بسم الله الرحمن الرحيم

(قََالوا إنْ يَسْرِقْ فقدْ سَرَقَ أخٌ لهُ مِنْ قَبْلُ فأَسَرَّهَا يوسُفُ في نفْسِهِ ولمْ يُبْدِهَا لَهُم )




الملاحظ هنا أنه برغم أن إخوة يوسف افتروا عليه زورًا واتهموه بالسرقة لكي يُبرِّأوا أنفسهم ، لكن لابد وأن تكون لهذه التهمة أرضيّة قديمة بحيث تمسّك بها الإخوة في تلك اللحظة الحرِجة.

ومن هنا فقد قام المفسرون بالبحث والتنقيب في الروايات القديمة والمصادر التاريخية ، ونقلوا ثلاث نصوص في هذا المجال :

الأول : أن يوسف بعد أن توفيت أمه قضى فترة من طفولته عند عمته ، وقد كانت تكن له حبا عميقا ، وحينما كبر يوسف وأراد يعقوب أن يفصله عنها ، لم تر عمته حيلة ووسيلة للإحتفاظ بيوسف إلا حيلة نسائية وذلك بأن ربطت على خاصرته حزاما أو شالا مما تركه آل إسحاق ، ثم ادعت أن يوسف أراد سرقتها ، وطبقا للدستور والسنة المتبعة عندهم ، لابد أن يعاد إليها يوسف عبدا قنا ، جزاء له .

الثاني : قيل إن امرأة من أرحام يوسف من أمه كان لها صنم تعبده ، فأخذه يوسف وحطمه ورمى به على الطريق ، فاتهموه بالسرقة .

الثالث : قيل أن يوسف كان يأخذ –أحيانا- بعض الطعام من المائدة ويتصدق به على الفقراء والمساكين ، فعلم الإخوة بذلك واتهموه بالسرقة .

لكن مثل هذه الأعمال لا تعد سرقة ، لأن النبيه يعرف أن ربط الحزام على الشخص دون علمه بأنه ملك الغير . أو كسر الصنم ورميه على الطريق . أو أخذ الطعام من المائدة التي بسطها أبوه ويعلم أنه يرضى بالتصدق ببعضها للفقراء والمساكين ، لايعد سرقة ولا يجوز معاقبة من فعله بهذه التهمة .


من كتاب
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل