[منشأ خلق الإنسان].
سورة الكهف37 - قال تعالى : {{قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا}}
التفسير: يقول تعالى مخبراً عما أجابه به صاحبه المؤمن واعظاً له وزاجراً عما هو فيه من الكفر باللّه والاغترار: {أكفرت بالذي خلقك من تراب}، وهذا إنكار وتعظيم لما وقع فيه من جحود ربه الذي خلقه، وابتدأ خلق الإنسان من طين وهو آدم، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، كما قال تعالى: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتا فأحياكم} الآية، أي كيف تجحدون ربكم، ودلالته عليكم ظاهرة جلية، ولهذا قال المؤمن {لكنَّ هو اللّه ربي}: أي لكن لا أقول بمقالتك بل أعترف للّه بالواحدنية والربوبية، {ولا أشرك بربي أحدا} أي بل هو اللّه المعبود وحده لا شريك له
سورة طه55 - قال تعالى : {{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى }}
التفسير {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} أي من الأرض مبدؤكم، فإن آباكم آدم مخلوق من تراب من أديم الأرض، وفيها نعيدكم أي وإليها تصيرون إذا متم وبليتم ومنها نخرجكم تارة أخرى، {يوم يدعوكم فستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا}. وهذه الآية كقوله تعالى: {قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون}، وفي الحديث الذي في السنن أن
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حضر جنازة، فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر، وقال: منها خلقناكم، ثم أخذ أخرى وقال: وفيها نعيدكم، ثم أخرى وقال: ومنها نخرجكم تارة أخرى، وقوله: {ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى}، يعني فرعون أنه قامت عليه الحجج والآيات والدلالات، وعاين ذلك وأبصره فكذب بها وأباها كفراً وعناداً وبغياً، كما قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} الآية.
سورة الفرقان- 54 -قال تعالى :{{ وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا}}
التفسير بل أكثرهم لا يعلمون}، وقوله تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرا} الآية، أي خلق الإنسان من نطفة ضعيفة فسوَّاه وعدّله، وجعله كامل الخلقة ذكراً وأنثى كما يشاء، {فجعله نسبا وصهرا} فهو في ابتداء أمره ولد نسيب، ثم يتزوج فيصير صهراً، ثم يصير له أصهار وأختان وقرابات، وكل ذلك من ماء مهين، ولهذا قال تعالى: {وكان ربك قديرا}
سورة الروم 20- قال تعالى : {{ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون}}
التفسير: يقول تعالى: {ومن آياته} الدالة على عظمته وكمال قدرته، أنه خلق أباكم آدم من تراب، {ثم إذا أنتم بشر تنتشرون} فأصلكم من تراب، ثم من ماء مهين، ثم تصور فكان علقة، ثم مضغة، ثم صار عظاماً، شكله على شكل الإنسان ثم كسا اللّه تلك العظام لحماً، ثم نفخ فيه الروح فإذا هو سميع بصير، ثم كلما طال عمره تكاملت قواه وحركاته، حتى آل به الحال إلى أن صار يبني المدائن والحصون، ويدور أقطار الأرض، ويكتسب، ويجمع الأموال، وله فكرة وغور، ودهاء ومكر، ورأي وعلم، واتساع في أمور الدنيا والآخرة كل بحسبه، فسبحان من أقدرهم وسيّرهم وسخّرهم وصرفهم في فنون المعايش والمكاسب وفاوت بينهم في العلوم والفكر، والحسن والقبح، والغنى والفقر، والسعادة والشقاوة، ولهذا قال تعالى: {ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون}. عن أبي موسى الأشعري قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن اللّه خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك" (أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود وقال الترمذي: حسن صحيح).
الرجاء عدم الرد على هذا الموضوع
فهو فقط للفائدة
جزى الله من ساعدني فيه خير الجزاء