لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 19 من 19

الموضوع: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فجر الأمل
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    1,898

    Post قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    اصطفى الله سبحانه نبيَّه محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وفضَّله على العالمين، وفطره على صفات عظيمة، ظهرت على سلوكه القويم، وعلى بدنه الشريف، وجوارحه الطاهرة، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتملكت هيبته العدو والصديق، وكان من أثره أن القلوب فاضت بحبه، والرجال تفانوا في إكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه، لما رأوا من جمال خَلقه وكمال خُلُقِه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولم يبالوا أن تُقطع أعناقهم ولا يُخدش له ظُفْر..

    قطوف من الصفات الخَلْقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :


    عن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ليلة إضحيان (مضيئة مقمرة) وعليه حُلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلي القمر، فلهو عندي أحسن من القمر )( الترمذي )..ولقد سُئل جابر : أكان وجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثل السيف؟ قال: ( لا، كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديرا )(البخاري )..

    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ متوسط القامة ، لا بالطويل ولا بالقصير، بل بين بين، كما أخبر بذلك البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ، قال: ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مربوعا ً-متوسط القامة-، بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنه.. )( البخاري ).


    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبيض اللون، ليِّن الكف، طيب الرائحة، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ، ولا مَسَسْتُ ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا شممتُ مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) ( مسلم ) .

    وكانت أم سُليم ـ رضي الله عنهاـ تجمع عَرَقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، يقول أَنَسِ ـ رضي الله عنه ـ : ( دخل علينا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال - أي نام نومة القيلولة - عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت - تجمع- العرق فيها، فاستيقظ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب )( مسلم ).

    وكان بصاقه وريقه طيباً طاهراً ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فعن عبد الجبار بن وائل قال: حدثني أهلي عن أبي قال: ( أُتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مجّ في الدلو، ثم صُب، في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك ) ( أحمد ) .

    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثيف اللحية، كما وصفه جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ بقوله: ( وكان كثير شعر اللحية ) ( مسلم )..

    وبالجملة فرسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان أحسن الناس وأجمل الناس، لم يصفه واصف قط إلا شبهه بالقمر ليلة البدر، ولقد كان يقول قائلهم: لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول: هو أحسن في أعيننا من القمر. فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس وجها ، وأنورهم لونا، يتلألأ تلألؤ الكوكب، ولقد وصفه أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ فقال:

    أمينٌ مصطفىً للخير يدعو *** كضوء البدر زايله الظلام


    تلك بعض قطوف من صفات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخَلْقية التي نُقلت إلينا ممن رآه وصاحبه، وصدَق الصِّديق أبو بكر ـ عندما قال عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يُقبِّله بعد موته: ( طبت حياً وميتاً يا رسول الله ) ( البخاري ).

    قطوف من الصفات الخُلقية للمصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

    هي أكثر من أن تحصى، وكيف تحصى أخلاق من زكاه ربه وقال عنه :{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4)..

    ومن هذه القطوف :

    أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، فقد أُوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها، فهو القائل ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( أوتيت جوامع الكلم )( أحمد ) .

    وكان الحلم والاحتمال، والعفو عند المقدرة، والصبر على المكاره، صفاتٌ أدبه الله بها.. وكل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هَفْوَة، ولكنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما.. قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : ( ما خُيِّر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه، وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه في شيء قط, إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله ) ( البخاري ) .

    وكان من صفته الجود والكرم، يعطِي عطاء من لا يخشى الفقر، قال عبد الله بن عباس : ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود بالخير من الريح المرسلة ) ( البخاري ).. ، وقال جابر : ( ما سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئاً قط فقال : لا ) ( مسلم ).

    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يُجهل، كان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة، وفر عنه الأبطال غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومُقبل لا يدبر، قال علي ـ رضي الله عنه ـ: ( كنا إذا حمي البأس واحمرت الحَدَقُ، اتقينا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه ) ( أحمد ).

    ومع شجاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ (كان أشد حياء من العذراء في خِدْرها، وإذا كره شيئاً عرف في وجهه ) ( أحمد ).

    وكان لا يسمي رجلا بلغ عنه شيء يكرهه، حتى لا يسبب له حرجا، بل يقول : (ما بال أقوام يصنعون كذا ) ( أبو داود ) .

    وكان أعدل الناس وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، اعترف له بذلك أصحابه وأعداؤه، وكان يسمي قبل نبوته " الصادق الأمين "، ويُتَحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام، وسأل هرقل أبا سفيان ـ قبل إسلامه ـ، هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟، قال : لا .

    شهِد الأَنامُ بفضله حتى العِدا **** والفضل ما شهدت به الأعداء

    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشد الناس تواضعاً، وأبعدهم عن الكبر، و نهى عن القيام له كما يقام للملوك.. يجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم .

    وكان أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأعظمهم شفقة ورأفة ورحمة بالناس.. أحسن الناس عشرة وأدباً، وأبعدهم من سيء الأخلاق..

    وكان حسن أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشمل ويعم جميع من حوله، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعامل زوجته بالإكرام، والود والحب، والتلطف والمداعبة،ويقول: ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) ( الترمذي )، وكان يعين أهله ويساعدهم، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخيط ثوبه، ويخصف نعله ) ( أحمد ). فكان عطوفا ودودا طوال حياته مع أهله، حتى مع مرضعته حليمة السعدية ـ رضي الله عنهاـ، كان يفرش لها رداءه، ويعطيها من الإبل ما يغنيها في السنة الجدباء.

    لم يكن ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشاً ولا متفحشاً، ولا لعاناً ولا صخابا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح ويقول عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: (لم يكن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) (متفق عليه)..

    لا يترفع على عبيده وإمائه، ولم يقل لخادمه أف قط، ولم يعاتبه على فعل شيء أو تركه، فقال أنس ـ رضي الله عنه ـ: ( خدمت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعتُه لم صنعتَه، ولا لشيء تركته لِم تركته، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خُلقا ) ( البخاري )..

    وكذلك كان مع أصحابه يؤلفهم ولا ينفرهم، ويتفقدهم ويعودهم، ويعطى كلَّ مَنْ جالسه نصيبه من العناية والاهتمام، حتى يظن جليسه أنه ليس أحدٌ أكرم منه، وكان لا يواجه أحداً منهم بما يكره.

