مَزهريةٌ فَارغِة .. وأربُعةُ جُدرانٍ خَرسَاء .. ونَوافذُ مُرتَجفةٌ في ليلةٍ عَاصِفةٍ
انطَفَأتْ الأنوارُ ، ولمْ يَبقَى سِوى ومِيضُ شَمعَةٍ خَافِت يَعكسُ مَع تَموجِه .. بَعضاً مِن جَسَدي الوحِيد
مَا لبثْ أن خَبَا ..
لمْ أعُد أبصُر عـَقربَ الثواني .. لَقد تَلاشى ومَعه الزمَن
غابَتْ كل الألوان ..
ولبسَ المَكانُ السَوادَ حداداً
فطَمَسَ كُل الوجُوه ، وكُل الفُصُولَ ، وكُل الأصَوات ..
تحسسَتْ بأنامِلي بَاحِثاً عن بَقايَا أمِلٍ على أرِيكةِ الذكرَيات
فَعادت خَاويةٍ مُطرِقَةً ، تَشتكي الفرَاق ..
ضَمتني زَوايا الغُرفةِ الكئيبةِ ، وأطبقَ سَقفها المُتَجَهِمُ عَلى أنفاسِي المُختنِقة
فزَمجرتْ زَفرَةٌ حانقة في الفَضاءاتِ
تبـاً للـقـاءِ .. تبـاً للـقـاءِ
لمْ يُخبرنِي
أنَهُ حضور يقــــود لاحتضار
وقصيدة عَذبــَةٌ قافيتها الـــعذاب
أن من معانيه في قواميس الحياة .. الغـــــياب
أنه سَيقتلعُ جُذوَري الحَالمةُ .. عِند المَغيب
مِنْ بُستَانِي الوارِفِ .. إلى جَدبِ الفُراقِ ,,
صدى