لا ادري بماذا اصافحك ايها الجميل بجمال هذا الفل
والاصيل بما قادني إليه يوما ما ..هنا وهناك..
وكان مفسرا لي للكثير من الامور والرموز الجازانية التي تعنينا
بلاشك آيات الشكر وعناقيد التحية مطرزه بملئ مانثرته هنا
جل الشكر والتقدير على كلماتك تواجدك
وشكر تنعم به روحك على وقوفك الداعم لي منذو العودة ..
هكذا هي جازان وانتم اهلنا الاحبة
خلودا تربع على عرش الجمال والثقافة والعلم والفن
:
صورة الفل في الشعر الجازاني
د. محمد منصور الربيعي المدخلي
في البدء لا بد من بيان مصطلح الفل ونشأة الفل، وزراعته في منطقة جازان، وعاداته وتقاليده واستعمالاته، وبيان مردوده الاقتصادي والاجتماعي والصحي، وصورة الفل في الشعر.
مصطلح الفل وأنواعه يطلق على زهرة بيضاء ذات رائحة زكية عادة تظهر في الصيف من شجرة المسماة رديمة.
أنواع الفل: في الجزيرة العربية توجد ثلاثة أنواع:
النوع الأول من شقين: الفل الجازاني والفل اليماني، بحيث يكون الأول كبير الحجم ورائحته أكثر جاذبية.
أما الثاني اليمني فهو صغير وهو يزرع في المناطق التهامية اليمنية والساحلية بها أيضاً واسمه شعبيتا - فل امقريشي.
النوع الثاني: فل عزان وهو نوع أصفر اللون وهو يزرع في المناطق الجبلية عادة ويشتهر في بلاد اليمن الجبلية ويجلب إلى المناطق المجاورة كجازان وغيرها وهو نادر أو يكون تداوله في مناسبات خاصة مشعبية عادة، وهناك نوع ثالث وهو الفل المصري قريب من الأول.
نشأة الفل: لم أعلن من معرفة بداية زراعة الفل في الجزيرة العربية لكن الدلائل تدل انه قديم النشأة ولعل الهجرات إلى بلاد شرق آسيا قد جلبت شتلة هذا النوع من الفل إلى مواطن الجزيرة العربية قديماً ولم يعرف له تحديداً لأن بلاد الهند والباكستان وغيرها يكثر فيها زراعة الفل الأبيض والمرجح أنه مستجلب من تلك المناطق في رأيي تم تداوله واتخاذه عادة في زراعته واستعماله له شكل موروث شعبي يؤدي هدفاً جمالياً وذوقياً وعطراً في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والأفراح وغيرها قبل ظهور العطر المصنوع.
زراعة الفل: يعتبر الفل ذا قيمة اقتصادية في العصور السابقة والحالية ومن ثم حرصت كثير من الأسر على زراعته على شكل "ردائم" جمع رديمة وتستجلب له حفرة دائرية ذات عمق بعمق متر تقريباً وتغمر بالماء بعد وضع نصفها بطين حر ثم توضع الشتلة فيها بعد يوم ومن ثم تسقى بالماء يوماً بعد يوم وقد تستمر لمدة سنة أو أكثر حتى تأتي ثمرتها في زهرتها البيضاء العطرية، وفي الصيف عادة وقد تصفى أوراقها بعد السنة وتسمى "توريق الرديمة" لكي يكثر فيها الزهر، وقد خصصت البيوت الجازانية قديماً مكاناً خاصاً للردائم وانتشرت حالياً ولكن بشكل ضيق لأن مزارع الفل انتشرت في المزارع التي تسقى بالآبار الارتوازية أو يجلب من خارج الوطن.
