بســمـ الله الـرحمـن الرحيــمـ
إحـــتــرام المــشــاعر !
//
علمتني دروب الحياة احترام مشاعر الآخـرين .. علمتني دروب الحياة مشاركة الآخرين في احزانهم وأفراحهم هي اقوى دليل على إنسانيتنا
عندما نمسح دمعة .. عندما نواسي بكلمة .. عندما نضمد جرحـا
عندما نفتح نافذة للنـور .. عندما نفتح بابا للأمل ..
عنــد ذالك أيهــا الانســان ...
ستشعــر حـقاً بأنك إنــــسان
//
كــانت الستـائر المسدلة تزيد الظلام ظلامـا .. وكان صوت الصمت يزيد
المكان وحشـة واكتئابـا .. كان كل شيء حـوله يدعـو لليأس والقنـوط ويحـرك
الرغبـة في ســرعة الرحيـــل ..
أكتشفت أنني دخـلت إلى الغرفة الخطأ .. أبدا .. ليست هذهـ هي
غرفـة قريبي المـريض منذ سنـوات .. إنها غرفة أخرى .. غرفة تشعـر فيهـا
أن هواءها مشبـع بالاحـزان الدفينـه وأن اليأس تمكن من جـدرانهـا
فعشش في الفراش والغطاء والوسـادة , وأوراق كتب على غلافهـا
.. مذكــرات كــائن اسمه ... إنــســان
انتبهت .. يالهـا من غرفة مريض تشم فيها رائحة المـوت .. كانت
نظراته المستسلمة تـدعوني بصـمت لمشاركتـه أحزانـه ..
كــلا ..
لمـ تكـن دعــوة ..
بــل كانت توســلا وأستغـاثه .. كأنه يصرخ : أيها الناس .. أليس
فيكم قلب عطوف يسمعنـي ..؟ جلست إلى جوارهـ مسحت على جبينه
البارد برود الموتـى .. استسلم لابتسـامة راضيه .. ابتسـامة لم تعرفها ملامحة
منذ سنوات .. ابتسامة فارقته عندما غدر به الحبيب .. وتخلـى عنه الصديق
.. ولم ترحمة ضغوط الحيـاة ولا مبـالاه البشر فأنتهى به المطاف
في هذه الغرفة الموحشـه الكئيبه نديمة الظلام وسميرة الألم وبقية من ذكريات
قصص الأيام ..
باح لي بكـل همومه واسراره .... انطلق لسانه , الذي لم ينطق كلمة واحدة
منذ أصيب بتلك الصدمة النفسيه , وأودعوه هذه الغرفة
في مستشفـى يشـتاق سكانها الى لمسة انسانية..
رحـل صديقـي بعد سنوات من الصداقـة والموده والمحبـة , لكنــه ترك
في قلبــي شعاعا من حب ملائكي .. حب للخيـر.. حب للتسـماح .. حب للغفـران
ونسيـــان الاســاءة .
ويا صديـــقي
الـــــــراحــل البــــــاقي ..
يامن علمتنـي كيف يكــون احتـرام مشـاعر
الآخـــرين .. دعنــي أقــول لك :
(هكـــذا تكــون الأنســانية )
أطيبـ تحيهـ,,