( 8 )
بدأت موهبة جديدة تظهر لدي وأنا في الصف الخامس كان لمدرس التربية الفنية ( السوداني الجنسية ) الدور الأكبر في الاهتمام بها وإبرازها وصقلها وهي موهبة الرسم .
في بداية العام الدراسي طالبنا المدرس السوداني ـ جزاه الله كل خير وأسعده أينما كان ـ أن يرسم كل تلميذ ما يحلو له دون تحديد موضوع أو فكرةٍ محددةٍ فخطر لي أن أُقسّم ورقة الرسم التي أرسم فيها لوحة شطرنج ( مربعات كثيرة العدد ) وبدأت أرسم في كل مربع صغيرٍ لوحةً خاصةً وفي نهاية الحصة استطعت أن أملأ ستة أو سبعة مربعات برسوماتٍ صغيرةٍ مختلفة ( منظر طبيعي ـ بيت ريفي ـ جبل ـ سيارة ـ نهر ـ جبل ) وكان المدرس يراقب خطواتي من بداية الحصة ويشجعني على الاستمرار وفي نهاية الحصة أمرني أن اهتمّ بهذه اللوحة وأن آخذ وقتي في إتمامها وفعلاً بقيت لمدة شهر ونصف الشهر وأنا متفرّغ لرسم تلك اللوحة خلال حصتي الفنية في الأسبوع بينما بقية التلاميذ يتلقّون توجيهاً جديداً كل أسبوع , وبعد تمام اللوحة أخذها الأستاذ وشارك بها في مسابقاتٍ على مستوى المنطقة ثمّ على مستوى المملكة ثمّ على مستوى العالم......
وأنا أدرس الصف السادس وصلت المدرسة شهادة تقديرية خاصّة بي ودرعٌ تكريمي لفوز اللوحة بمركزٍ متقدمٍ على مستوى المملكة , وأنا أدرس الصف الأول المتوسط في نفس المدرسة وصلت شهادة باللغة الصينية مضاف إليها بالعربي اسمي واسم المدرسة لفوز اللوحة بالمركز 32 على مستوى مدارس العالم وكانت جائزة هذا الفوز من إدارة المدرسة شنطةٌ وعلبة ألوانٍ أثارت امتعاض وسخط مدرس اللغة العربية ( المصري الجنسية ) الذي كان يطالب بتكريمٍ مادي ومعنوي يوازي الانجاز الكبير الذي حدث لكن لم يستمع إليه أحد ولا زلت أحفظ هذا الجميل إلى الآن .