عادات الفل وتقاليده واستعمالاته:
للفل الجازاني عادات جميلة وأصيلة في المجتمع الجازاني بحيث يفاخر فيه في مواسم الأعراس ومن ثم تقوم النساء بجلبه إلى المنازل عادة ويؤتى بخيوط وإبر خياطة ويخاط على أشكال هندسية متعددة وعقود وتوضح في شحمة الأذن أو المعاصم أو النحور الصدور أو على الرؤوس، وقد يبالغ فيه في بعض الأسر الجازانية ويخيط للعروسة ثوباً كاملاً ليلة زفافها ويملأ رأسها وجسمها كاملاً بالفل الجازاني، واستعمالاته تكون في شكل بيع لمن يحتاجه، أو جمعه بيع لمن يحتاجه، أو جمعه وتنظيمه وبيعه أيضاً وكذلك وضعه في المجالس العربية ووضعه للعرائس أو التجمل به للنساء ليالي الأعراس أو الأعياد أو الأفراح المتعددة وقد يهدى للأحبة والأصحاب وقد يوضع عصائب دائرية على رؤوس الرجال أو المخاتين وكبار السن والصبية أيضاً أو في صدور النساء والصبيات الصغار وهو مظهر جمالي أكثر من كونه زينة وعطر شعبي يعطى رائحة في المنازل وللضيوف وغيرهم.
وقد يصنع منه ويباع ولكنه بشكل قليل وأكثره مستورد.
مردود الفل الجازاني على المجتمع والاقتصاد والصحة:
يعد الفل الجازاني من أهم الموارد الاقتصادية في المنطقة حيث تقوم شريحة من البشر بجلبه إلى الأسواق وبيعه وبأسعار باهظة أثناء الزواجات والأفراح والأعياد واما علِى شكل أكياس أو بالكيلو أو مصنوع منظم يعود بوفرة مالية على أصحابه وقد كانت بعض الأسر قديماً في منطقة جازان تتعب بجمعه وبيعه بالحبة ويؤدى بقيمة معيشية يغطي مصاريف الأسر وكذلك اليوم في أكثر الأحوال وان كان بدأ الفل اليماني يزاحم الفل الجازاني وفرة وأقل سعراً أو قد تكاسلت أكثر الأسر الجازانية في اقتناء الردائم ولم تهتم به مما أفسح للمعروض القادم الأجنبي لمزاحمة المحلي وان كان أقل جودة وذلك نظراً للتطور الاقتصادي والحضاري والمعيشي الذي تشهده المنطقة الجازانية حالياً.
وقد أدى الفل دوراً اجتماعياً بارزاً وجمالياً ونفسياً وصحياً وقد قيل إنه يجلب السرور على الأسر وخاصة أصحاب الزواج وأصبح عادة مستحسنة في أكثر المنازل الجازانية وربما الزوجية وتصرف النقود الباهظة في جلبه في صورة تجمل وعادة ومظهر اجتماعي ونفسي وصحي أيضاً.
صورة الفل في الشعر:
للفل الجازاني وشجرته الرديمة حضور فاعل في الشعر فصيحة وشعبية، ولقد ابدع الشعراء والفت فيه القصائد الطويلة وهو موجود في دواوين مثل الشعراء أحمد البهكلي إبراهيم مفتاح، إبراهيم صعابي، حجاب الجازمي علي النعمي، منصور دماس حسين النجمي ومحمد عطيف وغيرهم.
ومما جاء في الشعر الشعبي قول الشاعر المعاصر محمد إبراهيم عطيف (النابوش) في وصف طفلة (غادة).
كل غادة في الأصل طفل وطفلة
غرسها في الأرض في سيف ونخله
كل غادة من ردايمنا وفله
كالقريشي يوم فاح
صاحت الحاني ورددتها تهامة.. إلخ
وللفل حضوره في القصة أمثال القاص حسن حجاب الحازمي، عبده خال ود. محمد منصور المدخلي ولي مجموعة قصصية بعنوان رائحة الفل ولحسن النجمي ديوان شعر بعنوان باقة من فل جازان وغيرهم في التراث الأدبي قديماً وحديثاً.