من ذا الذي نال في دنياه غايته .؟ ..............
.............. من ذا الذي عاش فيها ناعمَ البالِ


حقاً الطرح هنا مؤلم أيتها النقية
صور من الحياة والحياة صور .. هنا لا بد من وقفةٍ صادقة :

( ما ذنب من يتخلف عنها قطار الزواج ليترك ألسنة بنات جنسها الفارغات تفترسها ؟
لماذا لا يكفّ الجميع عن الحديث عن العنوسة و كأنها معضلة مستحيلة ؟
أو عاهة مرضية و يتعامل معها كعزوبة الرجال التي تعد مجرد استقلالية و حرية
رغم أن كلمة عانس ظهرت في رجل و ليس إمرأة !
لماذا يستمرون بإفقاد الفتاة ثقتها بنفسها ..!
و بقدراتها رغم أنها لم ترتكب حراماً و لا عارضت حلالاً ..؟ )


حتماً لا ذنب لها , ولماذا نحملها فوق طاقتها ..؟
عجبا لقوم يرفضون الارتقاء .. يهرولون إلى الوراء
الحقيقة أنها جاهلية مجتمع في المقام الأول

والواقع المؤلم الذي نعيشه والذي لا ينكره عاقل يؤكد ذلك
وكم كنت أتمنى من الكاتب إنتقاد المجتمع أولاً وتوعيته
لأن الفتاة صاحبة الإرادة في نظر المجتمع متمردة
بل في نظر أقرب الناس إليها وأنها خالفت العادات أوليس مجتمعاً متخلفاً
وأنها .. فيها وفيها وفيها .....!!
وبذلك أصبحنا نحتاج إلى علاج القضيتين معاً
ولا حول ولا قوة إلا بالله

كم من الفتيات المتعلّمات المؤدبات يتوارين وراء إهمال المجتمع
فلا يحظين برغبة خاطب ولا يقوم لهنّ الناس بواجب
ولا يجدن أثراً لرغبة راغب
وكـأنهنّ تعمدنّ ذلك .

لا ننكر هناك من ترفض بحجة إكمال دراستها وغيره من الأعذار
حتى يفوتها القطار , وهي من تتحمل نتيجة رأيها وأعذارها .

ولكن الحديث هنا عن تلك التي لا يد لها في تحديد مصيرها
سبحان الله وكأننا في مجتمع لا يؤمن بالنصيب
وأنه محفوظ ومكتوب من قبل أن يخرج المخلوق لدنياه .


ماذنبهنّ إنه قدّر الله عليهنّ فتوقف قطارهنّ
في محطة العزوف عن الزواج بهنّ
وأصبحن ينظرن إلى الحياة من حولهنّ
تزخر بالخاطبين والمخطوبات والمتزوجين والمتزوجات
وهنّ يقفن على قمّة الصبر والرضا بما قدّر الله
يعجبن لهذا المجتمع المسلم الذي يركض في الحياة ومظاهرها
غافلاً عنهن ، أو متغافلاً ، مشغولاً أو متشاغلاً .


أبحري يا أُخيتي
والله إنها رسالة أصابت كبد الحقيقة
ووضعت يدها على الجرح

أتفق مع الكاتب بأن الفتاة بإمكانها أن تداوي جراحها ولا سلاح لها
إلا بقوة إيمانها بالله وما كتبه لها لتسعد في الدنيا والآخرة
دون أن تربط مصيرها بتخلف مجتمع يسعى لتحطيمها
ولكن ..! ليكتمل الإتفاق هنا لابد من توعية هذا المجتمع أولاً .

إن الالتفات الحقيقي إلى هذه المشكلة سيوجد حلولاً ناجعة لها
ويرفع التبعة عن بناتنا الكريمات الشريفات
اللاّتي ينتظرن من يشعر بهن ويعيش معهنّ في إطار المعاناة .
أتمنى أن يعي المجتمع هذه القضية المؤلمة التي لازالت قائمة
دون حل جذري لها
, هناك من تستطيع أن تخرج من دائرة هذه
القضية لترتقي بنفسها , وهناك من لا يستطعن وهن كثر وللأسف

بارك الله فيك ونفع بك , وفرج الله هم أخواتنا في كل مكان
ورزقهن الله العفاف دائماً وأبدا .