كنا في صبيحة يوم جميل حيث كان الهواء العليل والسماء ملبدة بالغيوم وكما المعتاد أنا وزميلي الذي معي في نفس التخصص في الدوام قد شعرنا بالجوع فخرجنا من بعد الاستئذان وفي مطعم ما جلسنا وطلبنا طعام الفطور ما لذ وطاب فأخذنا نأكل وكانت رائحة الطعام زكية والطعام لذيذ للغاية
وبينما نحن جالسان فإذا بنا وعلى نفس مائدة الطعام جلس بجوارنا أربعة تلاميذ من المدارس كأنهم براعم الزهور . وهم يرتدون الثياب البيضاء الناصعة البياض
وكأنهم حمام السلام وكانت تلك الأيام أيام الحصاد ( الاختبارات )
فنظرت إليهم وكان طعامهم بسيط على قدر ما يملكون من نقود .
فحاولت معهم جاهدا أن أطلب لهم شيئا على حسابي ولكنهم رفضوا بشدة وكان زميلي يكلمني :
ما الذي جرى لك يا جمال ؟ هل صغر عقلك ؟!
رديت عليه لا والله إن قلبي يخفق بشدة لهم
تذكرت أيام الصبا كنا في المدارس نخرج رباع رباع نجمع المال ثم نفطر على قدر مالنا . فقد كان لا توجد المشاكل الكبيرة التي تجعل شعر الرأس يمتلئ بالرماد إنهم تلاميذ المدارس ما أروع صباهم وهم يعيشون تلك اللحظة كم أحسست بأني أتمنى لو ....... لكن يا خسارة ولله الحمد . صباهم جميل برئ مشاكلهم صغيرة بل لا تكاد توجد مشاكل ولا تعد بمشاكل لأنها تافهة جدا .
نظرت إليهم وابتسمت ابتسامة عريضة لهم ثم دعوت لهم
(( اللهم بارك لهم في شبابهم وأبعدهم يا رب عن الفكر الضال . والانحراف اللهم اجعلهم من محبي الله ثم من محبي المليك والوطن ))
فهذا الشباب الذي أصبح عمود و أساس الوطن . فبارك يا رب فيهم
آمين ....
فقاموا فسلموا علينا ثم خرجوا