لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: د/ عوض القرني ...من نحن أولاً؟

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية حسن المازني
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    المشاركات
    23

    د/ عوض القرني ...من نحن أولاً؟

    [size=4]د/ عوض القرني ...من نحن أولاً؟

    ----------------------------------------------------------

    نحن في أشد الحاجة إلى أن نحدد ابتداءً مَنْ نحن لكي نستطيع بعد ذلك أن نحدد مَنْ هو الآخر
    د. عوض بن محمد القرني
    لقد ابتدأ الحوار الوطني بمبادرة من خادم الحرمين يوم أن كان ولياً للعهد وتباينت في حينها مواقف الناس في جدواه وجديته (أي جدوى الحوار الوطني وجديته) ما بين متحمس ومتردد ومجرب ومنتظر ورافض لكن مسيرة الحوار في لقاءاته المتتابعة أثبتت قدرا كبيرا من النجاح وحركت المياه الراكدة وجمعت الفرقاء المختلفين وسلطت الأضواء بصراحة ولأول مرة على العديد من القضايا الشائكة واكتشف خلال هذه المسيرة كثير من المواهب والطاقات وغير ذلك من الإنجازات وما كان ذلك ليتم إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى أولا ثم بالرعاية والدعم من القيادة العليا وبالذات من خادم الحرمين ثم نوعية الرجال الذين يشرفون على الحوار ويقودون مسيرته وكذلك تميز الجهاز التنفيذي المبدع الذي يقود ويرتب وينظم العملية الحوارية ونحن الآن على مشارف اللقاء الخامس وقد تم التحضير له بصورة متميزة أحاول أن أضع بين يدي القائمين على الحوار والمشاركين فيه والمتابعين له والمهتمين به العديد من التساؤلات والأفكار في موضوع الحوار في هذه المرة وهو (نحن والآخر) إسهاما مني في الترشيد وتطوير التجربة ومحاولة للمساعدة في نجاحها :أولاً:الاعلام:
    وبادئ ذي بدء أحب أن أنبه على قضية من أهم القضايا وهي دور الإعلام في مسيرة الحوار الوطني فمع الأسف الشديد من خلال متابعة الإعلام وما ينشر فيه ومعرفة ما يدور في لقاءات الحوار الوطني نجد أن بعض وسائل الإعلام تقلب الحقائق وتغير الوقائع وتختلق ما لم يوجد وتسلط الضوء على ما تريد وتتجاهل ما لا يعجبها من الأقوال والأفكار والمفترض في الإعلام أن يكون صادقاً وأن يكون حيادياً وأن يكون دقيقاً في نقله لما يقول ونحن نفترض أن الإعلام في هذه البلاد يمثل هذه البلاد بتوجهها العام ومجتمعها وما يقوم عليه من عقيدة وشريعة وقيم وأخلاق وأن لا يعبر عن بعض التوجهات الأيدلوجية الخاصة التي قد تكون بالغة الشذوذ بل هي مجهرية في مجتمعنا ثم من خلال تسلط بعض أصحاب هذه التوجهات على بعض وسائل الإعلام يمتلكها أو يتخيل أنه يمتلكها وأنها تعبر عن ذاته فقط فمثلاً في أحد الملتقيات الفرعية في أثناء التحضير لهذا الملتقى الخامس رأينا صحيفة تنسب لأحد الملتقيات في الصفحة الأولى وبالمانشيت الرئيسي فيها قولاً لم يقل به المشاركون في الملتقى ولم يصدر في البيان ولم يصدر في التوصيات إنما كان مقولة لأحد المشاركين أو المتداخلين ضمن أكثر من مائة مداخلة في الملتقى ورد عليه اثنان بعده في الملتقى وانتهت المقولة عند هذا الحد ثم تلتقط تلك الصحيفة هذه المقولة وتنسبها للملتقى وكل من فيه وبالخط العريض وحقيقة لا يعلم الإنسان أي مبرر على الإطلاق لمثل هذا الفعل ولا يجد تفسيراً له .