مع تزايد إنتشار ظاهرة البدانة لتصبح كالوباء
إرتباط السمنة ومرض السكري , كعلاقة التدخين وسرطان الرئة...
يعتبر التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية والعلمية التي إجتاحت العالم , سلاحاً ذو حدين , فهي من جهة سهلت الكثير على أفراد المجتمعات حياتهم وطرائق معيشتهم , غير أنها جعلت هؤلاء المواطنين أشخاصا إتكاليين ومتكاسلين , لا يحبون الحركة أو ممارسة أي نشاط يشعرهم بالتعب أو الإرهاق.
من هنا بدأت الأمراض بالإنتشار السريع لتصبح البدانة "كالوباء" المنتشر في العالم بأسره , حيث حذر الخبراء والباحثون الدوليون في منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الإصابة بالبدانة ترتفع في كل مكان في العالم، خاصة في الدول النامية , ووصفوها بأنها قد أصبحت خارج السيطرة، وكشف باحثون أمريكيون أن هناك أكثر من 300 مليون شخص من البالغين حول العالم مصابون بالبدانة.
وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة مباشرة بين البدانة والإصابة بمرض السكري Type2 . كما أن ما يعرف باسم adult onset diabetes type2، يتم تشخيصه عند الأطفال والبالغين ممن يعانون من البدانة حيث ينتج الجسم الأنسولين عند الإصابة بهذا المرض، إلا أن البدانة تحد من استفادة الجسم من الأنسولين.
وكذلك يؤكد الباحثون والمتخصصون في مرض السكري بأن زيادة الدهون في الطعام مرتبط بقلة السيطرة على الجلوكوز والإفراط في تناول الطعام والسمنة، كما أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم " BMI " الى أكثر من 40 مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالسكري, حيث يعرف مؤشر كتلة الجسم بأنه المقياس العالمي الذي يعمل على تمييز الوزن الزائد عن السمنة أو البدانة عن النحافة عن الوزن المثالى، وهو يعبر عن العلاقة بين وزن الشخص وطوله. وهو حاصل على اعتراف المعهد القومي الأمريكي للصحة ومنظمة الصحة العالمية كأفضل معيار لقياس السمنة حيث يحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر.
وقد أكد مركز السيطرة والحد من الأمراض، بأن مؤشر كتلة الجسم الطبيعي يتراوح ما بين 18.5 الى 29.9. وعادة ما يركز الأشخاص البدناء على الكربوهيدرات والسكريات مقابل الدهون المفيدة والبروتين
من هنا يشير المتخصصون بان تخفيف الوزن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري "النوع الثاني" بنسبة 5%, وفي ذات الوقت لابد من تناول الطعام الصحي والإبتعاد عن الدهون وممارسة التمارين الرياضية في سبيل التنعم بحياة سليمة تدوم على مدار سنوات عمر الإنسان .
وفي آخر الدراسات التي أجرتها جامعة ميتشغان الأمريكية والتي تضمنت دراسة وضع 8000 من الأطفال والمراهقين , وجدت بان سبب إصابتهم بالسكري من النوع الثاني مرتبط إرتباط وثيق بزيادة الوزن لديهم
وبينت هذه الدراسة بان العلاقة بين السمنة وحدوث مرض السكري "النوع الثاني" تشبه العلاقة بين التدخين وخطر الإصابة بمرض سرطان الرئة, حيث قال البروفسور " جويس لي " المشرف على هذه الدراسة بأن معدلات الإصابة بمرض السكري "2" ترتبط إرتباط وثيق مع الوزن وعدد الكيلوغرامات المتزايدة في الجسم.
من هنا لابد من العمل السريع على تعويد الأطفال والمراهقين بشكل خاص على العادات الغذائية السليمة التي لا تعتمد على الوجبات الغذائية السريعة المليئة بالدهون والسكريات , بما يضمن إبتعادهم عن مرض السكري ومخاطره, والعيش بأمان وصحة .
(يتبع)




رد مع اقتباس