    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع كثرة أعبائه ومسئولياته، يداعب طفلا ويسأله عن عصفور لديه، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : ( كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحسن الناس خلقا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، كان يقول له: يا أبا عمير ما فعل النغير(طائر صغير يشبه العصفور) ) ( البخاري ).

    بل شمل عطفه ووده وحسن خلقه الحيوان، فكان يقرب للهرة(القطة) الإناء لتشرب .

    ومن كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ حسن أخلاقه حتى مع أعدائه، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: ( أن يهود أتوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقالوا السام (الموت) عليكم، فقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: عليكم، ولعنكم الله وغضب الله عليكم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مهلا يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش، قالت: أولم تسمع ما قالوا؟، قال: أولم تسمعي ما قلتُ؟، رددت عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في ) ( البخاري ).

    كانت شفقته ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى مع من آذاه.. فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كأني أنظر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحكي نبيا من الأنبياء (يعني نفسه ,ضربه قومه فأدموه، فهو يمسح الدم عن وجهه ويقول:رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ( البخاري ).. وحينما تعرض له أهل الطائف بالضرب والإيذاء، جاءه ملَك الجبال ليطبق عليهم الجبلين، فرفض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقال : ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا )( البخاري ) .

    ولما سأل النجاشي ـ ملك الحبشة ـ جعفر بن أبي طالب : ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني ولا دين أحد من الملل؟، قال جعفر : أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات .. .

    وكان يحب المساكين ويجالسهم، ويشهد جنائزهم، ويتفقد أصحابه، ويحسن الحسن وينصح به، ويقبح القبيح وينهى عنه.

    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله، ولا يوطن الأماكن ـ لا يميز لنفسه مكاناً ـ، إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو كلمه لحاجة صبر عليه حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بكلمة طيبة، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء، يتفاضلون عنده بالتقوى ..

    مجلسه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مجلس حلم وحياء، وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تخدش فيه الحرمات .. إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون له، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم توقيرا له، واقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

    قال القاضي عياض رحمه الله: وأما الأخلاق المكتسبة من الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة التي اتفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتصف بالخلق الواحد منها فضلا عما فوقه، وأثنى الشرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السعادة الدائمة للمتخلق بها، ووصف بعضها بأنه جزء من أجزاء النبوة، وهي المسماة بحسن الخُلق، فجميعها قد كانت خلق نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ..

    وكيف لا يشهد له العدو والصديق بمكارم الأخلاق، وقد هذبه القرآن وربَّاه، ولما سأل سعد بن هشام ، أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟، قالت له: ( ألست تقرأ القرآن؟، قال: بلى، قالت: فإن خلق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان القرآن ) ( مسلم ).

    وبالجملة، فقد كان الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُحلى بمكارم الأخلاق، أدبه ربه فأحسن تأديبه، حتى خاطبه مثنياً عليه فقال: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم : 4)، وكانت هذه الصفات الخَلْقية والخُلقية، مما قرب إليه النفوس، وحببه إلى القلوب، فالقلوب تتعلق بالجمال كأمر فِطري، فكيف بمن جمع الله له الجمال خَلقاً وخُلقاً؟..

    إن هذه القطوف ما هي إلا شذرات، من عظيم صفات أفضل رسول، وأعظم بشر في الوجود صلوات الله وسلامه عليه

    فمبلغ العلم فيه أنه بشر *** وأنه خير خلق الله كلهم

    فينبغي علينا أن نقوي صلتنا وصلة أبنائنا، برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأن نعمق حبه في قلوبنا، من خلال التأمل في حياته وسيرته، وأخلاقه وشمائله، والسير على هديه، والتمسك بسنته، والإكثار من الصلاة والسلام عليه ...

    نسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يوفقنا جميعا للتخلق بأخلاق هذا النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأن يمن علينا بالتوفيق لاقتفاء آثاره، والسير على نهجه، وأن يميتنا على سنته، ويحشرنا في زمرته، ويجعلنا من الفائزين بشفاعته .

    اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
    ***
    " اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نسايم ليل

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    10 2010
    المشاركات
    15,462

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ




    صلى الله عليه وسلم

    هو أروع رحمة مشت على الأرض

    جزاك الله خير

    ورزقك الجنة بلا حساب

    أحب الصالحين ولست منهم ....لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي ...ولو كنا سواء في البضاعة







  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية دلال

    المنتدى العام

    سُقيَا الغَمَامْ
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    الدولة
    في قلبي أمي وأبي
    المشاركات
    26,267

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ


    اللهم صلي على محمد وعلى اله وصحبه وسلم

    جزاك الله الجنة اختي
    .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي.

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أم بدر
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    347

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

    بــ إْبي انت . وامي يُ رسسول الله .
    اللهم اجعلنا ., من كتبت لهم ششفــاعته ..
    واحشرنا معه يوم القيــآمه ..

    فجر .. ما اروع مواضيعك . فـ هي كـآروعه وجودك بـ هذا المنتدى . كل الشكر لك . اختي .
    مؤمنه بأن هناك المزيد من المفاجئات الجميله
    التي تنتظرني ما دمت في كل ليله قبل ان اغفي
    اردد اللهم قدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله...خلق الخلق بقدرته فكان منهم صنف من أهل الجنة ..وصنف في السعير...كل ذلك بقدره العادل؛ لعلمه الأزلي أن هؤلاء من السعداء برضاه...وأن هؤلاء أشقياء بعدله...فكانوا من أصحاب السعير...من أجل ذلك أرسل سبحانه الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين...ولعلمه تعالي بنفوس الأشقياء؛ فَهُدوا إلي طريق السعير..!!!
    حدث ذلك عند بدء الخلق... عندما مسح الله علي ظهر آدم عليه السلام فكان أهل الجنة-وهم السعداء- وكان أهل النار وهم الأشقياء...!!!!



