كنت أتسآل عن طريقة صيد الحريد
فبحثت ووجدت ما أشبع تساؤولي
تبدأ التظاهرة مع ساعات الصباح الأولى وعندما تشرق الشمس والبحر في حالة الجزر / العراء / كما يسميه أهالي فرسان بتوافد محبي هذا النوع من السمك والمحافظة على هذه العادة والتراث الذي يجله ويقدره كبار السن والصغار في فرسان .
وعندما يصل الصيادين المهرة إلى خليج الحصيص ( موقع مرور الحريد ) يقومون بنصب شباكهم // الدور // كما يعرف لديهم على مجموعات الأسماك التي تجوب الخليج في مجموعات تصل إلى المئات والآلاف والتي يعرفها الصياد عن بعد إذ تمثل بقعه سوداء عائمة في مياه الخليج وبعد أن يحكم الصيادون إغلاق الشباك على مجموعات الأسماك الوديعة التي لاتؤذي الصيادين أوتبدي أي نوع من المقاومة يقومون بجرها إلى موقع قريب من الشاطئ الذي ينتظر على طرفه أهالي الجزيرة متأهبين للظفر بما قدر لهم من رزق من هذه الأسماك .
إثر ذلك وفي حالة الانتهاء التام من عملية تجميع الأسماك يقوم الأشخاص الموكل إليهم عملية الصيد ومد الشباك بوضع أغصان من شجر النبق أوالكسب كما يطلق عليه الفرسانيون ليتوجه السمك إليه ويسهل اصطياده في الوقت الذي يقف فيه الأهالي من على ضفاف الشاطئ في عجلة واستعداد تأمين لإطلاق إشارة الانطلاق المدوية والتسابق لدخول البحر والتي عادة لاتسمح للعاملين على وضع أغصان الكسب بإنهاء مهمتهم .
بعدها ينطلق الجميع إلى حيث تجمع الأسماك حاملين معهم الأكياس والمصائد ليخرج كل منهم نصيبه الذي يأكل بعضه مع أفراد أسرته ويهدي البعض الآخر إلى أعز الأصدقاء .
ولا يقتصر الاحتفال على الرجال على ممر ببغاء البحر بالجزيرة بل يتعداه إلى البيوت حيث تحتفل النساء وتقدم منه الهدايا للمتزوجين الذين لم يمضي عام على زواجهم .
ويعزو الأهالي سبب تواجد هذا النوع من السمك الذي لايتجاوز طوله ال / 40 / سنتيمتراً ويخلو من الأشواك إلى أنه سمك مهاجر يصل إلى الجزيرة خلال هذه الفترة من العام بحثاً عن الدفء ووضع البيض خصوصاً وأن الموقع الذي يوجد به عبارة عن جبال ومياه ضحلة دافئة