( 9 )
تطورت موهبة الرسم لديّ بعد ذلك وتحديداً في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية حيث كنت أرسم بشكل يومي في المرحلة المتوسطة وملأت الفصول التي أدرس داخلها وساحات المدرسة بالرسومات المتعددة والمتنوعة في كل مجال ولا زلت أذكر رسمة أخذت عنايتي واهتمامي في التوعية بأضرار التدخين حيث قمت برسم ريال بكل تفاصيله الصغيرة وتحته سيجاره تبدأ حرقه لا زال بعض زملاء تلك المرحلة يذكروني بها حتى الآن , ووصلت لرسم أساتذتي في المرحلة الثانوية والجامعية حيث لم تعد هناك حصص للفنية بالقلم الرصاص وهم يقومون بشرح الدروس حسب طلبات الزملاء بصورة مستمرة وأذكر أنني في المرحلة الجامعية كان يحاضرنا الدكتور عبد الكريم بكار ( المفكر السوري المعروف ) وكان في العادة يستقبل أسئلة الدارسين أثناء المحاضرة في قصاصات يكتبها الدارس ثم يمررها لمن أمامه حتى تصله ويقوم بتجميعها ثم يطلع عليها في نهاية المحاضرة ويجيب عليها , وجدت نفسي أقوم برسمه ثم سجّلت كلمةً قصيرة أعتذر منه عمّا فعلتُ وأرجو أن تبقى تلك تذكاراً لزمنٍ قادم وقمت بإرسالها مع الزملاء وأرقب الأيادي وهي تتناقلها حتى وصلت بين يديه قام بفتحها وهو يكمل محاضرته ثم تعفّر وجهه واحمرّ, توقف بُرهةً ثمّ وضعها في جيبه وأكمل المحاضرة وأنا متأكد أنه لا زال محتفظا بها حتى هذه اللحظة وأتمنى أن أقابله وأسأله عنها وأعرِّفه بنفسي وربما يحصل هذا في وقت قريب علما أنني ذكرته برسالة في صفحته بتويتر من شهرين ولم أتلق ردا منه إلى هذه اللحظة .
بعد تخرجي من الجامعة أهملت تلك الموهبة حيث أشغلتني ضغوط العمل والحياة عن الرسم ولم أعد أملك وقت الفراغ الكافي لممارسة الهواية فبدأت أفقدها شيئاً فشيئاً حتى وصلت للحضيض في الوقت الحالي .