    لقد أكرم الله تعالي هذه الأمة-رغم معاصيها وذنوبها-أكرمها بهذا النبي المبارك، صلي الله عليه وسلم...وأعطاه من الفضل والنعم مالم يعطه أحد من الأنبياء...ومن هذه النعم والعطايا:
    أنه جل وعلا أخذ ميثاق الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلي عيسي عليهم جميعا صلوات الله وسلامه،أن يؤمنوا به وينصرونه مصداقا لقوله تعالي في آل عمران:
    "وإِذْ أَخَذَ اللهُ ميثاقَ النبيينَ لَماَ آتيتُكُم مّن كِتاَبٍ وحِكمةٍ ثم جاءكُمْ رسولٌ مصدقٌ لمِاَ مَعَكُم لتُؤمِنُنَّ به ولتنصُرُنَّه ،قالَ أأَقررتُمْ وأخذتُم علي ذلِكُم إِصْرِي،قالُوا أقْرَرْناَ:قالَ فاشْهدُوا وأناَ مَعكُم مِنَ الشَّاهِدينَ "/81


    الوحيد الذي أقسم الله بحياته في القرآن الكريم هو نبينا محمد صلى
    الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [الحجر 2].
    يقول ابن عباس: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم على الله من محمد ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره






    أمَـدائِـحٌ لِـي فِيكَ أمْ تَسْبِيحُ
    لـوْلاكَ ما غَفَرَ الذنوبَ iiمَدِيحُ
    حُدِّثْتُ أنَّ مَدَائِحي فِي المصطفى
    كـفَّـارَةٌ لِيَ وَالحَدِيثُ iiصَحِيحُ
    أرْبِـحْ بِـمَنْ أهْدَى إليه ثَنَاءَهُ
    إنَّ الـكـريـمَ لَرَابِحٌ iiمَرْبُوحُ
    يـا نَفْسُ دُونَكِ مَدْح أحْمَدَ iiإنَّهُ
    مِـسْـكٌ تَمَسَّكَ ريحُهُ iiوالرُّوحُ
    وَنَصِيبُكِ الأوْفَى مِنَ الذِّكْرِ iiالذي
    مـنـه العَبيرُ لِسَامِعِيهِ iiيَفوحُ
    إنَّ الـنـبـيَّ محمداً مِنْ iiرَبِّه
    كَـرَمـاً بـكلِّ فضيلةٍ مَمْنُوح
    الـلَّـهُ فَـضَّـلَهُ وَرَجَّحَ iiقَدْرَهُ
    فَـلْـيَـهْنِهِ التَّفْضيلُ iiوَالتَّرْجِيحُ
    إنْ جاءَ بعْدَ المُرسلينَ iiفَفَضْلُهُ
    مِـنْ بعدِه جاءَ المَسيحُ iiوَنُوحُ
    جـاؤُوا بِـوَحْيهِمُ وَجاءَ بِوَحْيِهِ
    فـكـأنَّـه بـين الكواكبِ يُوحُ




    ألا انْعِي النّبيَّ إلى العَالَمِينَا




    جَـمِيعاً ولاَسِيَّما المُسْلِمينا



    ألا أنـعِـي النّبيَّ لأَصْحابِهِ



    وأصْحَابِ أصْحَابِهِ التَّابعين



    ألا أنعِي النّبيَّ إلى من هَدَى



    مِنَ الجِنِّ ليلةَ إذْ تَسْمَعُونا



    لِـفَـقْـدِ النّبيِّ إِمَامِ الهُدَى



    وَفَـقْـدِ المَلاَئِكَةِ المُنزَلِينا



    سيظل حبه في قلوبنا ابدا ماحيينا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وسيظل القدوة التي ترشدنا للحق
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    وارزقنا شفاعته واسقنا من يده الشريفة
    واجمعنا به في جنات الخلد


    ولقد ناداه حسان بن ثابت ووصفه بأنه الركن الذي يعتمد عليه
    والعصمة الذي يلجأ إليه ، فقال :

    يا ركـن معتمـد وعصمـة لائذ ... ومـلاذ منتجـع وجـار مجاور


    يا مــن تخيره الإلــه لخلقـه ... فحـباه بالخلـق الزكـي الطاهـر

    أنت النبي وخيرعصبة آدم ... يا من يجود كفـيض بحر زاخر

    ميكـال معك وجبرئيـل كلاهما ...مـدد لنصرك من عزيـز قادر



    للتوضيح :

    يا ركـن معتمـد وعصمـة لائذ ... ومـلاذ منتجـع وجـار مجاور


    إن المستغاث به والمطلوب منه الإغاثـة هو الله تعالى
    ولكـن السائـل يسـأل متوسـلاً إلى الله بالنبي صلى الله عليه وسلم
    في أنـه يقضي حاجتـه ، فالفاعـل هـو الله
    ولكـن أراد السائـل أن يسأله تعالى
    ببعض المقربين لديه الأكرمين عليه ،



    [motr]فجر الأمل[/motr]


    ما أجمله من إسم طرح كل جميل وطيب
    أختاه شكراً بحجم السماء لهذا العطاء

    طهر ( الله ) قلبك ..

    وأزاح ( الله ) همك ..

    وغفر ( الله ) ذنبك ..

    وبارك ( الله ) عملك ..

    وفرج ( الله ) كربك ..

    وسدد ( الله ) رأيك ..

    .........وبارك ( الله ) في يومك وغدك ..

    يارب بحق جاهك وعظيم سلطانك وسعة رحمتك لا تحرمها أجر هذا الطرح
    المبارك حباً لحبيبك صلى الله عليه وسلم .

    اللهم أرزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك
    اللهم إجمعنا بنبيك محمد عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام
    في جناتٍ ونهر في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر
    اللهم إسقنا من حوضه بيده الشريفة شربةً لا نظمأ بعدها أبداً
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    اليوم نذكر بعض من مظاهر الكمال لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم قبل النبوة


    1- الأستسقاء به صلى الله عليه وسلم :


    ان عمه ابو طالب يستسقي به صلى الله عليه وسلم وهو طفل فيأخذه ويأتي به إلى الكعبه ويلصق ظهره به ويرفعه بين يديه ولسان حاله يقول اسقنا ربنا فقد استسقينا إليك بهذا الغلام المبارك فيسقيهم الله تعالى حتى يجري واديهم وتخصب ارضهم
    وفي هذا قال ابو طالب :
    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل


