( 21 )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كنت ومنذ مرحلة مبكرة " الصف الثاني المتوسط " قد حددت وجهتي ورغبتي بعد الثانوية , وجاء ذلك نتيجة وعي أصبح قليلا اليوم عند طلاب الثانوية .
اخترت اللغة العربية كتخصص وأن أكون معلما كمهنة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع عسير كمقر للدراسة وحصلت على الشهادة الثانوية بتقدير جديد جدا ونسبة 82 % وكانت في وقتها كافية جدا للقبول في أي جامعة .
كان والدي ـ حفظه الله وشفاه ـ يترك الحرية لأولاده في اختياراتهم ولا يُجبر أحداً على شيءٍ لا يُريده , وكان يبيّن لي استغرابه لاختيار خيار الغربة بالدراسة في عسير بينما كلية المعلمين في أبوعريش خيارٌ سهلٌ وغير مكلفٍ مادياً , لكنه استسلم لرغبتي دون تبريرٍ واضحٍ مني في النهاية .
بصراحة : كنت أرغب بالخروج من المنطقة وخوض تجربة جديدة لا أقلّ ولا أكثر يشاركني تلك الرغبة مجموعة أصدقاء وزملاء دراسة .
أما التخصص فقد كان لضمان التعيين بعد التخرج بعد أن بدأ بعض الخريجين لبعض التخصصات لا يتعين مباشرة .
وقد كتب الله لي تحقيق رغبتي في التخصص ولله الحمد وبدأت تجربةً جديدة من التجارب المهمّة في حياتي .
كان يَدرُس في عسير وقتها قريبين لي في فرع جامعة الملك سعود ساهما في تنويري بأمور كثيرة وإرشادي ورفاقي لتوجيهات كثيرة تتعلق بالسكن والحياة هناك وخيارات التخصص .
كان قريباي يدرسان تخصص الفيزياء وكان أحدهما متخرجاً والآخر يكمل الفصل الأخير قبل التخرج .
نصحنا القريبان بالسكن على حسابنا الخاص وترك السكن الجامعي المجاني رغم أنهما سكنا في السكن الجامعي كل فترة دراستهما هناك . وقد أخذنا بهذه النصيحة طوال سنوات الدراسة , وكنّا كل سنة نسكن في سكنٍ جديدٍ غير السابق للتغيير والتجديد .
وكانت تلك النصيحة بجمل ـ كما يُقال ـ حيث كنا نعيش " الحرية " على أصولها ونتحمّل مسئولية كبيرة أفادتنا كثيرا بعد ذلك في الوقت الذي كان سكان السكن المجاني من زملائنا يشتكون من أمور كثيرة ليس المجال هنا لذكرها .