أليس عطرها يغدو ويروح يجري في أنفاسك ..؟ ..فأنت تعشقها بجنون وقلبك بها مفتون
مع أنهاأصبحت مجرد ذكرى عبرت بشاطئك من سنين
وتنسى من تحيا لأجلك .. من ينبض حها لك وحدك ..من ألهبت نيران الشوق لك
من أرسلت رسائل العطر عبر أوردتك من تغلغلت في ذاتها حد التشبع بأدق أدق تفاصيلك
أتعبتني ولم تراعي قلبا ينتفض هنا يلفظك حرفا مترنحا ..ألما صاخبا ثائرا على كل قدرة وإحتمال
ربما كان من الأفضل أن أرحل أنا أيضا ...من عالمك كما رحلت هي قبلي
لتبقى في سجن ماضيك .. راهبا تاليا لتراتيل حبها من سفر خبا نوره
وتشققت أطرافه وأصفرت أوراقه وتهتك غلافه .. أما أنا فلم يعد لي أرض أقف عليها
ولا وطن يستر خيبة آمالي فيك بعد أن احتل طيفها كل شبر
في ماضيك وحاضرك ومستقبل أيامك .. نفيت منك وإستوطنت هي داري وموطن أحلامي
وأنت أغلقت كل سبيل يقودني إليك .. حطمت كل جسر يعيدني إليك .. أفشلت كل حملاتي لتحريرك منها
بعثرت كل وهم في أنني سأسكن ولو زاوية من قلبك.. لم تترك لي خيارا سوى الرحيل ..
وأي رحيل.. سأرحل نحو ذكراك المؤلمة في قادم العمر الكئيب الموحش..
أعتقها في أقبية الحب وأرتشف مرارها الممزوج بوحدتي في ليال تخلو منك وتستأنس بطيف عينيك
سألبس قيود غرامك الذي حرمت منه أساور وقلائد أزهو بها في غيبوبتي الحافلة بالوجع
وأنت ربما استفقت و إلتفت يوما لتبحث عني في تفاصيل غيبوبتك فلا تراني
لتسأل الأشياء عني ...عن جسد إنصهر شوقا إليك عن أنامل كوتها حمم الدموع
..فتستيقظ ورود حبي الصغيرة في ذاتك ويفوح بعض شذا من ذكرى ..
الليالي التائهة على عتبات اللقاء الأخير
لعلي أحظى بلحظة معك ..وإن كانت بدوننا..وتنقصنا ..وإن كانت ذكرى شارده.. بارده..
فمحال يا سيد القلب المبجل أن نلتقي إثنتين بعالمك.. إقتل إحدانا .. ليحيا اثنين ولا تقتل ثلاثتنا ...
,
,
وجعها نثرتهـ بقلمي