عبق تشرين ... يعيشك

كم يسعدنا هذا القلم الشامخ إسمحي لي أخيتي
بأن يكون ترحيبي منكِ وإليكِ
بقلمك الخاص




فطمتني الأوطان قبل مولدي و لم يعترف بي أيّ منفى





لا زلنا في كل يوم نسمع ، و نرى و نقرأ عن فلسطين و ما يحدث فيها
صراعات ،قتال ، دماء ، دمار ، شتات ، صرخات و أشلاء
هنا و هناك .... و لا زال المشهد مستمرّا و لا زال الصمت العربي على حاله ما تغيّر
لن أحكي لكم هنا ما تعرفونه و ما عهدتموه و لن أندّد ، لا و لن أشجب و لست هنا
لأصمت أو أبكي تاريخا مضى و تاريخا لا زال يرسم بقلم الرصاص
ليتمكّن ذوو السلطان من محو الخطوط متى شاءوا و دون عناء يذكر
انا هنا فقط لأتساءل : ما معنى أن تكون فلسطينيا ؟ تمنيت أن أكون حقّا فلسطينية لأشعر
بما يشعرون ، هل تراهم مثلنا ؟ أم أنهم يملكون ما لا نملك ؟ ما ميزتهم ؟ ما صبغتهم الجينيّة ؟؟
لا زلت أتساءل ، و مع ذلك أدرك و أعي تمام الوعي أنّهم ليسوا كمثل الأجناس
لا ليسوا فضائيين إنّهم من التراب الذي إليه ننتمي جميعا لكنّهم أصحاب عزّة يفتقدها الكثيرون اليوم
في زمن الصمت القاتل ... أقرأ عنهم ، ألمح عيون أطفالهم و فصاحة نسائهم
فأقف و أنا أبتسم في ذهول من أين يأتون بذاك الصمود و قد هدّت كاهلهم أيادي العابثين من
كلّ النواحي ؟؟
كيف لهم أن يضحكوا و هم يبكون ؟؟ كيف للأطفال أن يناموا على صوت القصف ، لتصحو صباحا
فتلمحهم و هم ماضون إلى مدارسهم لاهين كأنّ شيئا لم يكن ....
هل تراهم يكبتون ما بداخلهم لئلاّ يجرحونا كما جرحوا ؟ أم تراهم يواسوننا لنتعلّم معنى العزّة و الصبر
في صمت ؟؟
ما معنى أن تكون فلسطينيا أتدرك يا من تقرأ معنى سؤالي ؟ أتعي إلى أيّ مدى ستكون
محاصرا حين تسمّى بذاك الاسم ، و حين تحمل تلك الهوية ؟؟
فلتعلم إذا أنّك بلا هوية ، بلا وطن ، بلا عنوان ، لأنّك لم تكن يوما فلسطينيا ...



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كوني كما تحبين أيتها الطُهر ومرحباً بك