هناك عمل دؤوب من الوزارة وإدارات التعليم من أجل الرقي بالتعليم في مملكتنا الغالية فالاهتمام
واضح لكل إنسان سواءً بالمباني أو الوسائل التعليمية أو تطوير الكتب وإخراجها بشكل جذاب ولكن
للأسف بعض الطلاب لا يعني له المبنى الحديث والوسائل التعليمية المتطورة وجاذبية الكتب شيئاً
وإن كانت مهمة لأنه افتقد الأهم وهو الأمن النفسي فتجده يخشى حصة ما بسبب عصبية ذلك
المعلم واستخدامه للضرب هذا الضرب الذي يمنع نظرياً حسب التعاميم بينما يمارس فعلياً في كثير
من المدارس وما أراه كمعلم منذ سبعة عشر عاماً بأن الضرب نوعان: محرم وجائز
فالمحرم: ما كان بسبب المستوى التحصيلي فبعض الطلاب يجتهد ويبذل ولي أمره جهداً كبيراً
ولكن إمكانياته وقدراته لا تساعده على الفهم والحفظ فعندما يضربه المعلم فهذا أراه حراماً لأنه
يكلفه فوق طاقته ويحطم شخصيته وهذا النوع موجود لا ينكره إلا جاهل أو معاند وهو سبب تسرب
الطلاب من الدراسة .
التقيت قبل فترة رجلاً أعرفه يشتغل بالسلك العسكري فلما تحدثنا عن التعليم قال: (الله يلعن
الأستاذ فلان) ولما سألته عن السبب قال كنت لا أفهم وأنسى ما أذاكره وكان يلطمني فتركت
الدراسة.
في إحدى المرات فتحت باب أحد الفصول فوالله بدا الرعب على وجوه البعض ثم عرفت أنهم كانوا
ينتظرون دخول معلمهم لإجراء تقويم ويعلمون يقيناً أنهم سيضربون وعندما سألت أحدهم هل
ذاكرت حلف بأنه ذاكر ولكنه ينسى ما ذاكره .
طالب آخر يقول والله يا أستاذ لولا الخوف من أبي لتركت الدراسة تعبت من الضرب.
ويتفنن بعض المعلمين هداهم الله فمن لا يستخدم العصا يلجأ لشد الشعر أو القرص.
أخي المعلم يا من يضرب على المستوى التحصيلي:
إن كنت لا تدري بالفروق الفردية بين الطلاب فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
عزيزي المعلم: هذا الطالب الذي تضربه دائماً دون أن يتحسن مستواه هل تعتقد أنه قادر على
تحسينه ولكنه لم يفعل رغبة في الضرب مثلاً؟!!!!!!!
أخي المعلم لست مسئولاً عن نجاح الطالب إذا اتقيت الله وبذلت جهدك ونوعت أساليب التعلم
واحترمت شخصية الطالب.
الضرب الجائز: ما كان بسبب سوء الأخلاق فعندما يكون المعلم رحيماً بطلابه ويقوم بتوجيه الطالب
المشاكس باللين ثم برفع صوته دون أن يرتدع فله هنا أن يضربه ضرباً غير مبرح من أجله ومن أجل
أن يستفيد زملاؤه من الدرس وهذا النوع لم يسبب أي تسرب من الدراسة لاسيما إن كان المعلم
يداعب طلابه بدون تكلف داخل الفصل وخارجه.
وقد شهدت موقفاً لمعلم يستخدم هذا النوع فقد طلب أكثر من مرة من أحد الطلاب الصمت ولكنه
بين وقت وآخر يتكلم ويضحك فلما خشي انتهاء الحصة قبل انتهاء الدرس ضرب هذا الطالب فبكى
ولزم الصمت بعد نهاية الحصة قال للطالب وكان يعني ذلك( إذهب للمدير إذا ترى إنني ظلمتك
ولا تخشى ردة فعلي فوالله لن أعتب عليك)وبعد انتهاء الخمس دقائق كانت الحصة بنفس الفصل
دخل المعلم فلم يجد الطالب فاعتقد إنه ذهب للمدير خاصة أنه سمع أحد الطلاب يقول ذلك .
بعد أن كتب البيانات المطلوبة جلس على الكرسي لأن الحصة قرآن كريم ووضع المصحف على
الطاولة وفجأة أحس بأصابع تداعب قدميه فخرج ذلك الطالب ضاحكاً وقبل رأس المعلم واعتذر منه.
ما الذي جعل هذا الطالب الذي كان يبكي قبل قليل أن يفعل ذلك لولا تأكده من حب المعلم له وأنه
يريد مصلحته.
المشكلة إن هذين النوعين ممنوعان على الورق فقط في بعض المدارس فمتى يجد الطالب
الخائف أمنه واستقراره العاطفي إذا كان لا يجرؤ على الشكوى للمدير والمشرف المنسق لا يهتم
بهذه النقطة وبعض أولياء الأمور موقفه سلبي فيعرف أن ابنه يضرب فلا يسأل عن السبب ولا
يحرك ساكناً.
# هذه حال بعض أبنائنا الطلاب فما هي الحلول التي تراها أيها القارئ الكريم لنرى طالباً متوازناً
عاطفياً وذهنياً .
ولو كان لديك ابن أو قريب يعاني من ضعف في قدراته التحصيلية ويضرب رغم اجتهاده فماذا ستعمل
من أجله وحفاظاً على شخصيته من الضعف والاهتزاز؟؟