    2- انه لم ينكشف له صلى الله عليه وسلم عورة قط بعد ان حدث له مرة وهو ينقل الحجاره مع رجالات قريش لبناء الكعبه وكانوا يرفعون أورهم على عواتقهم يتقون بها ضرر الحجاره وكان صلى الله عليه وسلم يضع الحجاره على عاتقه وليس عليه شيء فرآه عمه العباس رضي الله عته فقال له: لو رقعت من إزارك على عاتقك حتى لاتضرك الحجاره ففعل صلى الله عليه وسلم فبدت عورته , فوقع على وجهه فوق الأرض ونودي : استر عورتك أي ناده ملك فما رؤيت له عورة ابداً

    3- بغض الله تعالى إليه الأصنام وكل أنواع الباطل

    4- تحكيم قريش أليه في أعظم خلاف

    5-اعترف بحري الراهب بكماله ونبوته ووصيته لعمه ابو طالب

    6- حضوره صلى الله عليه وسلم حلف الفوضول

    7- رغبة خديجه رضي الله عنها فيه وزواجها منه صلى الله عليه وسلم





    خطبة الزواج الميمون : بعثت خديجه إليه صلى الله عليه وسلم تقول (يا ابن عم قد رغبت فيك لقرابتك وسَيطَتِك في قومك وحسن خلقك وصدق حديثك ) فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لأعمامه فخرج عمه حمزه وابو طالب حتى دخلا على والدها خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها واصدقها صلى الله عليه وسلم عشرون بكرة




    من كتاب هذا الحبيب يامحب
    للشيخ ابو بكر الجزائري

    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يرمى بحجرٍ .. فليقي أطيب الثمرِ!!!

    الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعدائه




    ********************************************
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    كانت العرب قبل الإسلام تعيش في ظلام دامس , ظلام الظلم والجهل , ظلام الطغيان والاستبداد والفساد في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية , فلم تكن هناك شريعة يحتكمون إليها بل كانوا يرجعون قي أحكامهم إلى العرف السائد وأهواء سادتهم , فاحتاجوا إلى من يأخذ بيدهم إلى طريق الهداية الذي يحقق لهم السعادة والطمأنينة في مختلف الجوانب وبالتالي يحقق لهم الفوز بنعيم الآخرة .

    وكان المنقذ لتلك الجزيرة بل للعالم أجمع هو سيدنا محمد بن عبد الله الذي بعثه الله ليبدد الظلام ويهدي الكون إلى النورالإسلامي , فقد اتسمت سيرته صلى الله عليه وسلم بالدقة والشمول لمختلف جوانب الحياة , وينبوع فياض , يغدق بالخير , وتنعم به الإنسانية على أختلاف مشاربها .

    لقد نشأ الرسول يتيماً فقيراً عند جده لأبيه ثم عمه , ولما بلغ مبلغاً يمكن أن يعمل , عمل برعي الغنم لأهل مكة على قراريط , كما كان قد رعاها من قبل في البادية . فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم " فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " وأنا رعيتها لأهل مكة بقراريط " .

