هل يستطيع المخلوق أن يشترك مع الخالق في هذه الخصوصية في معرفة نوع الجنين قبل الولادةأم مجرد تخمين ؟
لايعلم الغيب إلا الله
ولكن الأشعة توضح جنس الجنين إن اتضحت أعضاؤه لهم وهذا ليس غيبا
ولا يتضح لهم في كل مرة
............
هل يمكن معرفة جنس المولود في الرحم؟
الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد
﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَْرْحَامِ... ﴾
ودرءًا للَّبْس أحببت الجواب عن هذا الإشكال، فأقول:
من أجود ما رأيته من الأجوبة التي يمكن أن يُجاب بها عن هذا الإشكال جوابان:
1) أن الآية وما في معناها من الأدلة الشرعية الأخرى إنما تتحدَّث عن الغيب، ولا تتحدث عن المشاهدة، فمن زعم أنه يستطيع معرفةَ جنس الجنين في بطن أمه رجماً بالغيب، فهذا الذي لا يستطيع ذلك، أما من لجأ إلى وسيلة من الوسائل التي تجعله يبصر ذلك بعينيه أو ما في حُكمهما، فيكون قد انتقل من عالم الغيب إلى عالم المشاهدة، كما هو الحال في لحظة خروج الجنين من بطن أمِّه، ولعله يتضح بالمثال الآتي:
لو أن أحد المعاندين للوحي من كفَّار مكة أو غيرهم قام متحدِّياً رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أنا أستطيع معرفة ما في الرحم، ثم عمد إلى امرأة حُبلى، فبقر بطنها، ونظر إلى جنينها، وقال: هو ذكر، هل يكون هذا واقعًا موقع التحدِّي؟
أنا لا أشك أن هذا لو وقع فَرَضاً، لكان أول من يسخر منه أصحابه؛ لأن سياق الآية يتحدَّث عن عالم الغيب، ولا يتحدَّث عن عالم المشاهدة.
فإذا قبلنا هذا، فما الفرق إذًا بين أن يُبْقَرَ بطنُ المرأة، وبين أن يُدخل في رحمها آلة تصوير، تصوِّر الجنين وهو في الرحم، أو ما هو بديل عن آلة التصوير كالأشعة التي تخترق جدارَ البطن وتنفُذُ إلى الرحم؟!
لقد عاد الأمر إلى عالم المشاهدة، ولم يعُد غيباً، وهذا وحدَه كافٍ في إزالة اللبس عن هذه القضية، والله أعلم.