الدكتور عبدالله الربـيعة (وزير الصحة السعودي) -قصة نجاح
معالي الدكتور عبدالله الربيعة في مدينة الرياض, وعاش طفولة بريئة ليس فيها ما يلفت النظر أو يعلق بالذاكرة إلا ما يتناقله أبناء ذلك المجتمع الصغير من مخاوف من الجن أو القط الأسود التي لا تعدو أن تكون ذكريات طفولة تبعث على الضحك.
درس الابتدائية وكان طالباً متميزاً نجيباً مما كان يثير غيرة الكسالى من الطلاب الذين يصدق فيهم قول الحكيم: “هناك طريقتان ليكون لديك أطول مبنى, إما أن تدمر كل المباني من حولك أو أن تجتهد لتبني أنت أعلى من غيرك”.
ورغم أن طفولة عبدالله الربيعة لم تخل من الأحداث الصغيرة الكثيرة, إلا أن نقطة مضيئةً لمعت في ذهنه وشكلت حلماً عاشه, وعاش من أجله سنوات شبابه.
كان ذلك عندما سقط من دراجته فشج رأسه وذهب للجراح الذي خيط الجرح بلا مخدر, مما سبب له ألماً أكثر من ألم الجرح نفسه. عندما قال له والده الذي أزعجته معاناة فلذة كبده مواسياً: “إن شاء الله…تصبح يوماً من الأيام جراحاً تعالج الجروح بدون ألم”. لم تمر هذه الكلمة له مرور الكرام في ذهن طفل طالما انبهر بعالم الطب, ولكنه ربما صدم بما أحسه من ألم مشوب بالخوف من إبرة الجراح ومبضعه.
كانت هذه هي بداية الحلم الذي أصبح هدفاً بعيداً لكنه لم يفتأ يقترب مع مرور السنوات الطوال من العمل الجاد الذي حول الحلم إلى حقيقة. لم تكن سنوات المراهقة التي يشكو منها الكثير من الآباء والأمهات مشكلةً بالنسبة لوالدي عبدالله الربيعة, لأنه كان صاحب هدف. كان الهدف يتمثل دائماً أمام عينيه, وكان كل الوقت وكل الجهد منفقاً لصالح هذا الهدف الذي لا يغيب عن ناظريه لحظة, حتى كان له ما يريد بتوفيق الله فالتحق بكلية الطب. حيث كانت هذه بداية الخطوات الأولى على أعتاب النجاح. لم يشعر أنه وصل إلى القمة بعد, ولم يكن ليرضى بغير القمة بديلاً. نعم لقد بدأ التنافس وحمي الوطيس الذي لم يبرد حتى حصل على المركز الأول على دفعته في كلية الطب:
وإذا كانت النفوس كباراً... تعبت في مرادها الأجسام
ومع ذلك فشأن الدكتور عبدالله هو شأن الكثير من الأطباء, لا يمكن أن يتوقف في منتصف الطريق, وهاهو مشوار جديد يبدأ وينتهي في ولاية أدمنتون في وسط كندا, حيث البرد القاسي, وحيث الغربة وبعد الأهل والأحباب. ذلك المشوار الذي امتد خمس سنوات استطاع فيها عبدالله أن يجمع لنفسه بين عشقين, عشقه للعمل مع الأطفال وعشقه لفن الجراحة. كان يقضي الليالي الطوال بعيداً عن أبنائه رغم الغربة وقسوة الحياة, حتى أن إحدى بناته طلبت من أمها أن تشتري لها أباً بديلاً يجيد أخذهم للفسحة والتنزه. كانت هذه الطفلة الصغيرة تقول بطريقتها الخاصة أن أباها كان مقصراً لانشغاله بعمله عنها وعن إخوانها, وهو ما يعترف به الدكتور عبدالله الربيعة. لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن العبرة بالجودة النوعية للوقت الذي يقضيه أحدنا مع أولاده لا بكمية الوقت وحدها.
عاد الغائب لأرض الوطن وقد حقق هدفاً أفنى زهرة شبابه من أجله, لكن هدفاً جديداً برز على شاشة ذهنه غير الوظيفة والراحة والمرتب الجيد. إنه يريد أن يرد الدين لهذا الوطن الذي صنع منه رجلاً يضرب به المثل في النجاح. إنه يريد أن يضع للمملكة العربية السعودية موقعاً على خارطة العالم الطبية وهو الجراح السعودي الوحيد حينها, المتخصص في جراحة الأطفال. لذلك فعندما تقلد عدداً من الوظائف الإدارية القيادية المختلفة التي اقتطعت وقتاً من جهده واهتمامه كطبيب جراح, لم تمنعه أبداً من ممارسة حلمه الذي ألزم نفسه إلا أن يستمر فيه بنفس القدر من الزخم ونفس القدر من العطاء, وهكذا سارت مسيرة النجاح.
مسيرة النجاحات
قدم أكثر من 42 ورقة عمل في ندوات وورش عمل وحلقات نقاش طبي.
ألف وساعد في تأليف وكتابة أكثر من 47 ورقة عمل وبحوث محكمة وكتاب.
أشرف على إجراء 34 عملية فصل توائم ملتصقة وفصل عشراً منها بنجاح, وتعد هذه الخبرة من أكبر الخبرات عالمياً.