    ولقد شب الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدا عن مفاسد الجاهلية وعاداتها السيئة في تلك الفترة فقد كان أفضل قومه وأحسنهم خلقاً وأصدقهم حديثاً وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والبذاءة .
    فقد كان صلى الله عليه وسلم منذ طفولته إلى يوم بعثته مظاهر الكمال المحمدي , وكل هذه المظاهر التي عاشها كانت دلائلل نبوته وآيات كمالاته , فلم يكن في شبابه يرضى إلا بالأمور العالية والتي يكون له بها الشرف والفخر بمشاركته فيها , ومن ذلك حضوره حلف الفضول التي دعت إليه قريش وكان في دار عبد الله بن جدعان حيث صنع طعاماً لكل من بني هاشم ومرة وتميم وحلف بعضهم لبعض متعاهدين بالله ليكونن يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يؤدى إليه حقه .
    وحين بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أربعين سنة نزل عليه الوحي وهويتعبد في غار حراء وبدأ في تحمل أعباء الدعوة للإسلام وكان يدعو الناس سراً ثلاث سنوات ثم أمر بالجهر بها وقد نال كثيراً من الأذى في سبيل الدعوة الإسلامية من مشركي قريش وخرج صلى الله عليه وسلم بتلك الدعوة خارج مكة المكرمة لعله يجد من ينصردعوته ويشد من أزره , إلا أنه لقي أذى كثيراً . حين خرج إلى الطائف وانصرف عائداًمنها ودعا الله عز وجل فقال : " اللهم أهد ثقيفاً وأت بهم " واستجاب الله له فأتوا بعد حصارهم وآمنوا واسلموا .
    وهكذا استمر صلى الله عليه وسلم في دعوته للإسلام في مكة المكرمة ثلاث عشرة سنة حتى شاء الله له أن وفد إليه الأوس والخزرج فبايعوه على النصرة لهذا الدين لعظيم , ثم أمره الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة . وخلال تلك الفترة التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ البعثة إلى وفاته رسم للأمة الإسلامية منهجاً للحياة , وكان ذلك المنهج شاملا وكاملا متناولا جميع جوانب الحياة حيث إنه لم يدع صغيرة ولا كبيرة تخص الفرد المسلم إلا وقد رسملها طريقاً واضحاً . ووضع لها قاعدة تسير عليها بما يتناسب مع مختلف الأزمنة والأمكنة .
    وفارق الرسول صلى الله عليه وسلم الدنيا وقد حكم الجزيرةالعربية , وهابه ملوك الدنيا , وملك قلوب المسلمين حتى أنهم يفدونه بالنفس والمال والولد .
    فلماذا يا رسول الله محمد صلى الله عليك وسلم لك هذه المكانة العظمى في نفوس المسلمين في كل مكان .. ؟؟؟
    لأنك اتصفت بصفات العظمة والكمال التي لم يتصف بها أحد سواك ..
    1- مبدأ الحلم :
    قال الله تعالى : " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " آل عمران آية 134 .
    لقد كان المصطفى حليما مع أصحابه وأعدائه , فلم يكن يغضب إلا حين يكون هناك تساهل في إقامة حدودالله أو إساءة للدين الإسلامي أما لنفسه فلا .
    وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه .. ومن الوقائع الدالة على حلمه صلى الله عليه وسلم:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى مكة في السنة السادسة من الهجرة لأداء العمرةفأحرم هو ومن معه من المسلمين وبعد أن وصل إلى ذي الحليفة أرسل عيناً له من خزاعةلينقل إليه أخبار قريش وحالهم فرجع له وأخبره بأن قريشا قررت صده عن المسجد الحرام , فغير رسول الله طريقته في السير حتى إذا نزل بالحديبة جاء بديل بن ورقاء إلى رسول الله وأخبره بأن كعبا ابن لؤي سيقاتلونه ويمنعونه عن دخول مكة وبعد ذلك توالت الرسل من قريش إلى رسول الله دارت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مناقشات حول رجوعه هو ومن معه عن مكة هذا العام
    وكان آخر هذه الرسل سهيل بن عمرو الذي بعثته قريش لعقد صلح مع رسول الله بشرط أن يرجع بمن معه من المسلمين عن مكة هذا العام, فجاء سهيل إلى رسول الله وتكلم معه ثم اتفقا على عقد الصلح فدعى الرسول صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح مع قريش في الحديبية , وكان الممث للقريش في عقد الصلح هو سهيل بن عمرو , فلما أملى الرسول صلى الله عليه وسلم على علي الكتاب وأملى عليه " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل : " أما الرحمن " فو الله لا ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم , فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بذلك .
    ثم أملى " هذا ما صالح عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمدا بن عبد الله . فقال : " إني رسول الله وإن كذبتموني " وأمر عليا أ يكتب محمدا بن عبد الله , ثم تمت كتابةالصحيفة .
    وموقفا آخر يدل على حلمه صلى الله عليه وسلم وذلك حين كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة يوم فتح مكة وكان فضالة بن عمير بن الملوح قد فكر فيقتله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف , فلما دنا من الرسول صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم : أ فضالة . قال : نعم ضالة يا رسول الله , قال : " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال لا شيء كنت أذكر الله . فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدر فضالة فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما وضع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه " .
    ويتجلى حلمه صلى الله عليه وسلم عندما يكون هذا الحلم مع ألد أعدائه وحامل لواء العداوة ضدرسول الله صلى الله عليه وسلم , من أن العباس عم رسول الله خرج من عند الرسول صلى الله عليه وسلم قبل يوم الفتح يلتمس أحدا من قريش ليخبر قريشا بأن رسول الله خرج إليهم وذلك ليخرجوا إليه فيستأمنونه , فوجد أبو سفيان وبديل فأخبرهما فقال أبوسفيان : فما الحيلة ؟ فقال له : والله لئن ظفر بك رسول الله ليضربن عنقك فاركب حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك , فدخل العباس وأبو سفيان على رسول الله وعنده عمر بن الخطاب فقال عمر : يا رسول الله هذا أبو سفيان فدعي أضرب عنقه قال العباس : يا رسول الله إني قد أجرته فقال صلى الله عليه وسلم : اذهب به ياعباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأتني به " فذهب فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال : ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلاالله . قال بأي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ! أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء , فقال له العباس : ويحك أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسولالله , قبل أن تضرب عنقك , فأسلم .
    وموقف آخر يبين حلم الرسول صلى الله عليه وسلم وأناته مع أعدائه وذلك حين أرسل مسيلمة الكذاب ابن النواحة وابن أثال إلىرسول الله فقال لهما صلى الله عليه وسلم : " اشهد أني رسول الله " فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " آمنت بالله ورسوله لو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما " .







    إن المتأمل في الأحداث السابقة يجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم تحلى بالحلم في التعامل مع من أساء إليه حتى لو كان من أعدائه فلم يتجاوز حد الحلم في القول والعمل , وكان من حقه أن يغضب ويثور عليهم إلا أنه كان خلقه القرآن فلم يكن يغضب لنفسه , بل إنه في كثير من الأحيان يكظم غيظه ويعفوويحسن إلى من أساء إليه . فكان مبدأ الحلم هو أحد المبادئ التي تعامل بها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أعدائه وأصحابه على السواء , فكسب الكثير من القلوب فأحاطتبه ولم تكن ترضى أن يصاب الرسول صلى اله عليه وسلم بمكروه حيا أو ميتا .



    2- مبدأ التواضع ولين الجانب :

    قال تعالى : " ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور " . لقمان آية 18 .

    إن الكبر من الأخلاق المذمومة في نظر الإسلام وقد نهى عنه وحث على التواضع ورغب فيه . قال صلى الله عليهوسلم : " ما تواضع أحد لله إلا رفعه" .
    وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مثالاحيا في التواضع وخفض الجناح ولين الجانب وسماحة النفس . ومن تواضعه حين جاء أبو بكرالصديق بوالده أبي قحافة إلى رسول الله يوم الفتح فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه " قال أبو بكر : يارسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه , فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ومسح صدره وقال له : " أسلم " فأسلم .
    فهذا موقفه مع أبي قحافة والد أبي بكر الصديق دليلا على تواضعه وتقديره لمن هو أكبر منه مع أن أبا قحافة لم يكن مسلما . لقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الخلق ما لم يبلغه غيره من البشر , فقداستطاع أن يكسب قلوب المحيطين به وثقتهم فيه وشعورهم بأنه واحد منهم .







    3 - مبدأ حسن الظن :

    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " الحجرات آية 12 .

    لقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى غرس هذا المبدأ في نفوس المسلمين , وعمل على تطبيقه حتى مع كبير المنافقين . فعن عبد الله بن أبي في غزوة بني المصطلق حين قال عن المهاجرين : أما والله لئنرجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل , ثم قال لمن معه : هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولواإلى غير داركم .
    فعلم عبد الله بن أبي أن زيد ابن أرقم بلغ الخبر , فجاءإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلف بالله ما قلت ما قال ولا تكلمت به , وقال من حضر من الأنصار : يا رسول الله عسى أن يكون الغلام قد أوهم في حديثه ولم يحفظ ماقال الرجل . فقبل عذره مداراة له ولقومه الأنصار .







    وبهذا نجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم حرص ألا يكون هناك سوء ظن بالآخرين ولا تتبع خطواتهم ولا البحث وراءهم , وقد عمد على حسن الظن بمن حوله من الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك حسن الظن بالمنافقين والأعداء المحيطين به في المدينة وخارجها .

