لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: علي الحكمي من بائع خردة إلى ضابط

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فهدعريشي
    تاريخ التسجيل
    12 2009
    الدولة
    هليفتيا وطني ..
    العمر
    41
    المشاركات
    565

    علي الحكمي من بائع خردة إلى ضابط

    أغلبنا يتنازل عن أحلامه بسهولة. يودعها عندما تدير ظهرها له أو حينما يتعب وهو يطاردها. لكن يجب ألا تخور قوانا ونحن نركض نحوها أو نلهث باتجاهها. بوسعنا أن نصل إليها مهما طال الزمن. الأحلام لا تشيخ. الأحلام لا تموت. نحن فقط من يموت. علينا أن نحاول ونحاول ولا نهدرها حتى نلفظ أنفاسنا الأخيرة.
    علي محمد الحكمي (34 عاما) كان يحلم أن يصبح ضابطا في الشرطة. حلم بسيط وليس شائكا ومعقدا. كان يرتدي بذلة ملازم منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية. يضعها في خزانة ملابسه. يلبسها عندما تلتئم عائلته في نهاية الأسبوع. ويحتفظ في جيوبها بمسدسه المائي الذي يطلق ذخيرته على أترابه دون هوادة.
    الكل يعرف أن علي مولع بالعسكرية منذ نعومة أظفاره. والداه وجيرانه وحتى البذلة التي صغرت عليه. فشغفه بهذه المهنة لم يعد أمنية صغيرة يكتنزها في صدره بل حلما يتلوه على مسامع أسرته ورفاقه. كافح ليحصل على درجات مرتفعة في الثانوية العامة حتى يتسنى له دخول كلية الملك فهد الأمنية التي كانت تقبل الطلبة غير الجامعيين وقتئذ. وُفّق الحكمي دراسيا وحصل على معدل عال. لكنه أخفق في دخول الكلية التي يطمح إليها. انهار عندما شاهد رفاقه حصلوا على مقاعد فيها وهو لا. كاد اليأس أن يدب في عروقه، بيد أنه رفض أن يسمح له باختراقه. دخل كلية التربية بجامعة الملك سعود. أنهى عامه الأول بنجاح وتقدم للكلية الأمنية للمرة الثانية لعله يقبل وتشفع له سنته الجامعية الأولى. لم يُقبل مرة أخرى. عاد إلى جامعته ودراسته من جديد. فرغ من عامه الثاني وتقدم مرة ثالثة للكلية. ولم يُقبل هذه المرة أيضا. كان على استعداد للتضحية بعامين من دراسته والبدء من جديد من أجل أن يرتدي البذلة العسكرية؛ البذلة الأصلية وليست المزيفة التي تقطن خزانة ملابسه. لكن باءت كل محاولاته بالفشل.
    أكمل علي دراسته الجامعية بنجاح وكانت الكلية آنذاك للتو تخصصت في قبول الطلبة الجامعيين. أعتقد أن تحقيق حلمه بات وشيكا. فصار الآن مؤهلا للدراسة في هذه الكلية. كل الشروط تنبطق عليه. لكن فوجئ بالرفض بذريعة أن عدد المتقدمين كبير كالعادة ولم يقع الاختيار عليه. كان الحكمي دائما ممن لا يقع الاختيار عليهم. لكنه كان مصمما على تغيير ذلك، على تحطيم ذلك.
    الآن لم تعد هناك جامعة يعود إليها ويغسل همومه في أنحائها بعد أن تخرج. ولم يعد لديه فصول تمنحه النسيان المؤقت ونحو 840 ريالا شهريا. كما لا توجد وظائف متوافرة له ولأقرانه في ديوان الخدمة المدنية. كل الأبواب موصدة أمامه. هناك مكان واحد يستطيع أن يحقق فيه دخلا طفيفا يصرف من خلاله على طعامه وشرابه وهو الشارع. عمل فيه تاجرا للخردة. كان يذهب يوميا إلى سوق البطحاء الشعبي بالرياض؛ ليبيع المقصات وأدوات الحلاقة، والكريمات والفازلين. كان يبيع كل شيء بريالين. لكن لم تنسه تلك الريالات حلمه الرئيس وهو الالتحاق بالكلية الأمنية. كان يذهب إلى الكلية مع كل فصل دراسي جديد، راجيا أن يحالفه التوفيق ويلتحق بها، لكن الرفض كان سيد الموقف دائما. ورغم الحزن الذي كان يسكن علي كلما اصطدم بعدم قبوله إلا أن حزنه كان كبيرا عندما داهمته البلدية في سوق البطحاء واعتقلت أدواته ورأس ماله المتمثل في قطع الخردة التي كان يملكها ويبيعها. فقد كانت هي ثروته ورأس ماله ومصدر دخله الوحيد. بحث عن مهنة أخرى تقيم أوده وتسد جوعه وعثر أخيرا على وظيفة في مطعم (برجر كينج) للوجبات السريعة. عمل فيه لأكثر من 10 أشهر براتب ضئيل لا ينمو. وفي غمرة إعداده لإحدى الوجبات السريعة تلقى اتصالا من موظف في الكلية الأمنية يبشره من خلاله بقبوله فيها. فرحته لم تسعه في تلك اللحظة. بكى طويلا حتى تبلل جل قميصه بدموعه. استقل تاكسيا مباشرة وذهب إلى الكلية. فقد كان يخشى أن تغير إدارة الكلية رأيها.
    بعد أن تخرج علي من الكلية عام 2006 برتبة ملازم عمل في أكثر من قطاع حتى تعين مساعدا لأمن المنشآت في جازان. وانتقل أخيرا إلى الرياض التي شهدت سابقا كره وفره وعاصرت حلمه حتى تحول إلى حقيقه.
    كلنا باستطاعتنا أن نحقق أحلامنا، ما صغر منها وما كبر، مثل علي تماما. لكن نحتاج مثل إرادته وعزيمته ونضاله في سبيل حلمه.
    يقول أرسطو: "من أَيِسَ من الشيء استغنى عنه". فلا تستغنوا عن أحلامكم فهي مصدر غناكم وغنائكم.