أشرف على حوالي 50 حالة من أمراض البنكرياس لدى الرضع وله خبرة عالمية في هذا المجال.
يتابع أكثر من 50 حالة حروق كيميائية وتعد هذه من الخبرات المتميزة أيضاً.
السيرة الذاتية للدكتور عبدالله عبد العزيز الربيعة
الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة هو وزير الصحة السعودي والذي عين بقرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتاريخ 19 صفر 1430 ه الموافق 14 فبراير 2009 وهو طبيب سعودي مشهور محلياً وعالمياً بسبب عمليات فصل التوأم التي يقوم بها.
وهو بطل رواية أروربية قامت بكتابتها الأديبة الرومانية دومنيكا اليزل تعيبراً عن امتنانها لما قام به من أعمال وقامت بإهداء أول نسخه من الكتاب إلى الملك عبد الله آل سعود لرعايته تكاليف العملية.
بدأ الربيعة الدراسة بكلية الطب بعد اجتياز امتحان القبول عام 1972، وكانت هذه المرحلة مرحلة انتقالية كبيرة احتاجت التضحية بالوقت والأصدقاء والأقارب نظراً لأن الدراسة باللغة الإنجليزية والكلية تتطلب جهداً كبيراً عملياً ونظرياً إضافة إلى تجدد العلوم الطبية. وتخرج عام 1979. وقد درس الزمالة في كندا. قام الدكتور عبدالله بعمليات فصل التوائم على المستوى العالمي وبلغت عدد العمليات التي عملها 20 عملية (حتى أكتوبر 2008) تمت جميعها بنجاح.
وهذه بعض من سيرته العبقه نضعها بين أيديكم
تاريخ ومكان الميلاد : 11/11/1954م في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية .
العمل السابق : المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني .
الرتبة الأكاديمية : أستاذ مساعد بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض .
· المسيرة التعليمية :
أنهى دراسته الابتدائية من مدرسة المحمدية عام 1386هـ تقريباً .
أنهى دراسته المتوسطة من مدرسة فلسطين عام 1389هـ تقريباً .
أنهى دراسته الثانوية من مدرسة اليمامة عام 1392هـ تقريباً .
التحق بعدها بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض ، وتخرج منها عام 1399هـ ، وكان الأول على دفعته .
أنهى رسالة الماجستير عام 1985م من جامعة البرتا بكندا .
حصل على الدكتوراة بالزمالة في الجراحة العامة من جامعة البرتا عام 1986م بكندا .
كما حصل على الزمالة في جراحة الأطفال من جامعة البرتا بكندا عام 1987م .
· الحياة العملية :
يشغل الدكتور عبدالله المناصب التالية :
-المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ، من عام 2003م إلى الوقت الحاضر .
-استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك خالد بالحرس الوطني بجدة من عام 1995م إلى الوقت الحاضر .
-استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني بالرياض من عام 1990م إلى الوقت الحاضر .
-استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من عام 1991م إلى الوقت الحاضر .
-كما شغل الدكتور عبدالله المناصب التالية في فترات سابقة :
-نائب المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني ، من عام 1995م إلى أغسطس 2003م .
-مدير برنامج التدريب في قسم الجراحة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من عام 1994م إلى عام 1996م .
-مساعد مدير المركز الطبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من عام 1994م إلى عام 1995م .
-مدير برنامج التدريب في قسم الجراحة بمستشفى الملك خالد الجامعي من عام 1989م إلى عام 1991م .
- استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض من عام 1988م إلى عام 1991م .
-كبير الأطباء بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض لشهري أغسطس وسبتمبر من عام 1990م .
والدكتور عبدالله الربيعة حاصل على عضوية المجالس والجمعيات التالية :
الجمعية السعودية للأمراض المعوية .
الجمعية السعودية للأطفال .
الجمعية الكندية للجراحة .
الجمعية الكندية لجراحة الأطفال .
الجمعية السعودية للتخصصات الطبية .
عضو تحرير مجلة الجمعية السعودية للأمراض المعوية .
عضو المجلس العربي لجراحة الأطفال
· الأوسمة التي حصل عليها :
حصل على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى رمضان 1423هـ
الجوائز والشهادات التي حصل عليها :
-حصل على الترتيب الأول على خريجي كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض عام 1979م .
-درجة التميز خلال فترة التدريب .
-جائزة أفضل بحث خلال عام 1985م بجامعة البرتا بكندا .
-أفضل طبيب مقيم في الجراحة بجامعة البرتا بكندا .
-جائزة أفضل مدرس بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض خلال عام 1989م .
· أبرز إنجازات الدكتور عبدالله الربيعة :
قام بترأس الفريق الطبي وإجراء عملية فصل التوأمتين السياميتين في الثامن من شهر فبراير عام 1992م . بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث .
وقد دامت العملية ( 15 ) خمسة عشر ساعة متواصلة . وقد تمت العملية بنجاح ولله الحمد .
ومن ثم توالت بعد ذلك نجاحات عمليات فصل التوائم التي تولاها على مدار الـ 17 عاماً الماضية.