ثانياً: (العنوان) :عنوان الملتقى (نحن والآخر) هذا العنوان يشي بقضيتين هي أننا نحن شيء و الآخر شيء آخر وبالتالي فالملتقى يبحث في العلاقة بين هذين الشيئين اللذين يتميز كل منهما عن الآخر وبالتالي فنحن في أشد الحاجة إلى أن نحدد ابتداء من نحن لكي نستطيع بعد ذلك أن نحدد من هو الآخر ثم نستطيع بعد ذلك أن نبحث في العلاقة بين نحن والآخر وظني أن تحديدنا لنحن يستدعي منا أن نتحدث عن معالم هويتنا التي يمكن أن نقول انها خصوصيتنا والتي من خلالها تتحدد معالم الـ (نحن) وبعد ذلك نستطيع أن نبحث في كيفية الحوا ر والعلاقة قبولاً أو رفضاً بيننا وبين الآخر وبالتالي فمعالم هويتنا من وجهة نظري تتلخص في الآتي: ] منهج - أمة - وطن - تاريخ - لغة.[فالمنهج: يشكل مرجعية عقدية تحدد للإنسان رؤيته للكون والحياة ورسالة الإنسان فيهما والعلاقة بين عالم الغيب وعالم الشهادة ونظاماً تشريعياً يشرع للإنسان جوانب حياته المختلفة القضائية والسياسية والاقتصادية والتنظيمية وقيماً أخلاقية وسلوكية واجتماعية في قضايا الفرد والأسرة ودوائر المجتمع المختلفة وطبيعة العلاقات بينها ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ....( والأمة والشعب يشكل المظهر العملي والفعل الحضاري والممارسة الحيّة المتطورة لهذا المنهج في جميع جوانب الحياة المختلفة ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ( ، ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله (والوطن: هو المحضن والوعاء والظرف المكاني الذي على ثراه تعيش الأمة ويطبق المنهج فالانتماء له فطري في النفوس والحفاظ عليه والدفاع عنه وحبه من دلائل الإيمان وقد أوجب الله على الأمة الدفاع عن كل شبر من ديار الإسلام بالمهج والأموال وقلب دار الإسلام هو هذا الوطن والعجب من بعض المتخرصين الذين يقولون إن الدين لا مكان فيه للوطن !والتاريخ والتجربة: هو رصيد تفاعل الأمة مع المنهج على ثرى الوطن عبر الأزمان فهو ذاكرة الأمة المعنوية وشريان ترابط أجيالها وتراكم خبراتها وتعمق جذورها لتشمخ فروعها ويتواصل عطاؤها وتاريخنا الإسلامي إذا قيس بغيره تاريخٌ مشرقٌ مليء بالمكارم والإنجازات ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب (.واللغة والثقافة: هي الإعلان والتعبير عن كل ذلك وهي اللافتة والشعار الذي من خلاله يتم الإفصاح عن هويتنا وتقديمها لأجيالنا جيل بعد جيل وتقديمه للعالم وبيان محاسنها وتميزها وخصائصها.
    ولهذه الهوية سمات وأهداف مشتركة مع غيرها من هويات الأمم ولها خصائص وأهداف تتميز وتختص بها عن غيرها وليس المقام مقام تفصيلها واستعراضها فنحن أمة لا تطلب منا هويتنا ولن يمكننا ذلك أن نعيش بمعزل عن العالم.
    ونحن أمةٌ لا تسمح لنا هويتنا بالذوبان في الآخر والانسلاخ من خصوصيتنا وإن زعم بعض المشككين الجهلة أنه لا يوجد لنا خصوصية ولا هوية !!!
    إذاً هذا هو الأمر الثاني (نحن والآخر والهوية ) .
    ثالثاً------------يتبع--------------------------------->

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية حسن المازني
    تاريخ التسجيل
    09 2005
    المشاركات
    23

    رد : د/ عوض القرني ...من نحن أولاً؟

    تكملة{د.عوض القرني ...من نحن أولاً}
    الذي أحب أن أشير إليه ونحن ننطلق للحوار أو لبحث العلاقة مع الآخر يجب أن نميز بين قضيتين بين قضية المشترك بيننا وبين الآخر وبين الخصائص الخاصة بكل منا ومن الآخر فهناك مشترك إنساني عام تتفق فيه البشرية ثم تضيق مساحة هذا المشترك قليلاً قليلاً حتى ننتهي إلى الخاص بكل أصحاب دين وثقافة ومجتمع وتاريخ خاص بهم بل إن الخصوصية التي ينكرها البعض الآخر هي فطرة فطر الله الناس عليها حتى الإنسان الفرد له بين أشقائه وشقيقاته ومع أمه وأبيه وأبنائه وبناته وزوجه له خصائص خاصة به يتميز بها عمن سواه فضلاً عن أن للمجتمع الذي له دين واحد وثقافة واحدة وقيم واحدة أن له خصائص أيضاً خاصة به ومن هنا فإن الكثير من الأخطاء وقعت بسبب الخلط بين هاتين القضيتين البعض نظر إلى المشترك بيننا وبين الآخر فقط وأراد تحت لافتة المشترك الإنساني أن يلغي خصوصيتنا وأن يسعى تحت لافتة الحوار مع الآخر وقبوله إلى أن يذوبنا في الآخر ويسقطنا في مصيدة الاستلاب والتبعية للآخر بينما البعض الآخر نظر إلى الخصوصية فأراد أن يلغي التواصل والعلاقات القائمة بيننا وبين الآخر من خلال المشترك الإنساني وتحت حجة الحفاظ على خصوصيتنا أصر على أن نتقوقع وأن ننكفئ على أنفسنا وما لم نميز بين القضيتين قضية المشترك وقضية الخصوصي ونعطي كل منهما قدره فلن نقيم علاقة متوازنة وسنبقى يتجاذبنا في هذه الحالة قطبان متطرفان غاليان أحدهما تحت معاني شتى قد تكون تحت دعوى الوطنية وقد تكون تحت دعوى الإسلامية ندعوا إلى الانكفاء على الذات والبعد عن التواصل مع العالم ولن يتسنى لنا أن نرتب علاقتنا مع الآخر حينئذٍ وفق جسور من الإفادة والاستفادة والتعاون والتواصل, فمثلاً لدينا كما في العالم كله تيار وطني عنصري يغالي في نقد الآخرين وتقديس تجربتنا وأنها فوق أي نقد أو تصويب أو إصلاح ويعلن صراحة رغبته الجامحة في قصقصة وقطع وشائج روابطنا مع العالم حتى مع أمة الإسلام ويعلن بشكل صريح تشكيكه في انتمائنا الطبيعي إلى أمة الإسلام دينيا وثقافياً و تاريخياً وجغرافياً وهذا يذكرنا بغلاة دعاة القومية في أوربا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وفي أوائل العشرين والتي بلغت تلك الدعوة أوجها في النازية وشعارها الشهير (ألمانيا فوق الجميع) وفلسفتها الظالمة عن التفوق الآري ونقاء الدم الجرماني .كيف يمكننا أن نتعامل مع الآخر ونحن نواجه هذه الدعوات في داخلنا التي تحول الوطن من محضن جغرافي للتاريخ والحضارة والتنمية ورابطة فطرية وتاريخ ممتد تحوله من كل ذلك إلى لافتة وثنية ؟ فإذا كانوا يرفضون مبدأ التواصل مع المسلمين وهم الأقرب إلينا فماذا سيفعل هؤلاء عندما يكون الحديث عن البعد الإنساني العام؟ نعم الغريب أن بعض هؤلاء الثائرين على ما يسمونه بالأممية الإسلامية يبذلون جهودهم في التقاط هلكى اليسار العربي ومراهقي الليبرالية الجديدة ويسعون لإعطائهم بريقا لم يحصلوا عليه في أيام مجدهم الغابر وإنني لأتساءل ماذا سيفعل هؤلاء في كتاب الله الذي يؤكد أننا أمة واحدة وأن المؤمنين إخوة ؟ وماذا سيفعل هؤلاء في الحرمين وصلتهما بالمسلمين في كل مكان ؟ وماذا سيفعلون في تجربتنا الخاصة بنا في هذه البلاد تجربتنا الحديثة والتي كان مرتكزها الأول داخلياً وخارجياً البعد الإسلامي لهذا الوطن وهذا الشعب وهذه الدولة ؟ والتي ابتدأت هذه التجربة في التقاء الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب وكان أجلى صور التعبير عنها تجربة الملك عبد العزيز رحمه الله التي جاءت لتعبر عن تمسك هذه البلاد بالإسلام نصاً وروحا رغم الانهيار المريع الذي عانت منه أغلب البلدان الإسلامية أثناء الاجتياح الاستعماري الغربي مما جعل أكثر تلك البلدان تحاول استنساخ التجربة الغربية بشقيها الليبرالي أو القومي أو اليساري وتستدبر الإسلام بنسب مختلفة , ثم جاء الملك فيصل فنهض بهذا الأمر نهوضاً غير مسبوق وطرح منظمة المؤتمر الإسلامي كصيغة وحدوية ممكنة بديلة في ضل الظروف غير المواتية التي تحول بين المسلمين وبين وحدتهم المادية الحقيقية وعزز ذلك رحمه الله داخلياً بعشرات المشاريع الرائدة كرابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي والجامعات الإسلامية ومناهج التعليم ومناهج الجامعات والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والبنوك الإسلامية واستمر هذا التوجه والحمد لله هو القائد لمسيرة البلد والمعبر عن شخصيته حتى كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فجاء الحاقدون الحانقون على البلد وعلى الإسلام ليستغلوا الأحداث ويراهنوا على المتغيرات الدولية في محاولة يائسة بائسة لاجتثاث هذا النهج والتوجه بزعمهم وقالوا فينا ما لم يقله غلاة الأمريكان ولا غلاة الإسرائيليين إذاً هذه صورة من صور هذا الانكفاء والتي يعبر عنها في أحيان أخرى أيضاً يعبر عنها من خلال لافتة التدين وأننا نحن الذين نمثل التوجه الإسلامي الصحيح فقط وأن المسلمين في جميع بقاع الأرض في ضلال مبين بل إن هذه الدعوة الغالية لترفض مبدأ الحوار والتفاهم والتعاون مع المخالفين من المسلمين بل يضيق الأمر ببعضهم أحياناً حتى يصل إلى رفض المخالف من أهل السنة والجماعة إذاً هذه صورة من صور الغلو والانكفاء على الذات وإن اختلفت صور التعبير عنها أما الصورة الثانية فهي صورة غلاة المنفتحين الذين يرون أن نذوب في الحضارة الغربية وأن نتماهى معها وأن نلغي خصوصيتنا وأنه لا سبيل للرقي والحضارة إلا بإسقاط وإزالة جميع الحواجز في النفس والأخلاق والتشريع والذوبان في الغرب والتخلي عن ماضينا الذي هو في نظرهم سبب كل بلاء وليس ببعيد عنهم الذين أقاموا خصومة بين نوازع الفطرة في الانتماء للقوم والوطن وبين بزعمهم نصوص الوحي المؤكدة على وحدة الأمة وعالمية الإسلام في كل مكان وزعموا جهلاً وافتراءً أن الانتماء للأمة المسلمة بمفهومها الواسع زماناً ومكاناً لن يتحقق إلا إذا ألغيت الرابطة الوطنية والقومية تماما ونسوا أو تناسوا أن كثيراً من أحكام الشريعة وليس المقام مقام استعراضها تؤكد التراتبية الطبيعية الفطرية التي تبدأ من الأسرة و السكن والمنزل وتنتهي بالإنسانية كلها والكرة الأرضية كلها من غير تناقض ولا صراع بل هو التقويم والترشيد والإصلاح فالذي خلق الخلق وفطر الفطرة هو الذي أنزل الوحي وشرع الشريعة , وكيف يزعم هؤلاء أن البناء الواسع لا يمكن أن يتم إلا إذا كسرت اللبنات ودمرت ؟ وأين هم عن كثير من نصوص الشرع في القرآن والسنة وكثير من المواقف في سيرة المصطفى وسوابق تاريخنا عبر العصور والتي كان الغالب على تلك التجربة الحضارية الفريدة الشمول والكمال والسمو والتوازن والفطرية والواقعية؟ فنحن بخصوصيتنا نعبر عن ذاتنا ونحن بجسورنا مع العالم كله نتواصل مع البشرية من حولنا ونتعاون معها إذا هذه القضية الثالثة التي أحببت أن أشير إليها.

    ---------------------------------------------------------------------------------------------------------
    منقول عن ملحق الرسالة الصادر عن جريدة المدينة- الجمعة 7-11-1426هـ

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •