ومن الأخلاقِ الإسلامية المحمودة:
الصبر والحلم والرفق، والكرم والحياء والتواضع،
والشجاعة والعدل والإحسان، وقضاء الحوائج وغض البصر وكف الأذى،
والأمانة والصدق، والرحمة والوفاء، وطلاقة الوجه وطيب الكلام،
وحسن الاستماع وحسن الظَّن، وتوقير الكبير،
وإجابة الدَّعوة والإصلاح بين النَّاس، وعلو الهمة والإيثار والهدية وقَبولها،
وجبر الخواطر ومُراعاة المشاعر وغيرها.
ولقد ضرب المسلمون أروعَ الأمثال في جمالِ الخلق،
وطيب المعشر، وحسن المعاملة؛
ولذلك كانوا
سادةَ الأمم، ومحطَّ الأنظار، وموضعَ القدوة حين كانوا متمسكين بأخلاقِهم السامية،
وإمامهم وقدوتهم في ذلك رسولهم الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ثم صحابته الكرام، والتابعون لهم بإحسان.
وحين نتحدثُ عن محاسنِ الأخلاق،
نرى لزامًا علينا أن نتحدثَ عمن بُعث متممًا لمكارم الأخلاق
الذي وصفه ربه - تعالى -
بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
[القلم : 4]،
فكان خلقه القرآن؛
يمتثلُ أوامرَه، ويجتنبُ نواهيَه،
قد اجتمعت فيه الفضائلُ كلُّها، والمكارم أجمعها..
فأخلاق الرسول لنا كتاب . . . وجدنا به أقصى مبتغانا
وعزتنا بغير الدين ذلُ . . .وقدوتنا شمائل مصطفانا
فعن أي شيءٍ من أخلاقه - صلَّى الله عليه وسلَّم - نتحدث؟
أنتحدث عن جودِه؟
فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ النَّاس، ما سُئل شيئًا قط فقال: لا، ولقد جاءه رجلٌ فأعطاه غَنمًا بين جبلين،
فرجع إلى قومِه فقال: يا قوم، أسلموا؛ فإنَّ محمدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقَة.
أم نتحدثُ عن رحمته بأمته ورأفته بها؟
فقد كان رحيمًا رفيقًا رقيقًا كما وصفه ربه - تعالى -
بقوله: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾
[آل عمران : 159]،
وقوله - تعالى -:
﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾
[التوبة : 128].
أم نتحدث عن حلمِه وعفوه؟
فقد كان أحلمَ النَّاس،
أم نتحدث عن شجاعته؟
فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أشجع النَّاس،
أم نتحدث عن حيائه؟
فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها،
أم نتحدث عن تواضعِه؟
فقد كان مضربَ المثل في ذلك، مع أنه سيد البشر،
أم نتحدثُ عن محبته لأصحابِه، وملاطفته لهم والبشاشة في وجوهِهم،
والسؤال عن أحوالهم، وتطييب وخواطرهم؟
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾
[الأحزاب : 21].



رد مع اقتباس