    يتبع ...
    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    -مبدأ الوضوح في التعامل :

    لقد كان الوضوح سمة مميزة في تعاملات الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فقط مع صحابته رضوان الله عليهم بل أيضا مع أعدائه , فلم يكن ممن يداهنون الغير , قال عز وجل : " ودوا لو تدهن فيدهنون " . القلم آية 9 .
    فهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما خرج معتمرا إلى مكة المكرمة وصدته قريش عن البيت الحرام بحجةأنه جاء لقتالهم فكان لا بد للرسول صلى الله عليه وسلم من أن يبين لهم أنه جاءمعتمرا إلى البيت الحرام ولم يجئ لقتال أحد , وهكذا أوضح هدفهم من المجيء , وبعدهاقال صلى الله عليه وسلم لبديل معترضا على تصرف قريش بأن الحرب قد أهلكتهم فلو أنهم خلوا بين الناس والمسلمين فمن شاء دخل في الإسلام وأسلموا هم , أما إذا أرادت قريش الحرب والقتال فإنه مستعد لقتالهم من أجل هذه الدعوة حتى يقتل أو ينفذ الله أمره , وهكذا كان صلى الله عليه وسلم واضحا مع بديل في اعتراض قريش حيث إنهم لم يتركواالرسول صلى الله عليه وسلم دون أذى و تحريض الناس والقبائل ضده فلم يكن الحربوالقتال للقضاء على الدعوة الإسلامية إلا من قريش وحدها أو من حالفها وبتحريض منها , وكون أن قريش تريد الحرب والقتال فالرسول ومن معه على أتم استعداد للمواجهة حتىا لموت , ولم يكن أمام بديل إلا أن يعود أدراجه ويبين لقريش ما دار بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم .
    ويزيد وضوح المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الوفود التي تأتي لتسأل عن الإسلام أو تعلن إسلامها أمامه فلم يكن صلى الله عليه وسلم يجبر الناس على دخول الإسلام بل يعطي لهم فرصة ليستوضحوا الأمرويفهموا دعوته وما أرسل به ثم يدعوهم بعد ذلك إلى الحق فهذا وفد ثقيف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في ناحية المسجد لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا ومكثوا يختلفون إلى رسول الله وهو يدعوهم إلى الإسلام حتى سأل رئيسهم أن يكتب لهم الرسول قضية صلح بينه وبين ثقيف يأذن لهم فيها بالزنا وشرب الخمر وأكل الربا ويترك لهم طاغيتهم اللات وأن يعفيهم من الصلاة وأن لا يكسروا أصنامهم بأيديهم . فأبى رسول الله أن يقبل شيئاً من ذلك فخلوا وتشاوروا فما كان منهم إلا أناس تسلموا وأعلنوا إسلامهم واشترطوا أن يتولى الرسول صلى الله عليه وسلم هدم اللات وأن ثقيفا لا يهدمونها بأيديهم أبدا فقبل ذلك .
    وما كان هذا إلا لمعرفتهم بأنه صلى الله عليه وسلم لن يرضى بغير الوضوح في كل تعاملاته وصدق الإيمان وبذلك تمكن من كسب هذه الفئة في الإسلام وتفانيهم فيما بعد في الدعوة إليه .



    إن الوضوح في التعامل يعد مبدأ هاما لتوضيح وجهات النظر بين الفئات المختلفة وإزالة ما قد يردإلى الأذهان من شكوك وظنون وحتى تكون الرؤية أكثر وضوحا أمام الجميع فيكون كل فردعلى بينة من أمره يعرف ما هو مطلوب منه وما هو الواجب عليه لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على الوضوح في تعامله حتى مع الفئات المخالفة له من غيرالمسلمين .


    5- مبدأ العفو والتسامح :
    قال الله تعالى مخاطبا رسوله الكريم : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " . الأعراف آية 199 .
    وقد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ في التعامل مع صحابته رضوان الله عليهم ومع أعدائه وضرب للمسلمين مثلا في العفو فقد تجاوز عن المسيء من أعدائه مع قدرته صلى الله عليه وسلم على القصاص منه . وهناك الكثير من الأحداث والمواقف التي سجلهاالتاريخ والتي تدل على تطبيق مبدأ العفو والتسامح مع أعدائه صلى الله عليه وسلم . ومنها حين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم في ألف مقاتل وسلك بمن معه من المؤمنين على البدائع في مرة بني حارثة ومروا بحائط لمربع بن قيظي وكان منافقا فلما سمع حسرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين رفع حفنة من تراب وقال : والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك يا محمد لضربت بها وجهك فبدره سعد بن زيد بضربة شج بها رأسه وابتدره رجال ليقتلوه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه لا تقتلوه فإنه أعمى القلب أعمى البصيرة" .
    وموقف آخر بعد أن عادت سرية محمد بن مسلمةالتي غارت على بني بكر بن كلاب فهرب سائرهم فاستاق المسلمون نعما وشاء وقدمواالمدينة ومعهم ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة , كان قد خرج متنكرا لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم بأمر من مسيلمة الكذاب فأخذه المسلمون , فلما جاءوا به ربطوه بسارية في المسجد , فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما عندك ياثمامة ؟ فقال : عندي خير يا محمد إن تقتل ذا دم وإن تنعم على شاكر , وإن كنت تريدالمال فسل تعط منه ما شئت , فتركه ثم مر به مرة أخرى . فقال له مثل ذلك . فرد عليه كما رد عليه أولا , ثم مر مرة ثالثة فقال : " أطلقوا ثمامة " فأطلقوه فذهب إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فأسلم . وأعظم موقف فيعفوه صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على باب الكعبة يوم الفتح وخطب في الناس ثم قال لقريش : " يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم . قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء " . فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم .
    وبهذا العفو والتسامح منه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه استطاع كسب محبة الأعداء وإسلامهم والوفاء له فيما بعد . فالعفو والتسامح يؤتي ثماره الإيجابية ليس فقط مع الأصحاب بل حتى مع الأعداء ويكون له أكبر الأثر فيغرس الثقة والمحبة في تلك القلوب التي عميت بالعداء والحقد والحسد .
    6- مبدأالصبر :
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إنالله مع الصابرين " البقرة آية 153 .
    كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا مثاليا في الصبر على الأذى في سبيل تبليغ الدعوة إلى الناس فقد صبر حين حوصر هو والمسلمون في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات , فقد قامت قريش بإجراء انتقام ظالم جائر حيث قرروا كتابة كتاب يتعاقدون فيه على بني هاشم بني المطلب على ألا ينكحواإليهم ولا ينكحوهم , ولا يبيعوهم شيئا ولا يبتاعوا منهم , وتعاهدوا عليها وتواثقواثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة .
    وموقف آخر . بعد غزوة بدر وانتصارالمسلمين على قريش قدم الرسول المدينة وجمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال : " يامعشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريش " فقالوا : يا محمد لا يغرنك مننفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا.فأنزل الله تعالى : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد " .
    كان معنى ما أجاب به بنو قينقاع هوالإعلان السافر بالحرب ولكن كظم النبي صى الله عليه وسلم غيظه وصبر المسلمون وأخذواينتظرون ما تتمخض عنه الليالي . وكان قولهم يكفي لأن يعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على التصرف معهم بقوة وشدة سواء في الرد عليهم بالقول أو الفعل , وكان الله كفيلا بنصر رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أنه تحلى بالصبر في هذا الموقف لعله بذلك يتمكن من كسب قلوب الأعداء ودخولهم في الإسلام .


