( ثلاث خطوات لتكونَ كاتبًا عالميًّا)
( ثلاث خطوات لتكونَ كاتبًا عالميًّا)
" لماذا يكتُبُ البعضُ دون مبالاةٍ؟!
أليسوا يختارون اللغةَ ليلقوا إليها بأثقال الروح أو حديثها..
فلماذا يفعلونها وكأنهم مُجبرين على ذلك..
ألأننا عُوِّدنا في مدارسنا أن نكتُبَ موضوع التعبير كما يجبُ أن نكتبه ووِفْقَ عناصر يضعها الأستاذ.. مع الاستشهاد بالأدلة !
أم لأننا نريد اللغةَ وهي تتمنَّعُ عنا.. فنجرُّها من شعرها ونكتب بها عنوةً.. فتبدو للعابرين بنا ضحيتَـنا.. ولا تتضح الفكرةُ كما كنا نتمنى قبل ذلك..!!
أعزائي:
أريدُ أن أطلُبَ من الذين يُرِيدون أن يكتبوا ثلاثة أمور إذا فعلوها أصبحوا كالعظماء يقرؤهم القاصي والداني:
1- افهم المعنى الذي تريد أن توصِله للآخر.. لا تمسكه من طَرَفِه كما تمسك النفاية.. بل افتح له راحتي يديك.. ألثمه وتأمله ثم أغمض عينيك وتنفَّسه.. عميقا.. حتى تحوزه في داخلك جيدا .. ثم أعده إلى خارجك بعد أن تنتقل إليه كل حواسِّك ويُصبح قادرا على التعبير عما تريد..
وبإيجاز: كيف يتحرك المعنى فيك.. اجمعه كُله بكل ملامحه وتفاصيله واكتبه.. وإلا لن يصل إلى غيرك!!
2- إذا فعلت ذلك كله وكتبته.. اقرأه وكأنَّك غيرك.. هل سيؤثر فيك.. هل يقول كل ما شئت أن تقوله.. إن وجدته عاجزا.. فأعد كتابته أو زِد عليه.. خذ منه ما يُعجِزه.. وعد فاقرأه...حتى يصبِحَ (حَيًّا) يتنفَّسُ كما تتنفس أنت!!
3- عليك أن تؤمن بأن اللغة ليست صورا ومفرداتٍ عميقة المعنى فقط..إنها قدرةٌ عظيمةٌ على نقلِ الأفكار من حيزٍ لا متناهٍ.. إلى حيزٍ ضيقٍ جدا (النص) .. فاعمل أن يكون نقلك للأفكار والمعاني ممتِعًا لغيرك..أي اختر طريقةً لتقول ما تريده دونَ أن يشعر القارئ بأن ما تقوله يخصك فقط.. ولا يعنيه أبدًا أن يسمعه أو يضيع وقتا في قراءته.
وأخيراً:
ربما حين نضع نصب أعيننا الناقد والقارئ نتعب ونعجز أن نرضي أحدا منهما.. لكنني أرى أننا حين نفكر في كل شيءٍ معا.. فإننا نسعى لمثالية النص الذي نكتبه.. وهذا السعي في حد ذاته.. هو أهم ما يُشكل الكاتب.. المبدع.. الطامح للعالمية..!
كما أننا جُبلنا على بعض نرجسية في البحث عما يمَسُّنا أو يقترب من مَسِّنا.. ولهذا أقول فَكِّر بالقارئ !!"
____________
نُشر في مجلة حياة للفتيات في زاوية (من خِبرتي) .. عدد صفر 106 .. لعام 1430هـ
م/
|
 |
رد مع اقتباس
