بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
رحمه وأنصاف
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسير في طريق من طرق المدينة المنورة،
فرأي شيخًا قد شاب شعره، وانحني ظهره، يسير مستندًا علي عصاه، يسأل الناس أن يتصدقوا
عليه.
لم يكن الشيخ مسلمًا، بل كان من أهل الذمة المقيمين في بلاد المسلمين، تحميهم دولة
الإسلام، وترعاهم، وتأخذ من القادرين منهم مبلغًا زهيدًا (الجزية)، نظير ما يقدم لهم من خدمة
ورعاية.
ولما علم أمير المؤمنين بأمر الرجل رق له، وشعر بالرحمة والشفقة نحوه، وقال:ما أنصفناك..أخذنا
منك الجزية في شبيبتك (شبابك) ثم ضيعناك في كبرك.
وأصدر أوامره بإسقاط الجزية عن الرجل، وأمر أن يصرف له مبلغ شهري من المال يكفي لقضاء
حوائجه، فانصرف الشيخ سعيدًا راضيا بكرم أمير المؤمنين، ورحمة الإسلام بأهله ورعاياه.