    7- مبدأ الحزم :
    يتضح حزم الرسول صلى الله عليه وسلم مع من يخونه ويغدر به في عدت مواقف منها موقفه عندماعاد من حمراء الأسد إلى المدينة أخذ أبا عزة الجمحي وهو الذي كان قد من عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من أسارى بدر لفقره وكثرة بناته على أن لا يظاهر عليه أحد ولكنه غدر فحرض الناس بشعره على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وخرج لمقاتلتهم فيأحد فلما أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم قال : يا محمد أخلني وامنن علي ودعني لبناتي وأعطيك عهدا أن لا أعود لمثل ما فعلت , فقال صلى الله عليه وسلم : لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول خدعت محمدا مرتين . ثم أمر الزبير فضرب عنقه .
    وأيضا موقفه صلى الله عليه وسلم مع المنافقين الذين حاولوا الغدر به عندما قاموا ببناء مسجد الضرار وكان هذا المسجد عبارة عن وكر مؤامرات أقيم لمناوأة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة , فلما فرغوا من البناء أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز لغزوة تبوك وطلبوا منه أن يأتيهم ويصلي في ذلك المسجد ليأخذ الصبغة الشرعية فاعتذر الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " إني على جناح سفروحال شغل ولو قدمنا – إن شاء الله – لأتيناكم فصلينا لكم فيه " وأثناء عودة الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك نزل عليه الوحي بخبر المسجد . قال تعالى : " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " .
    وهنا دعا صلى الله عليه وسلم اثنين من أصحابه هما : مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال : " انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه " وفعلا أتياه فهدماه وحرقاه وتفرق أهله عنه وتركوه للنار .

    فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان حازما في الأعمال التي يقوم بها وفي مواجهة الأحداث التي قد تسبب بلبلة أو تؤدي إلى مصائب أعظم يقدم على العمل بعد التفكير الجاد والنظرة البعيدةللأحداث المترتبة على ذلك العمل فلم يكن يتسرع في الإقدام ثم يعود ويتراجع عن القرار .
    8- مبدأ العدل :
    قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا كونواقوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " .المائدة آية 8 .
    العدل في المجتمع الإسلامي لا يختص بفئة بعينها بل هوعدل شامل فلا يتأثر بقرابة ولا صدقة ولا بغض ولا عداوة . ومن أعظم الوقائع التاريخية الدالة على عدله صلى الله عليه وسلم عندما سرقت المخزومية وشق على المسلمين إقامة الحد عليها بقطع يدها وحاولوا التوسط بزيد بن الحارثة وابنه أسامة لأنهما أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع أسامة القضية إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فما كان جوابه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال : " أفي حد من حدود الله تشفع يا أسامة والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " .


    9- مبدأ الوفاء بالوعد :
    قال الله تعالى : " الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق " . الرعد آية 20 .
    لقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على ممارسة مبدأالوفاء بالوعد في تعامله مع أفراد المجتمع المسلم . وهناك كثير من المواقف التي تبين ممارسته لهذا المبدأ في حياته ومن أعظمها عندما عقد صلح الحديبية مع مشركي مكة أتاه أبو جندل بن سهيل يرسف في قيوده قد خرج من مكة فطالب سهيل بأن يرده الرسول إلى المشركين ببنود الصلح بينهم , وأبو جندل يصرخ بأعلى صوته , يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد عقدنا بيننا وبين اليوم صلحاء وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم " .
    اللهم صلي وسلم على المصطفى الأمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوما لدين


    منقول بتصرف من كتابي / الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن
    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    **السلام عليكم ورحمة الله وبركاته**

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يداعب أصحابه ويقابلهم بالابتسامة وكان لايقول إلا حقاً وإن كان مازحاً.

    صـحـيـح
    نص الحديث [ إن الجنة لا تدخلها عجوز ] . عن الحسن ( البصري ) قال : أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال : يا أم فلان ! إن الجنة لا تدخلها عجوز . قال : فولت تبكي . فقال : أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، ، إن الله تعالى يقول : { إنا أنشأناهن إنشاء . فجعلناهن ابكارا ، عربا أترابا } . ( صحيح بشواهده ) . ويشهد لمعنى الحديث عموم قوله صلى الله عليه وسلم : يدخل أهل الجنة جردا مردا مكحلين ، بني ثلاث وثلاثين . ( وهو صحيح بمجموع طرقه وشواهده ) .


    ولد الناقة
    أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، احملني ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنا حاملوك على ولد ناقة . قال : وما أصنع بولد الناقة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وهل تلد الإبل إلا النوق
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4998
    خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

    طعام في الظلام

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن مامعنا إلا الماء، فقال صلى الله عليه وسلم من يضم أو يضيف هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت ماعندنا إلا قوت صبياني فقال: هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما، فأنزل الله {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}" رواه البخاري

    اسآل الله ان يحشرنا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم
    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    عَنْ أمناعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: "لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ النَّفْسِ, قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ الله لِي". قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ",
    فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الضَّحِكِ, فَقَالَ: "أَيَسُرُّكِ دُعَائِي?"

