ها انا استيقظ اليوم برأس مليئة بالذكريات والمواقف القديمة وكأني أعيش في ذلك الزمن حتى شعرت باني غريبة عن عالم الواقع شاردة الذهن قليلة الاستجابة لا اكترث بما يدور حولي كل همي كيف اقابل سلطان بعد كل هذا الزمن وكيف أكون خادمة لبيته ولزوجته ذلك البيت الذي كنا نرسم تفاصيله البيت الموعود لي كملكة فيه ادخله خادمة لغيري
لهيب داخل الصـــــــــدر يحرقني
.............................. ودمع العين لا يطـــــــــــــفيه
بيتك يا سلطــــــان الذي توعدني
............................. ها انا اليوم خادمــــــــــــــــة فيه
سرت الى بيت سلطان بخطى ثقيلة ونفس مهزومة وطال الطريق على غير عادته وصراع داخل نفسي شوق يدفعني لسلطان وقوة تجذبني للخلف كي اعود ادراجي ولما دخلت البيت وفتحت لي ام شمعة سيدتي السعودية التي كنت اضنها اختي لم اصدق نفسي ان ذلك الحب والاحترام الذل كنت احمله لها تحول الى كره وغل ممزوج بنار القهر يقابله تيار مضاد يعيدني الى الحب والاحترام السابق صراع نفسي مرير طبعا لم تكن تعني هذه المرأة شيء بالقدر الذي يهمني كيف اشاهد سلطان أو اتأكد يقينا بان ابو شمعة هو سلطان لانه يوجد صوت خافت بعيد ما زال يقول بان ابو شمعة ليس سلطان
والحل ان اتأخر الى بعد الظهر كي اشاهده وهو عائد من عمله وكانت هي خطتي لليوم الثاني حيث بأن احضر متاخرة وفعلا فتحت الباب فتعانقة اعيننا وعلة الدهشة وجهه وكأنه صعق او كأنه تحول الى قالب من ثلج ثم بدأت عيناه ترمشان وقال بصوت خائف " من " فقلت له وانا متماسكة خامتك شمعة أو نور وتركته عند الباب يصارع الموقف ودخلت للمطبخ وعيناي لم تدمع دمعة واحدة ولكني ابكي من داخلي .
بعد اسبوعين سمعت أ شمعة وهي تكلم صديقتها بأن سلطان متغير وله اسبوعين ما عاد يأكل وينام لوحده ووو ...
فكم كنت سعيدة بذلك فما زلت املك مكان في قلبه ارجوكم لا تكرهوني وتقولون اني بدأت اهدم بيت فأنا إنسانة ولي مشاعر وهذا الشخص حبيبي
طبعا بعد ايام قليلة قالت لي ام شمعة غدا لا تاتي فسألتها لماذا وانا في شدة القلق فلم اشاهد سلطان الا مرة واحدة وانا متأكدة من حبه لي فكيف اتخلى عنه بكل هذه السهولة , فقالت عندك اجازة لأني ساذهب ساذهب بيت اهلي في الصباح عندنا مناسبة زواج لاخي وقالت بطيبتها المعهودة ليش ما تستأذنين من اهلك وتحضرين زواج اخي تراك معزومة فقت لا لا شكرا مستحيل اهلي يوافقون وسألتها يوجد عندكم شاحن جوال لأن بطارية جوالي في نهايتها فاحضرت لي شاحن لا يركب على جهازي كما تمنيت لأن جوالتهم تختلف عن جهازي طبعا انا جوالي اساسا مشحون بس مسويتها حركة وقبل ما اغادر اطفيت جهازي ووضعته فوق الثلاجة .
اليوم الثاني يوم الاجازة رحت لبيت سلطان وانا ارتجف وترددت كثيرا قبل طرق الباب ثم جمعت شجاعتي ودقيت الجرس وانا اقول اذا كانت ام شمعة موجودة اقول نسيت جوالي فوق الثلاجة وآخذه وامشي واذا كانت غير موجودة كان اللقاء مع سلطان .
فتح الباب سلطان كما تمنيت فقلت وين ام شمعة وكأني لا اعلم قال عند اهلها فقلت لو سمحت نسيت جوالي في المطبخ اذا تتكرم وتجيبه لي انا انتظرك هنا , قال تفضلي شيليه اعرفه لئيم فدخلت وانا ارتجف واخذت ابحث عنه وانا اعلم مكانه وسلطان واقف يراقبني بكل صمت عند باب المطبخ فقلت مافيك ولا فايدة دور معي قبل ما تجي ام شمعة وتشك فينا قال اوووه اصلا هي في قرية ثانية ولازم اروح لها بالسيارة . فقلت دور بس بدل وقفتك هاذي انا عندي شغل في بيوت ثانية .
طبعا اخذ يبحث ويقترب مني شيئا فشيئا وانا اتجاهله تماما فعندما اصبحت قريبة من دولاب الاواني شعرت بيده تبعد الخمار عن عنقي من جهة اليمين واقترب مني حتى شعرت ان صدره يكاد يلامس ظهري وانا مستسلمة ومرخية جميع اطرافي واغمضت عيناي واملت راسي لليسار فامال سلطان رأسه وهو خلفي ليلقي قبلة على عنقي من الجهة التي ازاح عنها الخمار فشعرت بان جميع دماء جسمي ومن جميع اطرافي تتسابق مسرعة متجهه الى عنقي لتستقبل قبلة سلطان التي طالما انتظرتها وشعرت بان انفاسه نقترب وبدأت نحرك الشعيرات التي بدورها اصبحت واقفة لاستقابال القبلة بطريقتها واصبح قلبي يرفرف وكأنه طائر مذبوح للتو وانفاسي تتسارع .
وقبل ان تلمس شفتاه عنقي فتحت عيناي وثنيت رأسي لليمين والففت الفافة سريعة وانتزعت سكينا من الدوالاب الذي اقف امامه وأشرت به في وجه سلطان كان السكين بلاستيكيا لا يقوى على تقطيع تفاحة يستخدم للقاتوه واخواته . وانا اصرخ في وجهه واذكره باني بنت ناس واكيل له سبا وشتما واقول بان حبي له لا يعطيه الحق يفعل ما يريد معي .
حدث كل ذلك وانا داخلي نداء قوي يقول هيا يا سلطان انه سكين بلاستيكي هيا انتزع قبلتك بالقوة هيا تقدم لا تخف انا لن اسلمها بسهولة لكني اتمناها اكثر منك هيا تقدم وسأمنح مكافئة أكبر من قبلتك , ارجوك لا تخف ارجوك .
هدأ الموقف وجلس سلطان على الكرسي الاحمر الموجود داخل المطبخ وسكن كل شئ من حولنا الا مروحة التهوية التي تصدر صوتا يقطع هذا الهدوء .
بدأ سلطان يحكي لي سبب زواجه ومبرراته لذلك وكيف انه فقد الامل بعودتي بعدما اخذتنا الجوازات وووو
وقدم اعتذاره الخجول عما بدر قبل قليل من محاولة القبلة الفاشلة فقلت له بعد سكوت طويل "هل زعلت علشان القبلة" لاني ما زلت في شوق لها واتمنى ان يعيد محاولته وانا لن اقدم أي ردة فعل فغير الموضوع بحديث آخر ثم بعد فترة وشوقي لهذه القبلة يزداد كررت السؤال مرة ثانية وبصيغة تختلف فقلت " اهم شئ انك ما زعلت لأني ما ارضى ازعلك ولو على روحي" وداخلي يقول لو اشار ايماءً بزعلة لميت نفسي في احضانه وانا من تبدأ بتقبيله ولكن جوابه كان " لا ابدا بالعكس كبرت في نظري وهذي هي شمعة البنت الاصيلة التي انا احبها" . جوابه هذا أقفل في وجهي كل المحاولات لاسترداد القبلة المفقودة .
احبتي اعلم ان كثير منكم يضن اني سافلة وقليلة أدب ولكنه الحب والحرمان اذا اجتمعا لك ان تتخيل ماذا يفعلان ومن يخض غمار الحب يضحك على الغرقى فيه.
المهم انا ما زلت ابحث عن جوالي قال لي وبصوت متكسر أنا مستعد اطلق زوجتي واتزوجك وتعيشين ملكة في هذا البيت علتني دهشة لم يسبق لها مثيل فأقسم بالله انه صادق فيما يقول فلم يكن هنالك جواب اجمل من دموعي في ذلك الموقف .
ثم قلت له بكل حزن : انا متزوجة من ابن خالتي وهو حاليا في اليمن وسيأتي آخر الشهر ثم ذهبت للثلاجة واخذت جوالي وودعته وقبل ان اصل الى الباب قالي وهو يبكي هذا آخر لقاء لي بك لأن المكتب اتصل واخبرني بأن الشغالة الفلبينية غدا تاتي , حركت رأسي وخرجت من منزل تعلق قلبي مع صاحبه أنا في قمة الحزن وأشعر اني قوية جدا كجندي يخرج من معركة مهزوم قدم فيها اروع البطولات اختلطت معي الحزن والفرح والقوة والضعف لكني داخليا سعيدة فانا الى الان لم اتزوج وكذبت على سلطان كي لا اهدم بيته ولكي ينساني للابد .
سأعيش واحلم واحترم عادات مجتمع لا يحترمني ولكني راضية عن نفسي .
أختكم شمعة او عفوا الشغالة شمعة