كَلِمَاتِي اليوم مُختَلِفة نَوعاً مَا
فَسَأحكِي عَن وَاقِعٍ رَأيتُه خِلاَل تَواجُديِ فِي ذَلكِ المكَان
حَيثُ الكل يَفقِد شَيئا غَالِيًا مِن جَسدِه وَيطلُب العِلاج بَعد إذنِ الله
بِدَايتِي مَعها
فَاطِمة فَتاة بَلغت قَرابَة 16 رَبيِعاً كَانت تَجذِبُني إِبتِسَامتها
وَبرَاءة تَرتَسِمُ عَلَى مُحياهَا
كُنتُ أَراهَا بِصفَة مُستَمِرة وَبعدَ تَردُد ذَهبتُ لإِلقَاءِ التحيةِ وَالتعرفَ عَليهَا عَنْ قُرب
قَابَلتنِي بِإبتِسَامة وَتَجَاذبنَا أطرَاف حَديثٍ مُختَصر ثُمّ اسِتئذَنتُ مُغَادِرة
وَأصبَحتُ أُتُوُاجَد مَعهَا كُلمَا سَنحت لِي الفُرصَة
فَتحَت لِي قَلبهَا الصَغِير وَهَي تَسرِدُ بَعضَ مَامَضَى وَمَاشَاهَدتُه فِي ذَلكِ المشفَى
فَهِي مُصَابَة بِفَشلٍ كلوي مُنذُ الثَانِيَة مِنْ عُمرها
وَإحدَى يَديهَا لَمْ تَعُد تَقبلُ الغَسيِل
أَحسّت بِالمَوُت مِرارا بِقربٍها
أَبوَاهَا عَلَى وَشكِ الإنفِصَال
وَمع هَذا مَازَالَ قَلبُها البَريء يَمتَلِيء تَفَاؤُلاً
مَازَالَتْ ابتِسَامَتُها يَانِعَة فَسِلاَحُها الرضَى عَلَى أَقدَارِ الله
وَقفَة
أَمثَالُ فَاطِمَة كَثِير مِمَن يَزرَعُون الأمَل وَالتفَاؤُل فِي أَنفُسِنا
وَيَمنَحُونَا الكَثِير لِنَتَعلمه
فَلاَ حَياة بِدُونِ رِضَى وَلاَ استِمرَار فِي هَذِه الدُّنيَا بِلاَ أَمل
بِالشُّكر تَدُوم النعَم
تَأملُوا أَحوُالَكم وَقُومُوا بإِحصَاءِ تِلكَ النِّعَم التِّي مَنّ الله عَليكُم بِهَا
سَتَقِفُون عِندَ عَدَدٍ لاَنِهَائِي مِنْ تِلكَ النعَم
فَلِمَ الحُزن وَالتَشاؤم إِنْ مَررنا بِلَحظاتِ إبتِلاء
تَذكرُوا أَنّ خَالِقَكم مَا أعطَاكُم إِلا لأنّهُ يُحبِكُم وَمَا أَخذَ مِنكُم إِلاّ لِحكمَة
فَسلمُوا أُموُركم لَه وارضُوا بَقَدرِه تَصفُوا لَكُمْ هَذِه الحَياة
خِتَاماً
أَحسِنُوا الظَنِّ فِي الله فَهُو عِند حُسنِ ظَنِّ العَبد
ولاَتَقنَطوا مِنْ رَحمَاتِه فَلاَ يَقنَط مِنهَا إِلا الضَآلّوُن
وازرَعُوا الأمَل وَالتفَاؤُل فِي أروُاحِكُم
دَامَتْ عَلِيكُم نِعم الخَالِقّ