    فَقَالَتْ: "وَمَا لِي لا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ?" فَقَالَ: "وَاللهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلاة".


    أخرجه البزَّار في " مسنده " ( 2658 - كشف الأستار ) وحَسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة "
    (5 / 324).






    بأبي أنت وأمي يارسول الله ما أعظمك وما أرحمك بأُمَّتِك، ولقد وصفك ربك ومولاك فقال في حقك: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ". وقال: "لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ".



    اللهم صلِ وسلم عليه
    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ




    أحبتي الكرام

    مهما تحدثنا عن صفات سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم

    لن نفيه حقه ويكفي وصف الله له في كتابه الكريم


    هنا قصة مؤثرة ليهودي إسباني أسلم بسبب أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

    فأين أنتم من سنته وأخلاقه






    شكراً لأختي الكريمة صاحبة الموضوع لهذه المساحة الرائعة من أجل الحبيب المصطفى
    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فجر الأمل
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    1,898

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ


    أخواتي الغاليات نسايم الليل
    مدللة بطبعي
    أنين الزمان
    شكرا لمروركم الجميل الذي أخجلني فلكم بالمثل وزيادة

    أخي الفاضل البليبل
    جزاك الله خيرا لمرورك الكريم وإضافاتكم التي أثريتم بها الموضوع
    عن خير الأنام وسيد ولد بني آدم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والتي أسعدتنا
    ولكم بمثل ما دعوتم وزيادة

    أسأل الله العظيم أن يحشرنا جمعيا ومن أحببناه فيه ومن أحبنا فيه
    في زمرة الأولين مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
    ***
    " اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."

  13. #13
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فجر الأمل
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    1,898

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ


    ذكر الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم


    ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم:4)


    ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128).



    ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً﴾ (الأحزاب:46)




    ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ الضحى



    ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ 1-4. الإنشراح



    ﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾(التوبة: منالآية62)



    ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ (الأحزاب: من الآية71)



    ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ (المائدة: من الآية92)



    ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَاتَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الحاقة:38-43)







    مما قاله حسان بن ثابت رضي اللهعنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم


    أغرُّ عليه للنبوة خاتـَـــــــــمٌ * مِن الله مشهودٌ يلوحُ ويشهدُ
    وضمّ الإلهُ اسمَ النبي إلى اسمهِ * إذا قال في الخمس المؤذنُ أشهدُ
    وشقّ له من اسمهِ ليُجِلـَّهُ * فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ
    نبيٌ أتانا بعد يأسٍ وفترةٍ * من الرسل والأوثانُ في الأرض تـُعبَدُ
    فأمسى سراجًا مستنيرًا وهاديًا * يلوح كما لاح الصقيلُ المهندُ
    وأنذرَنا نارًا وبشـّر جنةً * وعلـّمنا الإسلامَ فاللهَ نحمدُ
    وأنت إلهَ الق ربي وخالقــــــــــي * بذلك ما عمّرتُ في الناس أشهدُ
    تعاليتَ ربَ الناس عن قول مَن دعا * سواك إلهًا أنت أعلى وأمجدُ
    لك الخلقُ والنعماءُ والأمرُ كلهُ * فإياك نستهدي وإياك نعبدُ



    وقال أيضا :



    قومي الذين همُ آوَوْا نبيَهم * وصدّقوه وأهلُ الأرضِ كفارُ




    إلا خصائصَ أقوامٍ همُ سلفٌ * للصالحين معَ الأنصارِ أنصارُ



    مستبشرين بقـَسْمِ اللهِ قولـُهُمُ * لمّا أتاهم كريمُ الأصل مختارُ



    أهلا وسهلاً ففي أمنٍ وفي سَعَةٍ * نِعمَ النبيُ ونِعمَ القـَسْمُ والجارُ





    وقال حسان أيضًا يخاطب النبيَ صلىالله عليه وآله وسلم






    يا ركنَ معتمِدٍ وعصمةَ لائذٍ * وملاذَ منتجِعٍ وجارَ مجاوِرِ




    يا مَن تخيّرَه الإلهُ لخلقِهِ * فحباهُ بالخـُلـُقِ الزكيِّ الطاهرِ



    أنت النبيُ وخيرُ عصبةِ آدمٍ * يا مَن يجودُ كفيضِ بحرٍ زاخرِ



    ميكالُ معْك وجبرئيلُ كلاهما * مددٌ لنصْرِكَ مِن عزيزٍ قاهرِ



    ملاحظة




    يا ركن معتمد وعصمة لائذ *** وملاذ منتجع وجـارمجاور


    فوصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ركن المعتمدين وعصمة اللائذين وملاذ القاصدين وجار المستجيرين لم يكن يقصد بها أنه صلى الله عليه وسلم يشارك الباري في تلك الصفات بل هي لله بالأصالة وعلى الحقيقة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سبب فيها من باب الإسناد المجازي

    أسأل الله العظيم أن يرزقنا صدق المحبة والإتباع لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
    ***
    " اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."

  14. #14
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سامي القيسي
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    714

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    لا حرمك الله الاجر إنشاء الله

  15. #15
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سامي القيسي
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    714

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    جعلها الله في ميزان حسناتك

  16. #16
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية محمد بن القاسم
    تاريخ التسجيل
    08 2011
    المشاركات
    10

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    جزاكم الله خيرا

  17. #17
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فجر الأمل
    تاريخ التسجيل
    06 2011
    المشاركات
    1,898

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    شكرا لمروركم الطيب إخوتي الكرام ورزقكم الله عز وجل صدق محبته تعالى واتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اللهم انصر أخواننا المستضعفين نصر عزيز مقتدر..
    ***
    " اجعل مخافت الله نصب عينيك .. تعيش باطمئنان .."

  18. #18
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سامي القيسي
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    714

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    جزاك الله خير ولا حرمك الأجر

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    متى سيحاسب التجار على غشهم

  19. #19
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سامي القيسي
    تاريخ التسجيل
    02 2011
    المشاركات
    714

    رد: قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    جزيت خيرا إنشاء الله

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    متى سيحاسب التجار على غشهم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •