علمنا أنّ هناك اختلافًا بين اللهجات الصاعدة ولغتنا الأصل ( الفصحى ) ، وهذا الاختلاف ليس وليد اللحظة ،
بل نتاج تطورات لغوية متتابعة عبر العصور ، نتجت عن عوامل مختلفة ، منها :
الخطأ في السماع ، والسرعة في الكلام ، وتداخل اللهجات بالتزاوج و الاختلاط .
ويرى علماء اللغة أن التطور والتغير يحدث في الأحرف المتقاربة في المخرج ومثال ذلك :
- تطوّر الثاء إلى تاء في الشام ومصر وغيرها فيقال : ( توب ، و تعلب ، و تعبان ) ، والأصل : ( ثوب ، و ثعلب ، و ثعبان ) .
- تحوّل الثاء إلى سين ، فيقال : ( سلاسة ، سُوم ، سُور ، وسُريّا ) ، والأصل : ( ثلاثة ، ثوم ، ثور ، وثريّا ) .
- تحوّل الذال إلى دال ، فيقال : ( داب ، دراع ، ديب ، دبح ، دبان ، ودهب ) ، والأصل ( ذاب ، ذراع ، ذيب ، ذبح ، ذبان ، وذهب ) .
- تحوّل الذال إلى زاي ، فيقال : ( زئب ، زهن ، زكي ، و بزر ) ، والأصل : ( ذئب ، ذهن ، ذكي ، و بذر ) .
- تحوّل الظاء إلى ضاد ، فيقال : ( ضلام ، ضفر ، و ضهر ) ، والأصل : ( ظلام ، ظفر ، و ظهر ) .
- تحوّل الظاء إلى زاي مفخمة ، مثل ( زالم ، زريف ، أزن ، و حزّ ) ، والأصل : ( ظالم ، ظريف ، أظن ، و حظّ ) .
- تطوّر القاف إلى همزة ، في قولنا : ( أمر ، أُلت ، عُأد ، و نطأ ) ، والأصل : ( قمر ، قلت ، عُقد ، و نطق ) .
- وتطوّر القاف إلى جيم ، كما هو الحال في لهجة الخليجين ، مثل : ( جلت ، جبْل ، عجرب ، و جرنفل ) ، والصواب ( قلت ، قبل ، عقرب ، و قرنفل ) .
- ونتج عن هذا التطور حدوث تغير في عدد من حروف الكلمة الواحدة ، فكلمة ذقن ، تنطق بتغيّر حرفين : ( دأن ) ، و( زأن ) .
- وربما يكون التغير في قلب أحرف الكلمة ، فكلمات مثل : ( بعزق ، أهبل ، جنزبيل ، جوز ، و خفس ) أصلها ( زعبق ، أبله ، زنجبيل ، زوج ، و خسف ) .
- والمصريون مثلا لا يكتفون بقلب أحرف ( زعبق ) بل يقلبون القاف إلى ألف مهموزة ؛ لتصبح الكلمة بدل ( بعزق ) ( بعزأ ) .
- وربما جاء التغير في كلمات دون أخرى كإبدال الباء ميما في ( تبختر ) لتصبح ( تمختر ) ، وإبدال الميم باء في ( متاع ) لتصبح ( بتاع ) .
هذه التغييرات تظهر في لهجات أهل الحجاز والشام وشمال أفريقيا ، لكنها تبعد قليلا عن لهجات أهل الجزيرة وخصوصًا نجد والجنوب ..