غروب
لمحتها هناك عند الغروب غارقة في وحدتها
كانت تشبهني كثيرا
ملامحها ليست غريبة عني
لم أشأ أن أقترب ، جلست في مكاني أرقبها
و هي تشدو لحنها الحزين على ذاك الفنن
شدو كأنه ناي هجره العازفون ليبقى مهملا
يتيما كمن مات و لفّ بالكفن
فجأة توقف ذاك الصوت، لم أعد أسمع تلك الرنّات
غابت عني و رحلت
التفتّ لعلّي ألمحها، غريب هي الأخرى رحلت
طارت تلك العصفورة ، هجرت مكانها في الأعلى
لتورّثه وحدتها و بعضا من آلامها
و بقايا من قطرات، هي دموع جبلت من خيوط الشجن
نهضت من مقعدي لأجلس حيث كانت هي
فأدركت حينها أني ما كنت سوى عصفورة ولدت لتحييا غارقة
في الأعلى برفقة الآهات تائهة في ممرات الزمن
الآن قد عرفت يا عصفورتي أني مثلك
لا أقوى العيش دونهم و تلك روحي تخبرك فقد هدّها الوهن
يا عصفورة الشجن....