إفْــرِدْ قلوعَـكَ وانشرها على سُفني
واستفـتِ بَحْركَ يطويـني ويهدُرُنـي
وشاوِرِ النجـمَ هـلْ أسمـو فأسْلُكُـهُ
أم يرسل الضــوءَ مدراراً فيسلكنـي
هلاّ أتـاكَ حديثُ الشــوقٍ أَعزٍفُـه
بالجمر يصخـبُ في نبضي ويعزفُــني
ألـم يقـلْ لك أنّ النــومَ أهجــرُهُ
والنومُ عندَ خفـوقٍ الوجـدِ يهجــرني
وحينَ أرسـمُ فـي عينيــك نافذتـي
عيناك في شرفــات الغيب ترسمُــني
والطفـلُ في وجهـك النقي ألثغُـهُ
يا ما أرقّ الهـوى لـو راح يلثغنــي
كانت قوافيـك إن باحـتْ أُلَعْثمهــا
والآنَ تمْـخُرُ في بوْحــي تُلَعْثمنــي
من أنت سـربٌ من الحسُّـون رفرفـهُ
قلبـي فــراحَ بأشجـانـي يرفرفني
هل أنت ناعــورةٌ فَـكـّتْ جدائلَها
وذرذرتْ عطــرَها الفـاغي فذرذرني
أم أنت ميلادُ أحقــابٍ أُبايٍعُهـــا
عمـري فأسكـنُ أحقاباً تبايعنــي
ومَنْ أنا شاعــرٌ سَوْسَنْتِ مُطْلَقَــهُ
فراح في أقحوانِ الثغـر يطلقنـــي
وهل أنا شرفــةٌ قد ضـلّ هاجسُهـا
أم استبانتْ رؤاهــا وهي تهجســني
أنا الغـويُّ الذي زنـداهُ ثرثرهـــا
خَصْـرٌ إذا ما تثنّـى البَـوْحُ ثرثـرني
وراح يشـربُ من نعمــاء داليــةٍ
قطوفُهـا دانيـاتٌ وهـي تشربنــي
وبـاتَ يأوي إلى عينيـك يسكـرها
والأعـينُ النُجْـلُ تسبيني وتسكرنـي
فاصْفَحْ عن الكحـلِ والأجفانُ تسفكه
في مفرداتي وأعصابــي فيسفكنــي
ونرجـسِ الوجنةَ العـذراءَ إن رهشتْ
لعلهـا وهــي تكوينـي تُنَرْجسنـي
لَـوْزُ العيـــون الخلاسياتٍ أسردهُ
حتى الثمالـة في كأسـي فيسردنــي
لعلني في ذهـولي رحـتُ أعتقُـــهُ
وكلما (سرسبَ) الأشواق يعتقنــي
أنت الظبـاء الـتي من بينها شَـرَدتْ
غزالـةٌ في قــرارِ المسـك تغزلنـي
حمامـةٌ أنتِ نبـض القلب يهدلهــا
سبحــان الله تسبيحها أيـّانَ يهدلـني
أيقونـةٌ نعثتنـي فـــي كنانتهـا
فبِـتُّ أُوقَــدُ والأسـرارُ تنعثنـي
أنت انقطاف الهوى في حضن موعده
يا مـن أبيـع لها الدنيا وتقطفـني
راقت لي .