لكل شيء مفتاح ، ومفتاح الخبائث ( الكذب ) 0 وقد فطر الإنسان على الصدق ، ولم يكتسبه من البيئة المحيطة به مثل الكذب ، وحقيقة لو تأملنا في حياة الطفل سنجد كل أفعاله وحركاته وسلوكياته وكلامه يتسم بالصدق ولا يكذب حتى تؤثر فيه البيئة المحيطة فيبدأ يكذب إما ليهرب من عقاب سيتلقاه لو هو أعترف وصدق وإما للمديح وإما ليكسب الرضا ، ولذا نجد أن الكذب مكتسب أما الصدق فهو فطري وصدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي قال : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تلد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟!) لم يقل عليه الصلاة والسلام أو يمسلمانه لأن الدين الإسلامي دين الفطرة ولأن الدين الإسلامي يدعو إلى الصدق ، فالصدق فطري في الإنسان وقد قال الله تعالى يحث المؤمنين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة 119

عَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إِلَى البر وإن البر يهدي إِلَى الجنة ؛ وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند اللَّه صديقا، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إِلَى الفجور وإن الفجور يهدي إِلَى النار؛ وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عنداللَّه كذابا ) مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ0
من منا يرغب أن يكتب عند ربه كذابا ويكون معروف في الملأ الأعلى بأنه من الكذابين 0 والحقيقة أن الناس أصبحوا لا يتورعون من الكذب رجالا ونساء شبابا وشيوخا ولا يخجلون من الكذب 0 ولقد نفى محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه أفضل الصلاة والسلام أن تكون خصلة الكذب ملتصقة بالمؤمن وذلك عندما سئل : هل يكون المؤمن بخيلا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ) فسئل : هل يكون المؤمن جبانا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ) فسئل : هل يكون المؤمن كذابا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا ) 0 إذن الكذب ليس من خصال أو صفات المؤمن 00 وفي الوقت الحاضر أصبحوا يحتفلون بالكذب على المستوى العالمي و هاهو شهر إبريل ، وهو الشهر الذي يحتفلون فيه بالكذب وعمل المقالب في الآخرين وعندما يغضب الشخص من كذب صديقه عليه يرد عليه نحن في شهر إبريل أو هي كذبة إبريل وأصبح للكذب السلوك المذموم والمستهجن شهرا يحتفلون به فيه ، ويا للأسف أنتشر هذا حتى في المجتمعات الإسلامية التي ينهاها دينها عن الكذب بأي شكل كان أو أي لون كان 0