س /ما حكم قول القائل: مادة القرآن في وقت كذا؟
.................
ج/ الجواب أنّ القرآن كلام الله - عز وجل -، صفة من صفاته، تعظيمه واجب لأنه أعظم شعائر الله - عز وجل - التي أشعر عباده بتعظيمها وإجلالها وقد قال - عز وجل - في سورة الحج {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج:32]، فتعظيم شعائر الله واجب، تعظيم حرمات الله - عز وجل - واجب، والقرآن لا يُسَاوَى بغيره ولا يُجْعَلْ كغيره، فتُجْعَلْ مادة من المواد كغيره، فتعظيم القرآن يقضي بأن لا يُجعل في تسميته كغيره من المواد، يقال: مادة جغرافيا، مادة إنجليزي، ومادة قرآن. هذا فيه عدم تعظيم والله - عز وجل - أمرنا بتعظيم كتابه، ثم القرآن كلام الله وكلام الله - عز وجل - ليس بمادة؛ لأنَّ المادة قد تطلق ويراد بها المادة المخلوقة، أو يراد بالمادة المخلوق والقرآن كلام الله - عز وجل - صفة من صفاته ليس بمخلوق.
انتهى ...
السؤال:
ما حكم من يكتبون على السبورة: مادة القرآن؟
الجواب:
كلام الله ليس مادة، لكن مقصودهم ليس المادة، ولا أن القرآن ذات، بل مقصودهم بالمادة العلم، ولهذا يكتب بعضهم: العلم القرآن، أو العلم التفسير، وكتابة العلم أحسن، والعبرة بالقصد، وليس قصدهم أن القرآن مخلوق.
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من سعادة وكيل وزارة المعارف ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم ( 3050 ) وتاريخ 26\6\1416 هـ ، وقد سأل سعادته سؤالا ، هذا نصه :
نرفق لسماحتكم السؤال الوارد من تعليم الباحة ، حول جواز إطلاق اسم ( مادة القرآن الكريم ) ضمن المواد الدراسية التي يدرسها الطلاب ، ويرد ذكرها في التعاميم الصادرة من الوزارات وإدارات التعليم .
ونود من سماحتكم الإيضاح عن جواز استخدام هذه الكلمة من عدمه ، وماذا ترون أن تكون التسمية ؟ والله يحفظكم ويرعاكم .
وبالاطلاع على سؤال إدارة تعليم الباحة والذي نصه : ( كثيرا ما يرد إلينا تعاميم من الوزارة ومن بعض إدارات التعليم تحمل كلمة ( مادة القرآن الكريم ) إذا كان الموضوع يتعلق بالقرآن الكريم ، وحيث إن كلمة ( مادة ) تشير إلى الشيء المخلوق ، والقرآن هو كلام الله سبحانه ليس بمخلوق ولا تناسبه كلمة مادة ؛ لذا فإننا نود منكم الإيضاح عن جواز استخدام هذه الكلمة من عدمه ) .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
لا بأس أن يقال في مناهج التعليم : ( مادة القرآن الكريم ) ؛ لأن المواد في عرف المسئولين عن التعليم يراد بها العلوم التي تدرس للطلاب ، فيقال : مادة التفسير ، مادة الحديث ، مادة القرآن الكريم ، ولا يراد بها في العرف التعليمي ما أشار إليه المعترض ( الشيء المخلوق ) ، فلا مانع مما ذكر . والحمد لله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
منقول للفائدة .