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البحار الكبير

    قضية ورأي
    تاريخ التسجيل
    06 2009
    المشاركات
    5,393

    رد: علي الحكمي من بائع خردة إلى ضابط

    تحية إجلال للحكمي
    ومن جد وجد
    ولكل مجتهد نصيب
    من مشى على الدرب وصل
    هذا الحكمي نموذج للشاب الذي لم يستسلم لفشل تلك المحاولات
    بل زادته إصرارا وعزيمة ولم تثنيه عن الهدف الذي يسعى
    لتحقيقه وقد نال ما يريد بتوفيق الله
    اخي فهد العريشي
    لك خالص التقدير والاحترام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صامطية
    { إِنــْــسـَـانـَــة لا َ.. أكـْـثــَــرْ }*

    تاريخ التسجيل
    01 2009
    الدولة
    [ الخــــــرج]
    المشاركات
    2,881

    رد: علي الحكمي من بائع خردة إلى ضابط

    أن يكون للإنسان أهدافاً محددة يسعى لتحقيقها تلك هي الحياة
    وهذا الرجل أغبطه بصراحة على علو همته ومثابرته لنيل مايطمح إليه ..

    أسأل ربي أن يحقق لنا مانتمناه أجمعين

    شكراً أخي فهد بارك ربي فيك

    صامطية
    (( اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى وماقرب إليها من قول وعمل ))نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    رد: علي الحكمي من بائع خردة إلى ضابط

    الانسان اذا اصر على عمل شيء وثابرلاجل تحقيقه سوف يتحقق

    شكرا لك اخي الكريم وتحيه تقدير لهذا الرجل المكافح
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو نوف

    -

    الِمَايَسترو
    تاريخ التسجيل
    03 2005
    المشاركات
    27,642

    رد: علي الحكمي من بائع خردة إلى ضابط

    الحكمي نموذج حي للشاب الطموح ما شدني حققة هو عدم اتكاله على الغير وامل الوظيفة وشبح العاطل
    بل عمل على التاقلم مع الحياة وسد حاجته ولو بابسط الاشياء .. بارك الله له وفي وظيفته والى اعلى الرتب ان شاء الله
    فهد شكرا لاختيارك الجميل للمواضيع ,,

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •