تاريخ المنطقة العريق وجغرافية المنطقة وتضاريسها المختلفة أنجبت عادات وتقاليد متعددة ساهمت بفاعلية في تشكيل نموذج لحياة الجيزانيين.. وعلى مر التاريخ تكاد تكون معظم الحضارات وشعوبها قد اتخذت لها عادات وتقاليد خاصة بها تميزها عن غيرها. فمنطقة جازان غنية بعاداتها الجميلة التي تعكس نبل أهلها وحبهم وترابطهم مع بعضهم البعض، مرور الأيام والسنين أغرقت خلفها العديد من هذه العادات والتقاليد ولكن في الجانب الآخر وقفة شامخة للتقاليد الجيزانية لكي تحكي للأبناء قصة وكفاح الأجداد.وقد أفرز التنوع الثقافي والجغرافي أنماطاً وتعبيرات خاصة لكل جهة وناحية فهناك المناطق الجبلية والساحلية وكل منها تتمايز وتنفرد بلون خاص يعبر عن ثقافتها بلغتها الجسدية الخاصة.. وبإيقاعاتها المتميزة.. ولكنها تشترك وترتبط بخيط واحد وهناك نغمة مشتركة بينها ومحافظة صامطة من المحافظات الساحلية بمعنى انها لها رقصاتها الشعبية والفلكلورية كمثيلاتها من محافظات الساحل تختلف تماماً عن الألوان الجبلية أو البحرية ومن تلك الرقصات:
رقصة السيف والعرضة :هي رقصة تؤدى في حركات سريعة، وتعتمد على إيقاعات الطبول، ولا تحتاج إلى مكان فسيح واسع للرقص، ويمكن أن تؤدى الرقصة في الساحة الموجودة داخل البيت، ولأنها تؤدى بطريقة المقابلة بين شخصين لفترة قصيرة، ثم يتقابل غيرهما، وهكذا حتى تنتهي المدة المحددة لهذه الرقصة، وهي لا تتعدى الساعة إلا ربع على الأكثر ورقصة السيف تؤدى في حركات صامتة أي بغير أناشيد.
وفي رقصة العرضة يجتمع الناس لمشاهدة الرقصة في صفوف نصف دائرية وفي منتصف الصف أو الصفوف يقف العازفون «المطبلون» يقرعون الطبول ويقوم اللاعبون بتشكيل صف أو صفين وبأيديهم السيوف أو الجنابي ثم يبدأون في الرقص مع مناقلة الأقدام وهم سائرون إلى الأمام في مسيرة منتظمة ويتقدمهم أحد المهرة في اللعبة لتوجيههم بالحركات المطلوبة. وهذه الرقصة عادة ما تقدم بعد صلاة العصر.
العزاوي : هي رقصة رشيقة، وحركاتها سريعة، ولا يؤديها إلا الشباب فيما دون الثلاثين سنة لأنها تعتمد على مرونة عصب الشاب وقدرته على الرقص، ولأنها تؤدى على إيقاعات الطبول في صور مختلفة، فترى الشاب يرقص وهو قائم، ويرقص وهو منحنى الظهر، ويرقص وهو جالس على قدميه، والأطفال فيما دون الخامسة عشرة يؤدونها في رشاقة فائقة أما الكبار الذين تجاوزوا مرحلة الشباب فقد يؤدونها بدون رشاقة!! وفي تكلف يظهر في حركاتهم. ورقصة العزاوي لا أناشيد فيها.
المعشى :هو نشيد يصاحب رقصة هادئة تؤدى ليلاً يرفع بها الشاعر صوته بمصاحبة المزمار والإيقاعات يكون على هيئة صف داتري إذا كان العدد الراقصين كثير وإذا قل كان الصف على هيئة قوس لتتسع المساحة تنتقل الخطوات بشكل هادئ ورتيب تتنوع حركاته ما بين الووقوف والجلوس والصرخات الحماسية المرددة لما يقوله الشاعر .
الدلع : بكسر الدال.. هي رقصة سريعة الحركة وهي لا تؤدى إلا في حالة الانتقال من مكان لآخر، وتتمثل في أن يتقدم الشاب الذي سيختن مثلاً «في حالة إن كانت الرقصة للختان» ومعه بعض الشبان ويحمل الشاب الجنبية في يده في كل الرقصات، أما الباقون فيتخلفون وراءه في شكل صف طويل وإلا في صفين ويسارعون للوصول إلى ميدان العرضة والأناشيد لرقصة الدلع إلا في حالة واحدة وهي بعد الانتهاء من وليمة «الختان» حيث تدق الطبول رقصة «الدلع» ويؤدون الرقصة ثم يعود المدعوون إلى بيوتهم.