يتطاولون و أنت منهم أكبرُ
و يطنطنون و أنت أدرى ، أخبرُ
و لقد رأوك مغانماً مبذولةً
تغري مطامعهم فباعوا و اشترَوا
حتى إذا ما جاء عيدك أقبلوا
يتشدقون بحبهم لك ؛ و افترَوا
يا أيها الوطن الضحيةُ شاعرٌ
من لا يخاف اللوم فيك ، غضنفرُ
و العاشقون _ و هم كثيرٌ _ مَن إذا
ركب الفساد رؤوس قومٍ أنكروا!
قلبي عليك و أنت أكرم موطنٍ
و بحار مجدك بالمآثر تزخرُ
أرسى دعائمك الأباة يقودهم
عبدالعزيز و عزمه لا يُقهرُ
و اليومَ تفخر مكةٌ و بطاحها
بمليكنا الباني و يزهو المشعرُ
ما جئت أمدح ماضياً بل أشتكي
من حاضرٍ فيه الأمانة تُنحرُ!!
حربي على متهاونٍ و مفرّطٍ
أو خائنٍ فينا يروغ و يمكرُ
ما كان أيسرَه الكلام يلوكه
و وعوده كسحابةٍ لا تمطرُ
ما زلت أبصر في المَرافق واقعاً
هو دون ما نرجوا و ما نتصورُ
و أرى وجوه اللاهثين و قد بدا
فيها سؤالٌ واجمٌ متحيرُ
أوَليس أجدرُ أن نسير إلى المنى
قُدُماً فما بال الخطى تتعثرُ؟!!
قلبي عليك ، على مليكٍ لم يزل
يعطيك يا وطني و لا يتأخرُ
بذل النفيس لأجل عينك و انبرى
يقتص من "شلل" الفساد و يثأرُ
والله لو كل القلوب كقلبهِ
ما بات بطنٌ جائعاً يتضورُ
و لكانت الدنيا ربيعاً دائماً
و لسال في كل الصحارى كوثرُ
ملكٌ له في كل نبضة خافقٍ
عشقٌ و عهد ولائه متجذرُ
يهواه بيت الله ، يهوى قربهُ
ركن الحطيم و يفتديه المنبرُ
و يذوب شعبٌ في محبته _ رأى
فيه الأب الحاني _ و لا يتغيرُ
و يخصه بدعائه متوسلاً
و الله يعلم ما نكن و نضمرُ
إني إذا قاومت منهج فاسدٍ
و جعلت صفحة وجهه تتمعرُ
فلأن لي قلباً على وطني و ما
للفاسد المأفون قلبٌ يشعرُ!!
شعر : عميد القوافي ( عبدالمطلب النجمي* )