قبل أن ابدأ بسرد قصتي أريد التنويه أن هذه القصة حدثت لوالدتي
وأنا مسئول عن أحداثها أمام الله تعالى
وما حملني على سردها إلا حرقتي من اجل وطني الغالي وهذا الشعب العزيز
وحرصي أن ينال الأفضل في كل شي وخصوصا في مجال الصحة.
ليلة امس في الساعة الثامنه صباحاً ذهبت مع والدتي إلى مركز الرعاية الأولية بصامطة
كي تقوم بقياس الضغط كما هي عادتها عندما تشعر بالتعب وفي طريقي صادفني احد العاملين المحترمين فسألته عن الطريق إلى القسم النسائي وكان رجلا طيبا يحب أن يساعد الناس فدلني عليه فشكرته ثم ذهبت في طريقي إلى أن وصلت وادخلت والدتي ولم يكن معها احد بالقسم النسائي بل دخلت وحيده نظراً بان الأقسام النسائية لا يدخلها سوى النساء فقط كما هو معروف لدينا
وبعد فترة بسيطة عادت والدتي ، فسألتها هل قامت بالكشف اللازم وقياس الضغط
فردت : بأن الممرضات رفضن اجراء الكشف عليها وقياس الضغط لتمسكهن
بمواعيد الكشف الموضح في السجل
رجعت لمدير المركز لأستفسر منه عن المانع الذي دفع الممرضات لقياس معدل ضغط الدم لها
فاجابني : بأن للكل الحق ان يقيس الضغط والسكر في أي وقت ومتى ما شاء
عدت مرة اخرى الى والدتي بعد انتظارها تحت لهيب الشمس الحارقة وطلبت منها العودة الى الممرضات
أخذتني الحرقة الشديدة بعد ما سمعت من والدتي نظرت إلى الأرض وقعدت انتظر، بعد حوالي 10 دقائق جاءتني والدتي وهي تحكي لي ما رأت من الممرضات في المركز
اخبرتني بعدم مبالاتهم واهتمامهم بالممرضات
بل البعض منهم جلسن يتحادثن ويتضاحكن وكأن لا احد امامهم
بل ان البعض منهن يتناقلون اجهزة الجوالات والصور والمقاطع ويتفاخرن امام المراجعات
و كأن الحياء قد انتزع منهن جلست أتفكر وأقول لطالما كنت أدافع عن هذا المركز
واخبر الناس انه مركز صحي ممتاز وان لا يستمعوا لكل ما يقال
والله ما أن ذكرت مركز الرعاية الأولية أمام احد
إلا بدأ بالانتقاد والسب والشتم حتى أن الناس يفضلوا أن يتعالجوا في مستشفيات بعيده
ولو كانت حالة بسيطة على أن يتعالجوا في هذا المركز
والان كيف لي أن أرد وأنا أرى سوء التعامل وقلة الاحترام والفوضى تحدث أمامي إن كنت أنا المتعلم الواعي ولم احظ بحسن التعامل فكيف بآبائنا وأمهاتنا وإخواننا
وعند خروجي من المركز قررت أن لا ارجع إلى هذا المكان مرة أخرى نعم؛
فكيف يطيب لي أن أجعل والدتي تتعالج في هذا الممركز الصحي
وأنا أرى كل هذا يحدث أمامي أم كيف يطيب لي أن اعود الى أناس حولوا المركز إلى ملهى
وأصبح هم كل فرد فيه الراتب دونما إتقان في العمل
والله لو أتقن كل فرد فينا عمله لما ذهب الناس للخارج للعلاج ..
و في طريقي للخروج من المركز صادفني ذلك الرجل الطيب القلب
الذي وان كان راتبه قليل ومشاكله كثيرة فانه يعمل بإخلاص ليرضي ربه
سألني وهو مبتسم هل انهيت عملك في المركز ؟ قلت لا فتعجب لماذا ؟
فقصصت عليه ما حدث لي، فابتسم إلا أن هذه الابتسامة يشوبها الحزن
وقال سترى أشياء كثيرة في صامطة ثم نظر إلى الأرض ولسان حاله يقول:
أريد أن أقول في ندائي يا إدارة هذا القطاع استيقظي كفاكم لهوا ولعبا انتم في الواجهة
انتم المسئولون عن كل هذا
كفاكم لا مبالاتا للشكاوي اتقوا الله في دعوات المرضى عليكم، انتم مسائلون أمام الله
عن كل هذا فما انتم قائلون؟
فيا ليت شعري متى سنكون كالدول المتقدمة في مستشفياتنا وفي انضباطنا متى!
والله ما حملني على كتابة قصتي إلا حرقتي من اجل وطني وخوفا عليه من الضياع
والله شاهد على ما أقول