حكايتي " شمعة "
بقلم الشاطر نت
Alshaternet
تنويه هذه قصة خيالية على لسان البطلة وليس بالضرورة ان يوافق ما كتب فيها آرائي
بعد عمل يوم شاق وأنا عائدة الى منزلنا بعد صلاة العشاء بمعية أخي الصغير انقطع حذائي القديم فانحنيت لأربط شراكة فنعكس نور إحدى السيارات على صدري وكأني أشاهده لأول مرة ذلك الصدر الذي طالما تمنيت ان يكبر وبعدما كبر تمنيت لوعاد صغيرا , حارت في ذهني كل الحكايات القديمة وبدأت عيناي تترجم حال المرير .
أنا شمعة بنت يمانية أعيش مع أسرتي المكونة من تسعة أشخاص اغلبنا بنات نعيش في بيت لا يتسع لثلاثة أشخاص قديم متهالك بدون كهرباء ولكن يوجد به ماء وهذا أحسن ما فيه
أحس باني أشقى إنسانة على هذه الأرض , أعيش في السعودية وما أدراك ما السعودية بلد الطبقات الاجتماعية وللأسف نحن اليمنيون العرب في أسفل القائمة تحت الهنود والبنغال للأسف الشديد عدا بعض المثقفين وكبار السن الذين يعرفون قيمتنا وتاريخا وأمجادنا , طبعا أعيش في جازان وبالتحديد في صامطة كل هذه الأمور لا تهم ولكن أحببت ان أعطي صورة مبدئية عن حياتي .
أنا اعمل خادمة في البيوت باجر لا يكفي كلمات الاهانة التي توجه لي من عماتي وسيداتي السعوديات آه يالقهر ولا التحرشات الغبية من الأزواج الخونه الذين يعتقدون أني مثل بناتهم .
في يوم الجمعة وهو يوم الراحة الوحيد قدمت امرأة عجوز تزاول نفس مهنتي وأخبرت أمي بأنه يوجد بيت يبحث عن شغالة مؤقته ريثما تاتي الشغالة الفلبينية وأن صاحب المنزل رجل طيب وعاقل لكن البيت بعيد نوعا ما فهو في الحارة الشمالية واسم صاحب البيت ابو شمعة .... ابو شمعة ههه من يسمي هذه الاسم هذه الأيام أين ريتا ويارا وووو
استنتجت بانه كبير في السن فإسم شمعة اندثر من زمن , انا كنت رافضة بحجة بعد المسافة وكثرت البيوت التي اعمل بها من الصباح الي بعد العشاء معاناه , أمي وافقت على الفور ولم يكن لرفضي أي معنى وكان وقت حضوري لهذا البيت الساعة التاسعة صباحا .
في صباح السبت بحثت عن منزل ابو شمعة فدلوني عليه لان اسمه مميز طرقت الجرس لحظات وفتح الباب يالجمال هذه المنزل قصر صغير بل ان كل زاوية فيه تدل على ذوق وابداع انوار خافته واخرى ساطعة وازهار واشجار في كل مكان , صاحبة المنزل بنت في سني تقريبا في قمة الجمال والرقة والنعومة حتى صوتها يحمل نغمة أو نبرة هادئة من روعتها تمنيت لو اني رجل وهي زوجتي هههه ,
استقبلتني استقبال لطيف على غير عادة السعوديات الاتي سبق وان اشتغلت معهن وأجلستني على كرسي احمر داخل المطبخ وعملت لي عصير برتقال بيديها وهي تتحدث معي عن اسمي وعائلتي ....
وانا مندهشة من هذه المعاملة ولسان حالي تقول كيف تتزوج هذه البنت من ذلك العجوز ابو شمعة ربما بسبب المال او أهلها اجبروها , قالت لي إعتبريني مثل اختك واعتبر البيت بيتك وإذا خلصت علميني قبل ما تروحي وذهبت غرفتها , اقسم لكم باني اعتبرتها مثل أختي واني اعتبرت هذا المنزل منزلي وعملت فيه بكل جهدي وقوتي بدون كسل او ملل لأرضي أختي التي أحببتها من اول يوم ونفسي اعمل طول اليوم في خدمتها فهي كما قلت أصبحت اختي وتختلف عن الأخريات اهل النفخة والكلام الغير مهذب .
وفي احد الايام وانا اعمل كعادتي بكل جهدي رن جرس الباب ففتحت فإذا بطفلة قمة في الجمال عائدة من المدرسة سلمت علي ودخلت سألتني عن اسمي وسألها عن اسمها فقالت اسمي نور فقلت لها اين اختك شمعة قالت أنا شمعة قلت لها طيب كيف تقولين ان اسمك نور قالت ابي أسماني شمعة ويناديني نور ويقول اني نور الشمعة ....!!!!
بكيت عندما سمعت ذلك بكاء شديدا حتى سمعتني صاحبة البيت اختي كما احب ان أناديها وبدأت تسألني ما بك فقلت لا شيء فسالت ابنتها الصغيرة ما ذا فعلت بها فقالت والله يا ماما ما عملت لها شيء فقلت اني تذكرت موقف قديم وذهبت للمطبخ والدهشة تعلو وجوههم .
عدت الى البيت وقبل النوم استلقيت على فراشي البالي الممدد على الأرض وحولي إخوتي , الجميع غط في النوم من شدة التعب الا انا وزفيري يعلو وأصابع يدي اليسرى تشكو من كثر العصر الذي تسببه لها اليد اليمنى وأنا تارة أعض شفتي السفلى وتارة أخرى الشفة العلوية وانا اسرح بخيالى في الماضي سنة وراء سنة وكاني في آلة الزمن حتى وصلت الى سلطان
سلطان هو فتى أحببته بكل كياني ولا أتخيل نفسي لغيره كم كان يدافع عني ونحن نلعب سويا في طفولتنا عندما كنا جيران ذلك الزمن الوردي الذي سقطت آخر أوراق التوت عنه قبل الرحيل ليظهر الوجه المختبئ خلفها بكل وضوح وجه زمن اقسى من قبضة صياد ينتف ريش عصفورة صغيرة معلقة عيناها بالسماء التي تعلم انها لن تعود اليه قريبا اذا عادة ....
أما أنا فمتيقنة ألا عودة للطفولة طفولتي التي خدعتني وأوهمتني أني مثل بقية الأطفال او ربما انها طفولة لا تعلم أن هنالك تفرقة بين الأشقاء العرب او كما قالوا أشقاء عرب
تفرقة تظهر وتنمو معنا ليبلغ التميز ذروته اذا احد الأشقاء مال قلبه الى ابن عائلة شقيقة عندها تطفوا القشور على السطح وتتحول تلك البحيرة الجميلة الى مستنقع نتن تتطاير منه رائحة الأصوات الرافضة من كل الأطراف الا القلبين الذين يتعانقا وسط عاصفة من الجماجم الخالية والفاتحة لأفواهها كالكهوف لتردد كل واحدة منهم عواء الأخريات بدون تفكير .
سلطان كان يناديني " نور" ويقول اني نور الشمعة يالها من مصادفة عجيبة أن أجد رجل عجوز يسمي ابنته شمعة ويناديها نور لحظة لحظة قد يكون هو سلطان لا لا لايمكن ذلك فهو رجل عجوز وسلطان يكبرني بسنوات قليلة ولكني لم اره من قبل وحكمت عليه انه عجوز من اسم ابنته التي قد تكون على اسمي ويكون ابوها هو سلطان حبيب قلبي الغائب افكار تدور في عقلي وامل معلق في الافق واحلام واحلام اه يجب ان اعيش في الواقع ولا انظر للسماء كثيرا حتى لا اسقط في الحفر
أخوتي الأعزاء انا حاليا متعبة جدا وبدا يغزوني النوم والفجر أوشك على الطلوع دعوني انام هذه السويعات واعدكم باني سأكمل حكايتي في الايام المقبلة وارجوا ان تتابعوها فالشيق هو المقبل
أختكم المحبة شمعة