الكذب هذه الأرجوحة المزعجة والأسطوانة المشروخة التي قد يراها البعض
أسلوبا جميلا للوصول لأهدافه وتحقيق بعض أمنياته .
يبقى للكذب ألف لون وقناع وللخداع ألف وجه فالكاذب يتلون كالحرباء
على ضوء مصالحه ويبث سمومه وينسج خيوطه للإيقاع بفريسته بسهولة
والمؤسف حقا إن الكذب يصبح عادة تتأصل في نفس الكاذب حتى تصبح صفة
من صفاته وطبع من طباعه من المستحيل تركها والتخلص منها .
ولذلك قال الله تعالى ( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم
على شيء ألا إنهم هم الكاذبون )
وهذه آية تحكي حال المنافقين الذين اصبح الكذب صفة ملازمة لهم في الدنيا فيعملون
على خداع الرسول صلى الله عليه وسلم بالحلف على ايمانهم ، ويستمر معهم الكذب
حتى بعد بعثهم فيحلفون لله كما كانوا يحلفون للرسول في الدنيا ويظنون جزافا إنهم
يستطيعون خداع الله كما كانوا يعملون على خداع الرسول صلى الله عليه وسلم .
وهذا التفسير يبين ظاهرة خطيرة لأهل الكذب فهم يرون إنهم يملكون ذكاء خارقا
يستطيعون من خلاله خداع كل البشر وهذا مما يوقعهم في شراك خداعهم ويكشف
زيف كذبهم وآلاعبهم فيصبحون مثار شفقة الناس ومحل اشمئزازهم .
فمسايرتهم على كذبهم والصبر على وقاحتهم ليس معناه تصديقهم والانخداع بأساليبهم
ولكن هو في الحقيقة استحقارا لهم .

تحياتي وتقديري