النص (49) صــ92ــ
أراك في كل الرجال
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
ما زلت تسكنني. ما زلت مزروعاً فيّ.. جذورك تزداد تمسكاً ورسوخاً في أعماقي .و كلما ظننت انني شفيت منك, تحدث اللحظة الحرجة ..
اللحظة التي ألمحك فيها, أو أشعر بحاجتي الي انسان بجانبي ,فلا أذكر سواك, و أكتشف انني ما زلت مريضة بحبك .
سنوات كثيرة مرت، ذبل خلالها كل ورد الحب الذي زرعناه,تعب شوق كل لحظة من لحظات الحب الذي كنا نمارسه ، وبهتت الغيرة من الناس ومن الأشياء و من كل ما لا ينتمي إلينا وحدنا.
سنوات مرت، وأصبح حبنا حكاية قديمة .
فيها كل حلاوة الحب و مرارته. فيها أحلى رسائلي ، وأجمل أيامي . و فيها الندم علي الحب الكبير الذي عشته معك , لأنني شعرت بعد انطفاء جذوة الحب انه من المستحيل أن أعرف حباً يشبه حبك، و من المستحيل أن أقبل بحب أقل من حبك.
لهذا ندمت علي حبي الكبير لك ، فلقد أصيبت عواطفي بجفاف و أنا ما زلت في عمر الحب ، وتوقف سيل أحلامي وأنا التي أتنفس الحلم وأحوله إلي حقيقة.
أرفضك أحياناً,
أرفض وجودك شبحاً يؤرق حاضري كلما استيقظ من غفوة تناسيًّ له،
أرفض فكرة مرض الحب الأبدي و مع ذلك أعاني منه ،
أرفض فكرة احتلال الجسد و الفكر، و مع ذلك ما زلت تحتلني ، و استعمارك صعب الخلاص منه .
كم مرة حاولت إقتلاعك من أعماقي ,ومحو صورتك من ذاكرتي. أردتك أن تكون مجرد ذكرى قديمة,لكنها ما زالت تتجدد لأنك وحدك كنت الإنسان الحقيقي في حياتي .
وحدك الحب الذي أشعر بحاجتي إليه كلما هزني الحنين للحب .
مأساتي انني ما زلت أحبك رغم ادعائي إنتهاء حكايتنا .
و سخرية القدر انني ما زلت أراك في كل الرجال، وأقارن كل العشاق بك،وما زلت منتصراً .
قد تكون نسيتني ،
لكنني سأبقى أحلى حكايات الحب في كتاب حياتك،
لأن حبي لك لم يكن حب طفولة أو مراهقة لأضحك اليوم منه . ولم يكن حب يأس أو رغبة لأخجل اليوم منه ،
لكنه كان الحب الذي يحتلنا أبداً
ولا يموت إلا بتوقف أنفاسنا .
ليتني ما عرفت الحب معك,
لكنت عرفت الف قصة حب صغيرة أسعدتني,
لكنك كنت خاتمة العشاق في حياتي ،و ما زلت أحيا .
زينات نصار
العالم إمرأة ورجل (الحب بكل اللغات)
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها