حديث الضباب !
أراك ولا أرى إلا جــروحــي ** أرى الذكرى على عتبات روحـي
أرى طفـلا قديمـاً تـاه مـنـي ** سبـاه الـدرب رهنـاً للتـروحِ
أناشد طيفـه المشحـون صمتـاً ** فيكسر عنق مجدافـي طموحـي
أيـا أبتـاه ..صيّرنـا التجافـي ** أُ سـارى للشتـات وللـنـزوحِ
وفرّ العمر ، في أعقـاب عمـرٍ ** ولا روّت سحائبكـم سفـوحـي
أنا ، المكسور خلف خطاك أنعـي ** غيابيَ عن دماك َ ، ومرّ نوحـي
أضلـل دفـة الذكـرى ابتـداراً ** فترجـع بالتخافـت والصدوحـي
وكم مرت بـي الآهـات تتـرى** قوافـل .. ماتُثقّبنـي قـروحـي
أعالجهـا بمـر الصبـر حتـى ** تعود ..كبسمة الفجـر الصبـوحِ
وأجدلهـا بحبـل الجهـد دهـرا** يـردُّ سخيهـا صنـو الشحـوحِ
وهذا جرحـك المنبـوش وجـداً ** يُعارك بـاب نسيانـي الكَسـوحِ
يحيرنـي شبـاب الحـزن فيـه ** كأني الأمس ،طاشت بي قدوحـي
كأنْ مافات فـي تيهـي زمـانٌ** يثرثر بي صدى صمـتٍ لحـوحِ
يُفـتّـق عــن تستـرنـا رداه ** ويقرأ سفـر ماضينـا الشبـوحٍ
أيا أبتاه ..صدرك كـان مرسـى** وكفك باب أمني ،ركـن روحـي
أيـا أبتـاه أيـن أحـط رحلـي** مفاتيحي معي ..لكن صروحي ..؟
تعبت أجل وها أخفـي انكسـاري ** عن الدنيـا ولا أخفيـك بوحـي
ألـوذ ببابـك الموصـود شوقـا و** أجعل وجهك النائي (مسوحـي)
توقيع : سعاد العبيدي