الباب الثالث / لعبةآخرى
النص(2) صــ 113 ـــ
كالمدّ أتيت
انتظرتك حتى أصبح الانتظار هدفي ، واطلالتك طموحي و أملي.
رسمت لقاءك في أحلامي ، حتى بهت الحلم من كثرة ما كررته ،
و أضفت اليه لمسات من لهفتي إليك و شوقي لرؤيتك .
لكن بعض الكلام لا يقال ، و بعض الاحلام لا يحكى ،
وكل الأمنيات كم من مرة تموت في مهدها ، وتتمزق قبل أن تولد وترى النور.
انتظرتك و لم أستطع أن أقول إني انتظرك ، وان الابتسامة التي ترقص في عيني ، هي الفرح للقائك .
اختصرت الدنيا كلها في لحظة أراك فيها ، ألمسك ، أضحك لك ، أسرق من عينيك نظرة فيها بعض الحنان ،
مع أن في قلبي لك كل الحب .
ما أردتك أن تفهم معنى انتظاري لك ، ولا أردتك أن تكتشف حبي لك ، ولا تمنيت أن يعذبك الشوق يوما ، كما عذبتني أيام الانتظار.
كل ما تمنيته هو أن تبقى لك تلك الهالة التي أحطتك بها في أحلامي .
صليت كي لا تحطم الصورة التي لونتها لك .
تمنيت أن لا تقضي بلامبالاة على الحبيب الذي كنته في أحلامي .
انتظرتك كأنك الرجل الأول الذي يطأ جزيرة حبي ،
وأتيت كالمدّ يغرق شواطىء اللّيل في عيني .
لم تفهم معنى سعادتي بلقائك ، لم تفهم معنى تشبثي بوجودك .
وحدي كنت أعيش في سماء الحلم ، وأنت لا ترتفع بنظرك عن أرض الواقع .
كم مرة وددت لو أجد في نظراتك بعض الحب و بعض الشوق .
كم مرة وددت لو تنظر الي ّكامرأة قد تغريك بحبها ذات يوم .
لكنني ما كنت أوجد في كلماتك الا للحظات ، وأنت الذي كنت تحتل كل لحظة من وجودي .
تمنيت لو أستطيع أن أقول لك كل الكلمات التي حفظتها من أجلك
، لكن الكلام لا يقال .
تمنيت أن أحكي لك عن أحلام انتظاري لك ،
لكن بعض الأحلام لا يُحكى .
و بقيت مجرد أمنية تتمزق في نفسي ، و تمزقني من دون أن تجرؤ على الظهور،
أمنية رعيتها أياماً طوالا ، و اغتلتها كي تبقى دائماً أحلى أمنياتي التي لم تتحقق ، بدل أن تقتلها برفضك أو لامبالاتك .
ومع ذلك ما زلت انتظرك،
وانتظر اللحظة التي تفهم بها اني أحبك .
من كتاب العالم إمرأة ورجل (الحب بكل اللغات)
![]()
زينات نصار