أتعلمون ما أكبر جريمة ارتكبها فرعون..؟
لم تكن قتل الأطفال ولا استحياء النساء ولا تعبيد بني اسرائيل... إلخ..
إن الجريمة الأكبر والأشنع لفرعون
(انكاره وجود الله وادعاءه أنه هو الإله)..

يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم عن قصة فرعون..
(فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى . فَكَذَّبَ وَعَصَى . ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى . فحَشَرَ فَنَادَى . فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى . فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى)..

لاحظ أن الله أخذه بعدها بنكال الدارين (الدنيا والآخرة).. خسرهما..
بعد نهاية قصة فرعون يقول الله لرسوله
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى).. أي تلك الآيات أمامهم.. ولهم الحرية بالاعتبار.. وعلينا حسابهم..

بعد ذلك يكمل الله لنا الآيات بأدلة دامغة
- لتركي الحمد وغيره - لا تغيب أبداً عن أي عقل إلا عقل شخص لا يريد الحق.. ويخبرنا عن قدرته بآيات موجودة أمام أعيننا..
(أأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا . رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا . وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا . وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا . أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا . وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا . مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)..
قارنوا خلقكم بخلق تلك الأشياء العظيمة.. أليس الذي خلقها قادر عليكم وعلى إرجاعكم من جديد للحساب.. وأنتم أجسادكم لا تقوى حتى على لهيب نار بالدنيا..

ثم يأتي الموعد
(فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى . يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى)..
وقتها سيتوحد إيمان كل البشر أن الساعة حق وأن الإله موجود وأنه لا يوجد إله في الكون إلا الله سبحانه وتعالى.. وأن كل ما ذكره لكم بالقرآن هو حقيقة..
جاءت لفرعون الآيات من ربه ولكنه كذب وعصى.. وبالرغم من كل تلك الآيات التي نسردها لكم من عند الله إلا أنكم تسعون للدفاع عن من يحارب الله..

ستتذكرون سعيكم هذا ودفاعكم عن من يحارب الله ورسوله.. وستذكرون كلامي..
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)..

بعدها بين الله لنا طريق الهلاك وطريق النجاة.. وأنت حر في اختيار الطريق..
ثم يختم الله الآيات بقوله
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)..
فالحياة قصيرة.. مقارنة بيوم الحساب يا سادة..


ذلك هو كلام الله الذي أنزله إلينا..
(وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)..

(إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا)..
فما أنا إلا مذكر بالتذكرة والعظة.. والمشيئة لك باتخاذ السبيل..




وحوارنا يستمر..