بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جائني شخص قريب لي وعزيز علي عمره تقريبا في الثلاثون
وكان هذا الشخص مدمن وقد تعافى والحمد لله ولكنه وقع في مشكلة اخرى
كان للادمان دور في الهروب منها سابقا وكانت هذه المشكله ايضا سبب رئيسي في ادمانه
ومنذ ان تعافى من الادمان بدأت الاحاسيس تظهر وبدأت المشاعر تطفو..
ومن شروط التعافي هي البوح بكل مافي قلبك لشخص تثق به..ولقد طلبت منه ان اكتب مشكلته هذه
في هذا المنتدى بدون ان يعرفه احد وقد وافق..يقول والكلام على لسانه:
اني ترعرت في بيت عادي جدا كأي بيت وكنت انا اكبر اخوتي تزوج ابي من امي وهي في الخامسة عشر
ولما انجبتني كانت تقريبا في السابعة عشر..يقول:عندما كان عمري في الرابعه او اكثر لاادري بالضبط
كم كان عمري ولكن اذكر اني لم ادرس بعد..كان لابي صديق عزيز جدا عليه وكانوا لا يفترقون وكان ابي
يثق في هذا الشخص ثقة فوق الطبيعيه بكثير وكان يذهب الى عمله ويترك صديقه عندنا في البيت
وكان هذا الشخص دائما يشتري لي الحلويات والعصير وكان يجلس مع امي ويخرجوني من الغرفه
ودائما على نفس الطريقه وانا لاادري ولا اعي اي شي بحكم سني ولكني رأيتهم في اوضاع مخلة
اكثر من مرة ولم اعي هذا الشي الا عندما وصلت لاول سنة من المتوسطة..كنت ابكي كثيرا عندما اتذكر
ما كان يحدث في صغري وبدأت في هذا السن بمراقبة امي وياليتني لم ابدأ..لاني اكتشفت بانها انسانة
لاتخاف الله وتمشي في طريق الحرام واكتشفت انها تتكلم مع رجال في التلفون واكتشفت وهذه هي الطامه
انها زنت وانجبت بالحرام ونسبت لأبي ابن ليس له وتماشي نساء قمة في الحقارة والدنائة..
يقول:طفح الكيل واصبحت اعاكس الفتيات وانا في الثاني متوسط واصبحت اعرف كل شي عن الجنس
والمعاكسات وكل ماهو دنيء..ففي بداية الثالث متوسط كنت اسمع امي وهي تتكلم مع شخص وانا في الغرفة المجاورة وكنت ابكي واضرب برأسي في جدران الغرفة من مرارة الالم الذي يعصرني وكنت اذهب الى
الفاصل اللذي بيني وبينها وهو باب سحب له فتحات صغيره واقف هناك واعود مكاني..
وفي اليوم الثاني فاض بي الالم وذهبت الى صديقي في بيته واخبرته ان تلفوننا عطلان واريد ان اتصل بابي
اللذي يعمل في قطاع عسكري..فاعطاني التلفون واتصلت على ابي وقلت له اني جيعان فقال قول لامك
فقلت امي تكلم تلفون لها اكثر من ساعه وهي مع فلان..وجاء بسرعه وكنا نسكن في سكن حكومي
وكان هناك طريقة في التلفون تستطيع ان تضغط رقمين فيعود الاتصال لاخر متصل لك فعاد ووجد امي
تكلم بالتلفون واول مارأته كأنها تكلم جارتنا فلانه واقفلت الخط فاخذ ابي السماعه واعاد الاتصال
ورد عليه ذلك الشخص وعرفه من اول كلمه فقال له يافلان قال نعم قال ابي انت تتكلم مع مين فرد عليه
بكلام يسم البدن بان زوجتك هي من اتصلت بي..فحصلت مشكله كبيرة جدا وبعد شهر عادت الامور الى مجاريها وكان شي لم يكن..بدات امي بالتغير من ناحيتي وبدات بمحاولاتها بان اخذ الشهادة المتوسطه
واذهب للعمل في قطاع عسكري يكون خارج المنطقه بكثير وكانت بداية ادماني واصبح هذا الموضوع
شي عادي لم اكن افكر فيه كثيرا بعد الادمان بل انشغلت بالادمان وكان هدفي هو ان اتعاطى لكي اعيش
وان اعيش لكي اتعاطى..والان وبعد التعافي بدأ هذا الموضوع بالعوده من جديد واصبحت اعيش قريب من اهلي..ففي بداية اقلاعي عن المخدرات حصلت مشكلة في المنزل فاخرجت كل مافي قلبي امام ابي وامي
واخواني وكانت الكارثه...فامي اصبحت في اول عقدها الخامس وتابت ولكن مافي قلبي بقي واخي امامي
كل يوم اراه...وصرت ارى الكره في نظراتها ودخلت في حرب نفسيه وصرت انسان غير مرغوب به
وكرهوني اخواني واتهموني باني قذفت امي وباني عاق وباني وباني.....انا الان حاولت اصلاح
مافعلت وبعد مقاطعه لي لمدة سبعة اشهر وافقت امي ان اسلم عليها ولكن بشرط ان اكتب على نفسي
ورقة مضمونها:اني كذبت على امي بكل ماقلت واني قذفتها..فوافقت ولكن لم اكتب شي الى الان
وذلك لاننا لانريد ان نتذكر الموضوع ولكن انا اعلم انها تنتظر الفرصة المناسبة لاكتب هذه الورقه
ولكني لن اكتبها..وانا الان اعيش بام فقط بالاسم لكي ارضي ربي انا اريد ان اسلم عليها كل يوم
ولكن لا احس بان عندي ام واشعر باني فعلا محروم من حنان الام ومن تقدير الام ومن احساسي بامي
وكل يوم ارى امي اقول لماذا امي ليست كباقي الامهات؟؟لماذا فلان يحب امه ويقدرها وانا لا؟؟
لماذا؟؟ولماذا؟؟ولماذا؟؟اريد ان اشعر بان امي اشرف انسانه ولكن لا اسنطيع..اريد ان اشعر بان امي
افضل ام ولكن لااستطيع..اريد ان اسامحها ولكن لااستطيع ان انسى ذلك الشريط اللذي يمر امامي كل ليله وكأنه حصل بالامس.... والله ان ماقلته لك هي رؤوس اقلام لاشياء كثيره وأليمه ولكن احببت ان تعرف خلاصة المشكله وان تعرف اني لست مجنون ولا ممسوس بل اني مصدوم ومصدوم ومصدوم..وهذا
باختصار شديد خلاصة معاناتي النفسيه واحساسي بالحرمان وشعوري باني انسان((حالة خاصه وغريبه))
ولكن لااستطيع.. الا ان اقول اللهم اغفر لامي اللهم اغفر لامي
وسامحني فان مابقلبي انت تقدر عليه اما انا فلم استطع......انتهى كلامه..
بصراحة اني لم استطع ان اقدم له اي مساعدة سوى ان يبرها وان يتحمل مشاعره وان يدعو لها ومهما حصل فسوف تبقى امه
وان يستمر في طريق التعافي وان يحتسب الاجر عند الله وان لايفكر مجرد تفكير ان يبوح لاحد بهذا الكلام..مشكلة غريبة واليمه فعلا..احسست بالعجز امامها.
كان الله في عونه..وغفر الله لامه..واسال الله لنا وله الثبات..
بحفظ الله..