بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الفاضلة ميدوزة جزاك الله عني خير الجزاء فقد كان طرحك سبباً أن أتواصل مع أهل علم ودراية وأن أستفيد مما بحثت عنه
هنا أترك لك الجواب الذي وصلني قبل دقائق ونسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
الســــــــــــــــــــــؤال :
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن مسلم الليثي عن المقبري عن أبي هريرة قال قدم ثلاثة نفر من بني عبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : انه قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له ، ولنا أموال ومواش هي معاشنا فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئا ولو كنتم بضمد وجازان وسألهم عن خالد بن سنان فقالوا لا عقب له فقال نبي ضيعه قومه ثم أنشأ يحدث أصحابه حديث خالد بن سنان .
وروى الطبراني بإسناده
عن ابن عباس قال جاءت بنت خالد بن سنان إلى النبي فبسط لها ثوبه وقال بنت نبي ضيعه قومه
جزاكم الله خير وبارك فيكم سؤالي عن صحة الحديثان أعلاه ولم يتطرق إليها ضمن ما أشرتما إليه كان فقط نفي قصة نبوة خالد بن سنان
بقلم : عبدالرحمن
الجواب :
أخي السائل : بارك الله فيك ووفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه
لا يصح منهما شيء البتة :
أما الأول فيكفي أن فيه : ( محمد بن عمر ) ، وهو : محمد بن عمر بن واقد الواقدى الأسلمى ، أبو عبد الله المدني القاضي ، مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي ، متروك مع سعة علمه ..قال الذهبي في السير : صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وَالمَغَازِي، العَلاَّمَةُ، الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ اللهِ، أَحَدُ أَوْعِيَةِ العِلْمِ عَلَى ضَعفِهِ، المُتَّفَقِ عَلَيْهِ.جَمَعَ فَأَوعَى، وَخَلَطَ الغَثَّ بِالسَّمِيْنِ، وَالخَرَزَ بِالدُّرِّ الثَّمِيْنِ، فَاطَّرَحُوهُ لِذَلِكَ، وَمَعَ هَذَا، فَلاَ يُسْتَغنَى عَنْهُ فِي المَغَازِي، وَأَيَّامِ الصَّحَابَةِ، وَأَخْبَارِهِم.
قال أحمد بن حنبل: هو كذاب، يقلب الأحاديث .
وقال ابن معين: ليس بثقة.وقال مرة: لا يكتب حديثه .
وقال البخاري وأبو حاتم: متروك.
وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث.
وقال الدارقطني: فيه ضعف.
وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه.
***
أما الثاني فرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ،وَفِيهِ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ، وَلَكِنْ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ مَعَ وَرَعِهِ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مُعَارِضٌ لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعِلَّاتٍ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» . قَالَ الْبَزَّارُ: رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مُرْسَلًا.
وقال الذهبى فى " الميزان " (8/221) : لا يصح هذا ويرد عليه الحديث الصحيح : «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» .
وفي " كشف الأستار عن زوائد مسند البزار " قال : ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعِلاتٍ، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» فَدَلَّنَا هَذَا عَلَى نكَارَةِ هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ الْبَزَّارُ: رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ , عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مُرْسَلا، وَأَسْنَدَهُ قَيْسٌ، وَلَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ إِلا يَحْيَى، وَإِنَّمَا يُحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ الْكَلْبِيِّ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَةَ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَةِ نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ» .قُلْتُ: وَالْكَلْبِيُّ بَيِّنُ الضَّعْفِ.انتهى.
الحديثان غير صحيحان والله أعلم وأحكم