سؤالٌ يتردد في سرداب الحياة .."!
أسمعه كنبرة صباحية مزعجه وكهمسة مسائية حانية .."!
لم تكتفي الألسنة بالسؤال " بل أصبحت الوجوه ترمقني وتسألني هل تحب .."!
أهرب من الصوت فأرى بريق المكر الجائر يلتمع ..!
تبسمت " لكل سائل ..! لكل مجسم يرتقب محاذاتي " كي يتسائل "!
فقلت لن أقول سوى الحقيقة " أنا لم أكذب منذ أن عرفت نفسي "!
أنا فعلاً أحب ..! لستُ جماداً بلا روح .."! بلا مشاعر بلا قلب "!
لكني لستُ ساذجاً حتى أحب لأجل نفسي..!
بل أحب لأجل الحب .."!
فمن تعلق سريعاً هجر سريعاً .."!
فالحب سهم سام " إن لم يكن محصن برعاية الله "!
قد نعجب بإسلوب شخص وهندامة لكن هذا ليس "حب " بل "غبط "..!
الحب أن تحب الرجل في الله ولله .."
أما المرأه فلا حب معها " بل إحترام "!
فلو أحببتها " وأحببتك "
فستسقط حبال الإحترام " إن لم تكن النهاية زواج والإتئام "!
\
صرخةٌ من آخر المدرج تقول " أنت لم تجب بعد .."!
ثم رددوا " سؤالٌ واضح وأنت تتهرب "!؟
قلت " أنا لا أحب أحداً حب الخذلان أو حب الخلان الواهي "!
بل أحب كل شيء حب الإمعان حتى السواكن أعشقها ..!
فقد أميل كي أحييها وتحييني..!
ولا أحب الظل الزائل ولا الظلام المشوهه بذرات النور "!
فالظلام الدامس هو حقيقة العتمة "! وأنا أعشق العتمة ..!
قالوا يارجل أجب ..! لا تتملص .."! سئمنا ..!
أقسم أني صادقٌ فيما قُلت .."!
قالوا إذاً فأجب "! هل تحب "!
تنهدت ..! وضحكت ..! أصبحتُ أتقهقه ..! وأتهادى على خشبة المسرح كالمخمور..!
ثم سقطت ..! وغاب عني كل شيء ..!
حتى صوت السكون وضياء المصابيح كلها قد تلاشت وزالت ..!
وكُتب على لوحة العرض " الحب ليس لعبة كي تختار شخصاً وتحبه بمجرد أن ترى فيه مايعجب ناظريك "!
لم يفهمها أحد سوى حارس الأمن الذي لم يشاهد العرض ..!
بل أتى كي يغلق المصابيح ..!
وأسدل الستار وتفرقت الجموع .."!
يحيى