ماذا لو أحبك الله عز وجل
هل تدري ماذا سيكون حالك لو أحبك الله؟
آه ... لو عرفت ,والله الذي لا إله غيره لو كنت صادقاً ,
لو كنت عاقلاً لما طاب لك عيش حتي تصل إلي هذه المرتبة العظمي التي لا يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم .
يقول ابن القيم : وإذا أحب الله عبداً أنشأ في قلبه محبته.
فإذا أحبك جعلك من خاصته , فدفع عنك كل شر ,
وأحاطك برحمته , وأسدي لك الخير ,
وشرح قلبك , واطمأنت نفسك .
آه... لو ندرك تلك المراتب .. ماذا نريد بعدها ؟
إنها درجة الولاية , فوالله لا نريد بعدها حياة.
لو أحبك الله ...
وهبك الإيمان فأعلي درجتك عنده.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال
" إن الله يؤتي المال من يحب ومن لا يحب , ولا يؤتي الإيمان إلا من أحب , فإذا أحب الله عبداً أعطاه الإيمان , فمن ضن بالمال أن ينفقه , وهاب العدو أن يجاهده , والليل أن يكابده , فليكثرمن قول :لا إله إلا الله , والله أكبر , والحمد الله , وسبحان الله .
ولو رزقت الإيمان لم تقع في الشبهات والشكوك والريب .
ولو صار اسمك عند الله" مؤمناً "
فأبشر بكل نعيم فالله معك يختصك بفضل منه ورضوان .
لو أحبك الله ...
حفظك وشملك برحمته ورد عنك أذي أعدائك فلا يصلون إليك .
قال رسوالله صلي الله عليه وسلم ( إن الله قال من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب , وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه , ومايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وإن سألني لأ عطينه , ولئن استعاذني لأعيذنه , وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته)
يالها من محبة عظيمة , يدبر لك أمرك , فلا تمر بك مشكلة إلا بعث لك حلها , يحفظ سمعك فلا تسمع إلا ما يرضيه , يحفظ بصرك فلا تري إلا ما يحب , يحفظ عليك جوارحك فلا تصرفها إلا في طاعته , يا له من فضل أن تعيش محفوفاً بحفظ الله تعالي .
لو أحبك الله ...
أعتق رقبتك من النار فلا تدخلها .
قال صلي الله عليه وسلم (لا والله , لا يلقي الله حبيبه في النار )
لو أحبك الله ...
أحبك أهل السماء وكتب لك القبول في الارض .
قال صلي الله عليه وسلم ( إذا أحب الله عبداً نادي جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل , فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض )
حقاً نعمة من الله أن يحبك أهل السماء فيشفعون لك , ويدعون لك وينصرونك , وإذا مت احتفوا بك , وبشروك برضوان الله :
قال تعالي { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون }
لو أحبك الله ...
يستعملك فيجعلك من خدامه .
قال الغزالي " وأذا أحب الله عبداً أكثر حوائج الخلق إليه "
قال ابن القيم " إذا أحب الله عبداً اصطنعه لنفسه , واجتباه لمحبته , واستخلصه لعبادته , فشغل همه به , ولسانه بذكره وجوارحه بخدمته "
فما أعظمها من منزلة , أن تكون خادماً عند الله تعالي , يستعملك في إيصال الخير إلي الناس , فيثقل ميزانك بأعظم الأعمال , فيجعل الناس لك في حاجه , ويكفيك حاجتك , فيقضيها عنك .
لو أحبك الله ...
ابتلاك ليهذبك وامتحنك ليصطفيك .
قال صلي الله عليه وسلم ( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن صبر فله الصبر , ومن جزع فله الجزع )
وهذا من عظيم رحمة الله بنا , فإنا في ذلك تنقية لنا من الذنوب , وتفريغ لقلوبنا من الشغل بالدنيا .
قال تعالي { ولنبلوكم حتي نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوكم أخباركم }
ماذا نريد بعد كل هذا ؟ انفكر لحظه أن نحيا بدون محبته ورضاه ؟
لا والله سوف نجعلنا حياتنا كلها لله .
قال تعالي { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }
|
 |
رد مع اقتباس
